جنوب أفريقيا تحول محطات توليد الكهرباء بالفحم إلى مراكز للطاقة المتجددة (تقرير)
نوار صبح
- إسكوم كانت ملزمًة قانونًا بتقديم الخطط ضمن تطبيق تعليق الامتثال لمعايير الانبعاثات
- إسكوم سوف تستكشف طرقًا متعددة لضمان النظام وإدارة أمن التوريد
- الطاقة النظيفة قدمت بعض الفرص الكامنة في إعادة تشغيل محطات الفحم وتوظيفها
- على إسكوم أن تأخذ في الحسبان أزمة الكهرباء الناتجة عن انقطاع التيار
بدأت جنوب أفريقيا إعادة تشغيل محطات الكهرباء العاملة بالفحم وتحويلها إلى مراكز للطاقة المتجددة، على الرغم من تأكيد شركة الكهرباء إسكوم أن الحاجة إلى كهرباء الحمل الأساسي قد تتطلب شريان حياة لمحطات توليد الكهرباء بالفحم.
في عام 2021، مُنحت أقدم محطات الكهرباء، التي تعمل بالفحم لدى هيئة تنظيم الكهرباء في جنوب أفريقيا "إسكوم" في كامدين وهندرينا وآرنوت وكوماتي وغروتفلي وكريل؛ فرص تعليق الامتثال لمعايير الانبعاثات الأكثر صرامة، بشرط إيقاف تشغيلها بحلول عام 2030.
من جهتها، طعنت حملة "الحياة بعد الفحم" (لايف أفتر كول) البيئية في قرار إسكوم، لفشلها في تلبية معايير تلوث الهواء في عام 2022، وأشارت إلى أن هذا التعليق لم يكن ممنوحًا دون خطط مفصلة لإيقاف تشغيل محطات الكهرباء، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقد كانت إسكوم ملزمة قانونًا بتقديم الخطط بصفتها جزءًا من تطبيق تعليق الامتثال لمعايير الانبعاثات.
وأشارت الحملة إلى أنه كان من المفترض أن تكون المرافق القديمة قد خرجت من الخدمة أو أنها على وشك الخروج.
وحثّت حملة "الحياة بعد الفحم" وزارة البيئة والغابات ومصايد الأسماك وشركة إسكوم على إتاحة خطط إيقاف التشغيل للنظر وإبداء الرأي.
وعلى الرغم من عدم نشر هذه الخطط على الموقع الإلكتروني لشركة إسكوم، فإنّ الخطط ما زالت جارية على قدم وساق، كما يتضح من الإعلان الأخير أن الشركة قد وقّعت خطاب نيات للتعاون في تطوير مبادرات عادلة وتنفيذها لدعم توفير فرص العمل والارتقاء بالمجتمع حول محطة غروتفلي.
وستتحول غروتفلي من محطة كهرباء تعمل بالفحم إلى مركز للطاقة المتجددة، حسب ما نشرته مجلة إي إس آي أفريكا (esi-africa) في 23 يونيو/حزيران الجاري.
وتوقفت محطة كوماتي لتوليد الكهرباء بالفحم في أكتوبر/تشرين الأول 2022، بعد إعلان أنها ستستعمل قرضًا بشروط ميسرة من البنك الدولي لتنفيذ مشروع إسكوم كوماتي لإعادة التزويد بالكهرباء وتبديل نشاطها.
ويُعد مشروع كوماتي هذا نقطة مرجعية لشركة إسكوم بشأن طريقة إيقاف تشغيل محطة كهرباء تعمل بالفحم.
مرفق تجريبي للزراعة الذكية مناخيًا
يأتي خطاب نيات إسكوم ومملكة هولندا حول محطة غروتفلي بعد دراسة جدوى في يوليو/تموز 2022، من أجل "تنمية الزراعة/البستنة الذكية مناخيًا التي تتطلب عمالة كثيفة" في محطة غروتفلي للكهرباء في مبومالانغا.
ويوفر خطاب النيات الجديد هذا نهجًا متكاملًا لإعادة توظيف محطة غروتفلي، ويتماشى مع الحاجة إلى تطوير وتنفيذ مرفق زراعي ذكي تجريبي يتيح التعاون في الأنشطة الزراعية وتدريب أفراد المجتمع في محطة كهرباء غروتفلي.
ويتيح خطاب النيات فرصة استكشاف إمكانات إنشاء سوق في المنطقة للزراعة المربحة والمنتجة والمستدامة والذكية مناخيًا. وسيجري تطوير موقع تجريبي ذكي مناخيًا للبستنة، ما سيخلق المزيد من فرص العمل.
بالإضافة إلى ذلك، سيجري نقل المعرفة والمهارات ذات الصلة بين جنوب أفريقيا وهولندا، كما سيجري تحسين حالات الأعمال التجارية للشركات المحلية وتشجيع إنشاء مؤسسات جديدة.
وأفادت إسكوم: "أخيرًا، سيجري استكشاف أوجه التعاون وتحديدها من خلال مرفق التدريب الأوسع نطاقًا للانتقال العادل للطاقة في محطة غروفتلي".
إعطاء الأولوية لمحطات الفحم في مبومالانغا
أعلنت هيئة تنظيم الكهرباء في جنوب أفريقيا "إسكوم" أنها تريد إعادة تشغيل وتغيير نشاط محطات الفحم الحالية، بما يتماشى مع النهج المنصوص عليه في خطاب النوايا. وستُعطى الأولوية إلى محطات الفحم القديمة في مبومالانغا.
وسيُعاد تشغيل تلك المحطات من خلال الاستفادة من البنية التحتية الحالية لبناء قدرة توليد جديدة "بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات و/أو المكثفات المتزامنة"، حسبما نشرته مجلة إي إس آي أفريكا (esi-africa) في 23 يونيو/حزيران الجاري.
وأفادت إسكوم: "يمكن إعادة تحويل هذه المحطات إلى مراكز جديدة للنشاط الاقتصادي مثل مراكز التدريب ومرافق معالجة المياه ومحطات تصنيع وتجمعات للشبكات الصغيرة والمزارع الحديثة".
وفي حديثه في افتتاح مقر شركة موليلو الجديد في كيب تاون، قال المدير العام لشركة إسكوم، توم سكينر: "قدمت الطاقة النظيفة بعض الفرص الكامنة في إعادة تشغيل وتحويل محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم في الشركة".
تُجدر الإشارة إلى أن سكينر يدير وحدة داخل الشركة تكون مسؤولة عن تنفيذ المشروعات المتعلقة بالطاقة النظيفة.
وبالنظر إلى مبلغ 8.5 مليار راند (نحو 453 مليون دولار) الملتزم بشراكة انتقال الطاقة العادل في جنوب أفريقيا، فإن السؤال الأول لسكينر مفاده: "كيف نحصل على الأموال اللازمة لتنفيذ المشروعات؟".
وعلى الرغم من أن جميع تعهدات التمويل جيدة، تحتاج وحدته إلى رؤية تلك الوعود تتحول إلى بنود الموازنة، خاصة أن إسكوم تبدأ في إيقاف تشغيل محطات الكهرباء.
إغلاق محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم
بينما إغلاق محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم وشُغّلت منذ ما يقرب من 50 عامًا كان سيحدث دائمًا في نهاية عمرها الافتراضي، يجب على إسكوم أن تأخذ في الحسبان أزمة الطاقة الناتجة عن انقطاع التيار.
وتعاني إسكوم -حاليًا- تأثير الامتصاص الهائل لمصادر الطاقة المتجددة المتغيرة على الشبكة في غياب كهرباء الحمل الأساسي.
وقال المدير العام لشركة إسكوم، توم سكينر: "تعمل إسكوم على معالجة بعض هذه القضايا من منظور الطاقة النظيفة، بما في ذلك اعتبار الغاز وقودًا انتقاليًا".
وفي بيان صحفي حول مشروع إعادة توظيف غروتفلي، قال إسكوم: "تُجدر الإشارة إلى أنه بالنظر إلى قيود السعة الحالية التي تواجهها البلاد، إذ تصل محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم إلى نهاية عمرها التشغيلي، سوف تستكشف إسكوم طرقًا متعددة لضمان النظام الاستقرار وإدارة أمن التوريد".
وأوضح سكينر: "يشمل ذلك إعادة تشغيل محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم بالطاقة المتجددة والاستمرار في تشغيل محطات الكهرباء بعد تواريخ إغلاقها، إذ يكون ذلك ممكنًا عمليًا وبما يتماشى مع التشريعات".
على صعيد آخر، تشير الدروس المستفادة من خلال مشروع إعادة تشغيل محطة كوماتي للكهرباء وتوظيفها إلى ضرورة اتخاذ قرارات الآن بشأن طريقة إعادة توجيه المهارات أو نقل الموظفين المتضررين بعد سنوات من الآن.
الانتقال العادل والوصول إلى الشبكة
يمثل الجانب العادل من تحول الطاقة قضية معقدة تحتاج إلى النظر فيها عند إعادة توجيه محطات توليد الكهرباء بالفحم في جنوب أفريقيا.
وقال المدير العام لشركة إسكوم، توم سكينر: "نحن بحاجة إلى إلقاء نظرة على أعمال التوليد؛ إغلاق 22 غيغاواط من الفحم سيكون له تأثير هائل في مبومالانغا". وأضاف: "هناك عدد هائل من المجتمعات والبلدات التي تعتمد اقتصاداتها على محطات الفحم هذه".
وأشار إلى أن "شركة إسكوم مسؤولة عن خطة تطوير النقل، ويعتمد المطورون على القدرة على الاتصال بالشبكة لتوفير الكهرباء. لذلك، يحتاج المطورون إلى الوصول لخطة مطورة جيدًا وطويلة الأجل لتحديد المكان الذي يمكنهم أو لا يمكنهم فيه إنشاء مشروعات توليد جديدة".
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 دول منتجة للفحم في العالم.. آسيا تتصدّر
- كيف يؤثر مخزون النفط الإستراتيجي للدول المستهلكة في الأسعار؟ أنس الحجي يجيب
- تغير المناخ.. 10 مشاهد حية تنقل ما أفسده الإنسان في "جنة الأرض"