سلايدر الرئيسيةأخبار النفطعاجلنفط

روسنفط الروسية: نحترم موقف السعودية.. وأميركا تقاتل للحفاظ على هيمنتها

مي مجدي

ناقش الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط الروسية، إيغور سيتشين، أو الملقّب بـ"الكاردينال الرمادي للكرملين"، العديد من القضايا، خلال حضوره المنتدى الاقتصادي الأوراسي المنعقد بعاصمة أذربيجان باكو.

واستعرض سيتشين رأيه حول التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، وموقف السعودية في سوق النفط، والعلاقات مع الصين، فضلًا عن موقفه من العقوبات الغربية، حسبما نقلت وكالة رويترز.

وعُقد المنتدى الاقتصادي الأوراسي في مدينة فيرونا الإيطالية لمدة 14 عامًا، لكنه نُقل إلى باكو هذا العام (2022)؛ بسبب الأوضاع الجيوسياسية، ويجمع الحدث سياسيين وخبراء ودبلوماسيين ورؤساء شركات وصحفيين من الغرب والشرق، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موقف السعودية

أكد الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط -أكبر منتج للنفط في روسيا- الدور الذي تؤديه المملكة العربية السعودية لضمان توازن سوق النفط واستقرارها.

وقال سيتشين، اليوم الخميس 27 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إن موقف السعودية في سوق النفط العالمية منطقي، ويستند إلى تحليل العرض والطلب على النفط.

وتابع: "أريد أن أؤكد مجددًا احترامي لموقف السعودية المتوازن الذي لم يخضع للظروف السياسية، والقائم على تحليل موضوعي لميزان العرض والطلب".

وتأتي تصريحاته الأخيرة بعدما وافق تحالف أوبك+، الذي يضم السعودية وروسيا، في وقت سابق من الشهر الجاري على خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، رغم معارضة الولايات المتحدة التي تسعى إلى خفض أسعار الوقود.

شعار شركة روسنفط
شعار شركة روسنفط - الصورة من موقع سي إن بي سي

سقف أسعار النفط والغاز الروسيين

على صعيد آخر، يرى رئيس روسنفط أن فرض حد أقصى على أسعار النفط والغاز الروسيين لا يقوّض أساسيات السوق فحسب، بل يلغي الحقوق السيادية للبلدان في مواردها.

وقال سيتشين إن عددًا من الخبراء والسياسيين الأوروبيين يتهمون الولايات المتحدة علنًا بأنها تستفيد من أزمة الطاقة التي أثارتها، وتستفيد من مشكلات حلفائها، مشيرًا إلى أن أسعار الغاز في الولايات المتحدة أقل 80% مقارنة بأوروبا.

كما تناول رئيس روسنفط مقترحات الاتحاد الأوروبي للحد من أسعار الغاز الروسي.

ووصف سيتشين مقترحات المفوضية الأوروبية فرضَ حد أقصى على أسعار الغاز الروسي بـ"المستحيلة".

وخلال حديثه في المنتدى الدولي، أوضح سيتشين أن العقوبات الغربية تقوّض قانون الشركات، ورفض شراء الهيدروكربونات الروسية يؤدي إلى عجز حاد في الطاقة؛ ما يعزز معدلات التضخم العالمي.

رفض الإمدادات الروسية

فيما يتعلق برفض أوروبا الموارد الروسية، قال الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط، إيغور سيتشين، إن هذه الخطوة قد تعرض 6.5-11% من إجمالي الناتج المحلي لأوروبا وقرابة 16 مليون وظيفة للخطر.

وأضاف أن الصناعات المعدنية والكيماوية والورق، فضلًا عن الصناعات الزراعية، من بين القطاعات الرئيسة في أوروبا التي تمر بأزمة كبيرة، حسبما نقلت وكالة تاس الروسية.

ومن المتوقع خفض محتمل في الإنتاج بنسبة 20-45% للصناعات الكيماوية، و30-60% للصناعات المعدنية.

كما أشار إلى تعليق نحو 70% من سعة إنتاج الأسمدة النيتروجينية، وانخفاض إنتاج الألومنيوم بنسبة 25%.

مساهم في الظل

من بين تصريحات سيتشين التي أثارت الكثير من التساؤلات، هو أن شركة النفط البريطانية بي بي ما زالت مساهمًا في الظل بشركة روسنفط، مؤكدًا استمرار تنفيذ مشروعات مشتركة مع الشركة البريطانية.

وقال إنه على الرغم من نقص التمويل من شركة النفط البريطانية؛ فإن مشروع الغاز "خارامبور" دخل حيز التشغيل في سبتمبر/أيلول (2022)، وسمح ذلك بزيادة إنتاج الشركة بمقدار 11 مليار متر مكعب سنويًا.

وأشار إلى تحويل روسنفط 700 مليون دولار من أرباح الأسهم للنصف الثاني من عام 2021 إلى حسابات خاصة للشركة البريطانية.

وسبق أن أعلنت شركة النفط البريطانية تخليها عن حصتها في روسنفط البالغة 19.75% في فبراير/شباط (2022) بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

شعار شركة النفط البريطانية بي بي
شعار شركة النفط البريطانية بي بي - الصورة من موقع نيكي آسيا

العقوبات الغربية

وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط، لم يكن الوباء ولا الأزمة الأوكرانية ولا مشكلات الطاقة والاقتصاد سببًا جذريًا للتغيرات الجذرية الجارية في العالم.

وقال، في حديثه، اليوم الخميس 27 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إن ضغوط العقوبات التي تستهدف روسيا بلغت ذروتها بتخريب خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2.

وتابع: "الولايات المتحدة تقاتل للحفاظ على هيمنتها بأي ثمن، ولا يمكنها تحمل الهزيمة؛ لأن فقدان هيمنتها في المجالات المالية والعسكرية والسياسية والاقتصادية يعني عدم قدرتها على إعادة إنتاج نفسها بصفتها دولة واقتصادًا ونظامًا سياسيًا".

سياسة بايدن

لم يخلُ حديث سيتشين، خلال المنتدى الدولي، من انتقادات لسياسة إدارة بايدن، خاصة فيما يتعلق بقطاع الطاقة.

وقال إن السياسة الأميركية الحالية تهدف إلى الحد من استهلاك الوقود الأحفوري بالبلاد في غضون 5 سنوات، وهو أمر غير منطقي؛ حيث تخطط الصناعة للاستثمار لمدة 20 عامًا أو أكثر، موضحًا أن هذه السياسات لا تساعد في تهيئة مناخ ملائم للاستثمار.

ووفقًا لتصريحاته؛ فإن سياسة الطاقة لإدارة بايدن تعالج أزمات ما قبل الانتخابات فقط بأفق تخطيطي مدته أسبوعان، ويشمل ذلك الجهود لتشجيع السعودية على تأخير إعلان خفض الإنتاج حتى انتخابات الكونغرس الأميركي.

مشروع فوستوك النفطي

على الجانب الآخر، تواصل شركة روسنفط العمل في مشروع فوستوك النفطي، وقدمت دعوة للشركات "الصديقة" للمشاركة في المشروع.

وأكد سيتشين استمرار تنفيذ المشروع ضمن الجدول الزمني المُعلَن سابقًا.

كما كشف عن زيادة كبيرة في احتياطيات النفط خلال عمليات التنقيب في المشروع، خلال العام الجاري (2022)، وتواصل الشركة العمل على تطوير المرافق ذات الأولوية للمشروع.

الواردات الهندية

على الجانب الآخر، أشار الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط، خلال حديثه، على هامش المنتدى الاقتصادي الأوراسي، إلى أن الهند أصبحت خامس أكبر دولة في العالم من حيث إجمالي الناتج المحلي هذا العام (2022)، مضيفًا أن روسنفط تُعَد أكبر مستثمر إستراتيجي روسي في الاقتصاد الهندي.

وأوضح أن حصة روسيا في واردات الهند ارتفعت، خلال أبريل/نيسان ومايو/أيار (2022)، إلى 4% من خلال زيادة إمدادات الطاقة.

وقال: "أدى ارتفاع إمدادات الطاقة، خاصة النفط والغاز، إلى زيادة حصة روسيا في سلة الواردات الهندية، وارتفعت من 1.6% إلى 4% خلال أبريل/نيسان ومايو/أيار (2022)".

عامل داخل مشروع تابع لشركة روسنفط
عامل داخل مشروع تابع لشركة روسنفط - الصورة من موقع فاينانشال تايمز

وأوضح أن روسيا زوّدت الصين والهند بأكثر من 80 مليون طن من النفط في عام 2021، مؤكدًا استمرار زيادة إمدادات الطاقة إلى آسيا والمحيط الهادئ.

العلاقات مع الصين

إلى جانب ذلك، أثنى الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط على القيادة الصينية؛ فقد سعت روسيا لإقامة علاقات وثيقة مع آسيا، وخاصة الصين المتعطشة للطاقة، لتعويض فرض العقوبات من قبل الغرب بسبب غزوها لأوكرانيا.

وقال سيتشين إن القرارات التي اتخذها المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الصيني ستضمن مستوى جديدًا من التنمية للبلاد.

وأضاف أن موقف القيادة الصينية يحظى باحترام كبير؛ حيث يحدد بهدوء وانفتاح دون مقدمات زائفة مواقفها، حتى بشأن أصعب القضايا، مثل أزمة تايوان.

رفض التسويات بالدولار

يسعى عدد من الدول -حاليًا- إلى التخلي عن التسويات بالدولار من أجل تعزيز أنظمتها المالية وتقليل مخاطر الاعتماد على الدولار.

وصرّح الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط، إيغور سيتشين، اليوم الخميس 27 أكتوبر/تشرين الأول، بأن هذه العملية بدأت ولا رجعة فيها.

ويرى أن الدول التي تريد الحفاظ على سيادتها تفضّل التوقف عن التسويات بالدولار.

وأضاف أنه منذ نهاية عام 2021، خفّض المستثمرون الأجانب استثماراتهم في ديون الحكومة الأميركية بمقدار 238 مليار دولار.

وانخفضت حصة الدولار الأميركي في احتياطيات النقد الأجنبي للبنوك المركزية العالمية إلى 55%، وهو أدنى رقم منذ عام 1995.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق