وودسايد الأسترالية تستثمر 7.2 مليار دولار بمشروع نفطي في المكسيك
بدء أول إنتاج للحقل في 2028
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
حسمت شركة وودسايد الأسترالية قرار الاستثمار النهائي بأول حقل بالمياه العميقة في المكسيك؛ ما قد ينعش العمل على تطوير المشروعات المنافسة خلال الأشهر المقبلة.
وأعلنت الشركة الأسترالية المستقلة -المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز- اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في حقل "تريون" بالمكسيك بتكلفة 7.2 مليار دولار.
ومن المتوقع أن يبلغ حجم الإنتاج القابل للاستخراج من هذا الحقل قرابة 479 مليون برميل نفط مكافئ، وفقًا لتقديرات شركة أبحاث الطاقة "وود ماكنزي"، التي أبدت تفاؤلًا بقرار وودسايد الأسترالية.
وتخطط وودسايد الأسترالية لإنتاج أول نفط من حقل المياه العميقة في المكسيك بحلول 2028، على أن تبدأ عقود هندسة البنية التحتية والمشتريات والبناء في وقت مبكر من 2023.
كما تخطط الشركة الأسترالية -بالشراكة مع بيمكس المكسيكية الحكومية- لبدء حفر أولى الآبار الـ24 المخططة في المشروع بحلول عام 2026، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وودسايد تمتلك 60% وبيمكس 40%
تمتلك وودسايد الأسترالية 60% من مشروع "تريون" مع تحمل 4.8 مليار دولار من التكلفة، في حين تستحوذ شركة بيمكس المملوكة للدولة على 40% مع 2.4 مليار دولار من التكلفة.
وتتوقع الشركة الأسترالية أن يحقق استثمارها في هذا المشروع معدل عائد داخلي -الحد الأدنى من العائد على رأس المال الذي تقبله الشركة للقيام بالاستثمار- أكبر من 16%، مع استرداد التكاليف في أقل من 4 سنوات، وفقًا لوكالة رويترز.
وتتوقع وود ماكنزي أن يصل حجم الإنفاق الرأسمالي في حقل "تريون" إلى 80% من إجمالي النفقات الرأسمالية المرصودة له بحلول عام 2033، الذي يتوقع فيه وصول إنتاج الحقل إلى مستوى مرتفع.
كما تقدر شركة الأبحاث أن يُسهم تطوير حقل "تريون" في تحفيز شركة بيمكس المكسيكية للمضي قدمًا في تطوير مشروع المياه العميقة ماكسيمنو نوبيليس "Maximino-Nobilis" على بعد 35 كيلومترًا فقط.
ويواجه هذا المشروع تحديات غياب البنية التحتية، ما جعل تكاليفه يصعب تحملها، لكن الشروع في البنية التحتية لمشروع "تريون" القريب منه قد يمثل فرصة كبيرة لتطويره، وفقًا لتقديرات وود ماكنزي.
بدء الإنتاج عبر وحدة عائمة 2028
تقول وودسايد الأسترالية، إنها ستعتمد على وحدة إنتاج عائمة في حقل "تريون" بطاقة إنتاجية تبلغ 100 ألف برميل نفط يوميًا مع استهداف أول إنتاج في 2028.
واكُتشف حقل "تريون" في المياه العميقة للمكسيك عام 2012، بوساطة "بيمكس"، ويقع في حوض "بيرديدو" على بعد 180 كيلومترًا قبالة الساحل المكسيكي وعلى عمق 2500 متر.
ودخلت شركة وودسايد الأسترالية إلى هذا المشروع خلفًا لشركة "بي إتش بي غروب"، التي كانت تخطط لاتخاذ قرار نهائي بشأنه في عام 2022، لكن ارتفاع التكاليف أدى إلى تأخيرات.
وتواجه وودسايد الأسترالية انتقادات شديدة من نشطاء البيئة والمناخ بوصفها واحدة من الشركات المستثمرة في مشروعات الوقود الأحفوري الملوثة للبيئة والمضادة لأهداف خفض الانبعاثات الوطنية والعالمية على حد انتقادات النشطاء التي ترصدها وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية حول العالم.
وتعهدت الشركة الأسترالية بتنفيذ مبادرات خفض كثافة الانبعاثات في مشروع المكسيك عبر استعمال الضواغط عالية الكفاءة، وتقنيات استرداد الحرارة المستنفدة وغيرها.
وتشير أداة قياس الانبعاثات في وود ماكنزي، إلى أن انخفاض كثافة انبعاثات مشروع حقل "تريون" مقارنة بمشروعات موارد النفط الأخرى في العالم.
ويبلغ متوسط كثافة المشروع -وفقًا لهذا المقياس- قرابة 12 طنًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل 1000 برميل نفط مكافئ، وهو معدل أقل من متوسط الكثافة في مشروعات المياه العميقة عالميًا.
إنتاج المكسيك من النفط مستقر منذ 2019
تشهد المكسيك استقرارًا في إنتاج النفط عند مستوى 1.9 مليون برميل يوميًا منذ عام 2019 وحتى 2022، وسط تقديرات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية بأن يظل عند هذا المستوى حتى 2024.
وبلغ إنتاج المكسيك من النفط والوقود السائل ذروته التاريخية في عام 2004، مسجلًا 3.9 مليون برميل يوميًا، ثم دخل في سلسلة انخفاضات متكررة، إلى أن استقر عند 1.9 مليون برميل يوميًا عام 2019، ولم يصعد عن ذلك المستوى أو يهبط بصورة ملحوظة حتى الآن، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وانخفضت احتياطيات النفط المؤكدة في المكسيك إلى 6 مليارات برميل بنهاية 2022، مقارنة بـ10 مليارات برميل عام 2014، وفقًا لتقديرات أويل آند غاز جورنال.
أما شركة النفط البريطانية بي بي، فتشير بياناتها إلى انخفاض احتياطيات النفط المكسيكي إلى 6.1 مليار برميل بنهاية 2020، مقارنة بـ55 مليار برميل عام 1983، ما يمثّل انخفاضًا حادًا للغاية.
موضوعات متعلقة..
- إيني الإيطالية تعلن اكتشافًا نفطيًا قبالة سواحل المكسيك
- الخلاف حول سياسات الطاقة بين المكسيك وأميركا.. ما سيناريوهاته؟ وكيف ينتهي؟
تأميم محطات الكهرباء في المكسيك.. والرئيس يعلن السيطرة على الأسعار
اقرأ أيضًا..
- انخفاض احتياطيات النفط والغاز المؤكدة لدى الشركات العامة خلال 2022 (تقرير)
- الطاقة المتجددة قد تؤمن 80% من الكهرباء في أوكرانيا بحلول 2050 (تقرير أممي)
- خلايا البيروفسكايت الشمسية تتفوق على السيليكون.. ابتكار صيني جديد