أسهمأسهم وشركاتتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

أسهم أكبر مصنعي الألواح الشمسية تهبط أكثر من 40%.. ما السبب؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • انخفاض أسهم أكبر شركات تصنيع الألواح الشمسية
  • ارتفاع الطلب على الألواح الشمسية
  • صناعة الألواح الشمسية تعاني زيادة السعة الإنتاجية
  • تغير في مزاج المستثمر بخصوص ضخ أموال في صناعة الألواح الشمسية
  • نصف شركات الصين تواجه أزمة

يجد أكبر مصنعي الألواح الشمسية في العالم أنفسهم في مُفترق طُرق في ظل هبوط أسهمهم، تأثرًا بعوامل انخفاض الأرباح، ما ينعكس سلبًا على طموحات المستثمرين في هذا القطاع الحيوي.

ويعكس هذا تغيرًا ملموسًا في مزاج المستثمر -في الوقت الراهن على الأقل- الذي بدأ يتطلع لضخ أمواله في قطاعات تقنية أخرى يراها ملاذًا آمنًا لرأس المال، في ظل عدم اليقين الذي يكتنف صناع معدات الطاقة الشمسية.

وفي هذا السياق، هوت أسهم أكبر مصنعي الألواح الشمسية في العالم، إذ ضغطت الأسعار المنخفضة على هوامش الأرباح، كما أذكت توسعات المصانع المخاوف بشأن السعة الإنتاجية المُفرطة، في حين ينجذب المستثمرون نحو قطاعات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، وفق ما أوردته شبكة بلومبرغ.

انخفاض بأكثر من 40%

انخفض الرأسمال السوقي المُجمع لـ4 من أكبر مصنعي الألواح الشمسية -يتركزون كلهم في الصين- بأكثر من 40% منذ أغسطس/آب (2022).

وقال المحلل في مؤسسة "تريفيوم تشاينا" الاستشارية، كاسيمو رايس: "إنها صناعة ينبغي أن تُظهر أداءً مذهلاً، لكننا نرى عددًا من الشركات تعاني الأمرّين".

ويأتي هبوط أسهم أكبر مصنعي الألواح الشمسية في العالم في أعقاب زيادة صاروخية شهدتها شركة لونغي غرين إنرجي تكنولوجي كو، أكبر مصنع لمنتجات الطاقة الشمسية في العالم، ما دفعها إلى رفع سعر السهم بها بأكثر من 5 أضعاف منذ بداية عام 2020 وحتى أواخر عام 2021.

وسجل الطلب على الألواح الشمسية صعودًا كبيرًا، بدافع من أهداف التغيرات المناخية التي تتبناها الدول، ومخاوف إزاء أمن الطاقة، في حين سرّعت التحسينات التي شهدتها سلاسل الإمدادات وتيرة تركيبات الطاقة الشمسية.

ويمضي العالم على المسار الذي يقوده إلى الوصول بسعة الطاقة الشمسية إلى 5 آلاف و300 غيغاواط بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، ما يعادل -تقريبًا- حجم الطاقة الشمسية المطلوبة في سيناريوهات تحقيق أهداف الحياد الكربوني، بحسب ما نشرته بلومبرغ في مايو/أيار (2023).

لكن هذا لم يكن كافيًا -على ما يبدو- للإبقاء على الزخم الذي تشهده شركات الطاقة الشمسية.

موجات هبوط جماعي

فقدت أسهم لونغي ما نسبته 54% من قيمتها بدءًا من نهاية يوليو/تموز (2022)، كما نزلت أسهم الشركة بنسبة 2% في تعاملات اليوم الأربعاء 21 يونيو/حزيران (2023) -بمفرده- في بورصة شنغهاي.

وبالمثل، انخفضت قيمة الأسهم في شركة ترينا سولار كو، بنسبة 49% خلال المدة ذاتها، في حين نزلت أسهم شركتي جيه إيه سولار تكنولوجي، وجينكو سولار كو، بنسبة 22% على الأقل.

غير أن الأمور بدأت تتحسن خلال النصف الثاني من العام الماضي (2022)، مع دخول مصانع جديدة حيز التشغيل، لتنعش إنتاجية البولي سيليكون، المكون الرئيس في تصنيع الألواح الشمسية، ما أشعل موجة هبوط في الأسعار عبر سلاسل الإمدادات.

وخفّض مصرف سيتي غروب الأميركي مؤخرًا تصنيف شركة لونغي على خلفية مخاوف من تخفيض هوامش أرباحها، وسط نمو العرض بوتيرة أسرع من الطلب.

مقر شركة لونغي
مقر شركة لونغي - الصورة من powerinfotoday

هروب المستثمرين

كان لتدفق التمويلات تأثيراته في الوقت نفسه، مع تطلع المستثمرين إلى تحويل بعض الأموال من قطاع الطاقة النظيفة، وإعادة ضخها في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، بحسب ما قاله المحلل في مؤسسة دايوا كابيتال ماركيتس، دينيس آي بي.

ويدعم أكبر مصنعي الألواح الشمسية سعتهم، بُغية إنتاج معدات الطاقة الشمسية في سلسلة الإمدادات. وهناك مصانع -حاليًا- تكفي لإنتاج وحدات شمسية سعة 657 غيغاواط سنويًا، في حين جرى إعلان بناء مصانع أخرى لإنتاج سعة قدرها 336 غيغاواط من الألواح الشمسية، بحسب أحدث التقديرات الصادرة عن بلومبرغ، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتشير التوقعات إلى ارتفاع إجمالي سعة التركيبات هذا العام (2023) إلى 344 غيغاواط.

السعة المُفرطة

دقت لونغي أجراس الخطر من السعة المُفرطة، مشيرة إلى أن ما يزيد على نصف مصنعي الألواح الشمسية في الصين قد يضطرون إلى التخارج من السوق الصينية الضخمة خلال عامين إلى 3 أعوام مقبلة، حال استمر التوسع الضخم في السعة التصنيعية على وتيرته الحالية.

وفي هذا السياق، قال المحلل في مؤسسة "تريفيوم تشاينا" الاستشارية، كاسيمو رايس: "لا مفر من أن تواكب الصناعة هذا النوع من التوسع في السعة الإنتاجية".

وأوضح: "قد يقع حدث ربما لا نقدر على توقعه، وقد يقلب الأوضاع كلها رأسًا على عقب".

لكن الضعف لم يعترِ كل شركات تصنيع الألواح الشمسية. فهناك، على سبيل المثال، شركة فيرست سولار الأميركية التي تُنتج أقل بكثير من منافسيها الصينيين، لكن من المتوقع أن تستفيد من قانون خفض التضخم الذي مررته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وشهدت أسهم الشركة قفزة كبيرة بأعلى من الضعف في العام الماضي (2022).

ومع ذلك، سبق أن شهدت صناعة الألواح الشمسية أوقاتًا عصيبة من قبل. فقد أشهرت شركة صن تيج باور هولدنغز إفلاسها، في حين اضطرت شركة ينغلي غرين إنرجي هولدينغ للخضوع لعملية إعادة هيكلة قضائية، علمُا بأن الشركتين كانتا الأكبر عالميًا في تصنيع الألواح الشمسية، في عامي 2010 و2012 على الترتيب.

تحذير شديد اللهجة

وجّه رئيس عملاقة الطاقة الشمسية الصينية لونغي غرين إنرجي تكنولوجي كو، لي تشنغ قوه، رسالة تحذيرية إلى الشركات التي تواجه احتمالية التخارج من سوق الطاقة الشمسية في الصين، بسبب السعة الإنتاجية المُفرطة، مطالبًا إياها بضرورة الاستعداد جيدًا لمواجهة المخاطر.

وذكر لي تشنغ قوه، أن "تلك الشركات التي سينالها الضرر أولاً هي التي لم تُعدّ نفسها جيدًا لتلك اللحظة"، في تصريحات أدلى بها على هامش معرض "سنيك بي في باور إكسبو" الذي أقيم في شنغهاي في مايو/أيار (2023).

وأشار تشنغ قوه إلى أن الشركات التي تعاني أوضاعًا مالية مهتزة، ولا تعتمد على التكنولوجيا المتطورة في الكثير من عملياتها، ستكون الأكثر عُرضة للخطر.

الرسم البياني التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح إيرادات الصين من تصدير مكونات الطاقة الشمسية (2028-2022):

إيرادات صادرات الصين من الطاقة الشمسية

صادرات الطاقة الشمسية

واصلت الصين تسجيل معدلات نمو قوية في صادراتها من الطاقة الشمسية، مع ارتفاع الطلب من المستهلكين والمطورين العالميين، مع استمرار هيمنة بكين -على الأرجح- على هذه الصناعية المهمة، وفقًا لدراسة حديثة أعدتها مؤسسة "وود ماكنزي".

وفي العام الماضي (2022)، ارتفعت إيرادات صادرات الطاقة الشمسية في الصين بنسبة 64% إلى ما إجمالي قيمته 52 مليار دولار أميركي، بدعم من أسعار الكهرباء المرتفعة نتيجة لأزمة الطاقة.

ويُفضّل المستهلكون والمطورون من كل أنحاء العالم شراء مزيد من الألواح الشمسية من الصين لتكاليفها المنخفضة.

وإبان المدة من عام 2018 إلى 2021، صعدت إيرادات صادرات الطاقة الشمسية في الصين من 15 مليار دولار أميركي إلى 32 مليار دولار أميركي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق