استثمارات الطاقة النظيفة تحتاج إلى الارتفاع 3 مرات في الدول الناشئة والنامية (تقرير)

دعت وكالة الطاقة الدولية إلى تكثيف استثمارات الطاقة النظيفة في الاقتصادات الناشئة والنامية بأكثر من 3 مرات، لتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة والتوافق مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

وأوضحت الوكالة الدولية -في تقرير مشترك مع مؤسسة التمويل الدولية، صادر اليوم الأربعاء (21 يونيو/حزيران 2023)-، أن الاستثمارات السنوية للطاقة النظيفة في الاقتصادات الناشئة والنامية يجب أن ترتفع من 770 مليار دولار عام 2022 إلى ما يتراوح بين 2.2 و2.8 تريليون دولار بحلول أوائل العقد المقبل، والبقاء حول هذه المستويات حتى عام 2050.

وأكد التقرير -الذي حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- أن استثمارات القطاع العام وحدها لن تكون كافية لتوفير الوصول الشامل إلى الطاقة والتصدي لتداعيات تغيّر المناخ.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن هناك 775 مليون شخص حول العالم محرومون من الكهرباء، و2.4 مليار شخص يفتقرون إلى وقود الطهي النظيف، جميعهم تقريبًا في الدول الناشئة والنامية.

استثمارات الطاقة النظيفة في الأسواق الناشئة

في حالة استثناء الصين من استثمارات الطاقة النظيفة المطلوبة، فإن الزيادة تكون أكثر حدة، إذ يجب أن يرتفع الإنفاق العام والخاص من 260 مليار دولار إلى ما بين 1.4 و1.9 تريليون دولار بحلول أوائل العقد الثالث من القرن الحالي.

وتؤكد وكالة الطاقة الدولية، أن هذه الزيادة في الاستثمار توفر فرصة قوية لدعم النمو الاقتصادي المستدام وتوفير فرص العمل وتحقيق الوصول الشامل إلى الطاقة من حيث الكهرباء ووقود الطهي النظيف.

وتستحوذ استثمارات الكهرباء النظيفة والبنية التحتية للشبكات وتحسين كفاءة الطاقة على غالبية الزيادة المطلوبة لتعزيز الإنفاق، وفق التقرير.

ووفق سيناريوهات التعهدات المناخية والتنمية المستدامة، يجب أن يذهب ما يزيد قليلًا على ثلث إجمالي استثمارات الطاقة النظيفة في الأسواق الناشئة والنامية إلى توليد كهرباء منخفضة الانبعاثات، خاصةً من مصادر الطاقة المتجددة.

كما أن هناك حاجة إلى ثلث الاستثمارات لتحسين كفاءة الطاقة والإنفاق في قطاعات الاستهلاك النهائي، مثل تعزيز كفاءة التبريد والتنقل الكهربائي، فضلًا عن ضرورة دعم شبكات الكهرباء والتخزين.

وبحسب التقرير، يجب تخصيص 8% من استثمارات الطاقة النظيفة إلى الوقود منخفض الانبعاثات، مثل الوقود الحيوي، والهيدروجين منخفض الكربون، واحتجاز الكربون وتخزينه واستعماله.

ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- استثمارات الطاقة منخفضة الكربون عالميًا:

تعزيز دور القطاع الخاص

أكدت وكالة الطاقة الدولية الحاجة إلى إصلاحات السياسات في الاقتصادات الناشئة والنامية، مثل دعم الوقود الأحفوري وعمليات الترخيص المطولة والقيود المفروضة على الملكية الخاصة أو الأجنبية، من أجل توسيع الفرص أمام مستثمري القطاع الخاص.

ومن شأن استمرار السياسات الحكومية سالفة الذكر أن تؤدي إلى زيادة الحواجز أمام الاستثمار ورفع تكلفة مشروعات الطاقة النظيفة، وفق التقرير، الذي اطلّعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وبحسب التقرير، يجب أن ترتفع استثمارات الطاقة النظيفة من جانب القطاع الخاص البالغة -حاليًا- 135 مليار دولار في الاقتصادات الناشئة والنامية إلى ما يصل إلى 1.1 تريليون دولار سنويًا خلال العقد المقبل.

ويقول مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول: "يتحرك عالم الطاقة بسرعة، لكن هناك خطرًا كبيرًا يتمثّل في تخلّف العديد من البلدان عن الركب، وهنا يكون الاستثمار هو المفتاح لضمان قدرة الاقتصادات الناشئة والنامية على الاستفادة من اقتصاد الطاقة الجديد الآخذ في الظهور".

وأضاف بيرول أن احتياجات استثمارات الطاقة النظيفة تتجاوز قدرة التمويل الحكومي وحده، ما يجعل من الضروري زيادة التمويل الخاص بوتيرة سريعة، ما يوفّر المزيد من المزايا والفرص.

وأكد التقرير الحاجة إلى دعم تقني وتنظيمي ومالي أكبر لإطلاق العنان لإمكانات الطاقة النظيفة في الاقتصادات الناشئة والنامية.

استثمارات الطاقة النظيفة عالميًا

أشار تقرير سابق لوكالة الطاقة الدولية إلى ارتفاع استثمارات الطاقة النظيفة حول العالم إلى 1.6 تريليون دولار في العام الماضي، مع توقعات زيادتها إلى مستويات قياسية عند 1.7 تريليون دولار خلال 2023، لتتجاوز الإنفاق على الوقود الأحفوري.

ومن هذا الإجمالي المتوقع لعام 2023، تستأثر مصادر الطاقة المتجددة بما يقرب من 660 مليار دولار، تليها استثمارات تحسين كفاءة الطاقة بنحو 377 مليار دولار، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويستعرض الرسم الآتي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- استثمارات الطاقة المتجددة سنويًا حتى عام 2022:

ورغم ذلك، حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن أكثر من 90% من الزيادة المستمرة في استثمارات الطاقة النظيفة عالميًا منذ اتفاقية باريس 2015، تأتي من الاقتصادات المتقدمة والصين.

وما يؤكد هذه الفجوة، أن الصين وحدها شهدت تركيب 100 غيغاواط من سعة الطاقة الشمسية، وهو ما يعادل 10 أمثال القدرة المركبة في قارة أفريقيا بأكملها، وفق التقرير.

موضوعات متعلقة..

• وكالة الطاقة الدولية: استثمارات الطاقة الشمسية قد تتجاوز النفط للمرة الأولى في 2023
• رئيس قمة المناخ كوب 28: حصة أفريقيا من استثمارات الطاقة النظيفة 2%
• استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا ترتفع إلى مستوى قياسي في 2022

اقرأ أيضًا..

• مشروع ريو غراندي للغاز المسال.. هل يكون وبالًا على توتال والمستهلكين الأميركيين؟
• صادرات الغاز المسال الأسترالي تواصل الارتفاع في 2023
• متى يكتمل حلم البرنامج النووي الجزائري.. وما سر عداء "بايدن" له؟