اقتراب حسم صفقة النفط الروسي مع الهند بتخفيض 8 دولارات عن خام دبي
لشراء 44 مليون برميل
أحمد أيوب
يبدو أن صفقة النفط الروسي مع الهند لشراء قرابة 44 مليون برميل من موسكو، اعتمادًا على سعر خام دبي القياسي، تقترب من حسمها.
وفي ضوء ذلك، تواصل شركة تكرير النفط الهندية "بهارات بتروليوم" التفاوض مع شركة "روسنفط"، لاستيراد المزيد من الخام الروسي بأسعار تفضيلية مُخفّضَة، اعتمادًا على مؤشر سعر نفط دبي، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، يوم الجمعة 23 يونيو/حزيران 2023.
ويُعزّز قطاع النفط في الهند وارداته من موسكو، في ظل ما تقدمه من تخفيضات إلى الأسواق الآسيوية التي باتت المُستقبِل الأول للخام الروسي، عوضًا عن الأسواق الأوروبية التي توقفت عن استقبال الإمدادات الروسية في أعقاب غزو أوكرانيا.
وترى الهند أنه على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، وتحديد سقف لأسعار النفط الروسي، فإنه من حقها تأمين احتياجاتها الكبيرة من النفط، في ظل تعداد السكان الضخم في البلاد، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
صفقة النفط الروسي مع الهند
تُجري الشركة الحكومية الهندية "بهارات بتروليوم" محادثات مع شركة "روسنفط"، لشراء نحو 6 ملايين طن متري (43.8 مليون برميل) من الخام الروسي المُخفَّض بسعر يستند إلى مؤشر سعر نفط دبي.
ووصلت المفاوضات بين الجانبين إلى مرحلة مُتقدمة بشأن التعاقد، ويركز الطرفان، خلال المرحلة الحالية، على صياغة التفاصيل الإضافية، ومن بينها شروط الدفع للصفقة التي من شأنها تعزيز قطاع النفط في الهند بشحنات إضافية.
وبموجب الاتفاق المرتقب، تُورد "روسنفط" إلى "بهارات بتروليوم" ما يُعادل 6 إلى 7 شحنات تُمثِّل من 700 ألف إلى 720 ألف برميل نفط شهريًا حتى مارس/آذار 2024.
ومن المُقرر أن تبيع "روسنفط" الخام الروسي إلى "بهارات بتروليوم" بخصم 8 دولارات للبرميل دون أسعار خام دبي القياسي.
وتستهدف "بهارات بتروليوم" من خلال العقد الجديد استيراد أنواع مختلفة من النفط الروسي، من بينها خامات سوكول، وفاراندي، والأورال.
ولتمرير الصفقة -التي من شأنها زيادة حصة النفط الروسي المُتدفق إلى ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم- يجب موافقة مجلس إدارة الشركة الهندية.
وتشتري شركة التكرير الهندية "بهارات بتروليوم" النفط الروسي عبر صفقات فورية أغلبها من التجار، على غرار ما تفعله معظم المصافي الهندية، لتأمين الاحتياجات المطلوبة لقطاع النفط في الهند.
الهند والنفط الروسي
أصبحت روسيا أكبر مصدر للنفط إلى الهند، بحصة تبلغ 40%، بعد فرض العقوبات الغربية على موسكو، وتوقف الإمدادات الروسية إلى أوروبا.
وتشتري شركات التكرير الهندية -التي نادرًا ما استوردت النفط الروسي بسبب ارتفاع تكاليف النقل- الآن الخام الروسي بأسعار تفضيلية مُخفضّة.
وأبرمت شركة إنديان أويل الهندية -أكبر شركة تكرير في البلاد- صفقة في أبريل/نيسان 2023 مع شركة روسنفط الروسية، لشراء نحو 1.5 مليون طن متري من النفط شهريًا بسعر مُخفض يبلغ من 8 إلى 10 دولارات للبرميل مقارنة مع مؤشر سعر نفط دبي.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- استهلاك النفط في الهند، منذ عام 2019 حتى 2022:
وتوقفت دول الاتحاد الأوروبي عن شراء النفط الروسي بدءًا من 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، وانضمت مجموعة دول الـ7 إلى الاتحاد الأوروبي في فرض سقف سعر على الخام الروسي بمقدار 60 دولارًا للبرميل، للحد من عائدات موسكو.
لماذا مؤشر سعر نفط دبي؟
يمثّل هذا الاتفاق تحولًا من قِبل "روسنفط" لتسعير نفطها وفقًا لمؤشر أسعار الشرق الأوسط المستعمل في آسيا، وبعيدًا عن مؤشر خام برنت الذي تهيمن عليه أوروبا.
وكانت "روسنفط" قد بدأت في التحرك تدريجيًا من أجل التحرر من مؤشر برنت، إذ تحوّلت مبيعات النفط الروسية في الغالب نحو السوق الآسيوية -ومن بينها الهند- بعد أن أوقفت أوروبا عمليات الشراء من موسكو.
وتُجدر الإشارة إلى أن كلا المعيارين مُقوم بالدولار، وأنهما وُضعا من قبل وحدة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس التابعة لشركة ستاندرد آند بورز غلوبال التي تتخذ من الولايات المتحدة الأميركية مقرًا لها.
ويتأثر مؤشر دبي بشدة بعمليات تداول النفط في آسيا والشرق الأوسط، في حين يُستعمل مؤشر برنت في الغالب لتسعير النفط الخام في أوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.
موضوعات متعلقة..
- شركات التكرير الهندية الخاصة تحقق أرباحًا قياسية بدعم من النفط الروسي
- واردات الصين والهند من النفط الروسي تهبط بحصة الشرق الأوسط وأفريقيا
- تجديد احتياطي النفط الإستراتيجي في الهند قد يضعها في ورطة مع الغرب.. ما علاقة روسيا؟
اقرأ أيضًا..
- انخفاض احتياطيات النفط والغاز المؤكدة لدى الشركات العامة خلال 2022 (تقرير)
- سعة مشروعات الهيدروجين العالمية المقترحة تتجاوز 79 مليون طن سنويًا (تقرير)
- اكتشاف توتال إنرجي في ناميبيا يبشّر بـ6 مليارات برميل نفط