رئيس قمة المناخ كوب 28: حصة أفريقيا من استثمارات الطاقة النظيفة 2%
الطاقة
أكد رئيس قمة المناخ كوب 28، سلطان أحمد الجابر، أن 2% فقط من استثمارات الطاقة النظيفة عالميًا وصل إلى أفريقيا، وهو أقل من الحد الأدنى المطلوب الذي تبلغ نسبته 10% من مبلغ الـ120 مليار دولار التي يتعيّن استثمارها سنويًا.
وقال -خلال كلمته أمام منتدى الطاقة الأفريقي المقام في نيروبي بحضور رئيس كينيا وليام روتو، وعدد من وزراء وقادة قطاع الطاقة من الدول الأفريقية-: "نحتاج إلى المصارحة بشأن المشكلات، وامتلاك الإرادة والتصميم لحلها".
ودعا رئيس قمة المناخ كوب 28 إلى ضرورة توفير المزيد من التمويل المناخي، وإتاحة إمكان الحصول عليه بشروط ميسَّرة وبتكلفة معقولة، لتمكين دول أفريقيا من تعزيز استثماراتها والاستفادة بصورة أفضل من قدراتها في مجال الطاقة النظيفة.
وأوضح سلطان الجابر أن وفرة موارد الطاقة النظيفة في أفريقيا، بما في ذلك طاقة الرياح والشمس، والطاقة الكهرومائية، وطاقة الحرارة الأرضية الجوفية، والمعادن الثمينة؛ "تؤهلها لتصبح مركزًا للطاقات المتجددة".
وأشار رئيس قمة المناخ كوب 28، إلى أن تحول أفريقيا لتكون قوةً دافعةً مهمةً للنمو الاقتصادي النظيف على مستوى العالم، يواجه عقبة رئيسة، وهي توفر التمويل بشروط ميسَّرة وتكلفة معقولة.
بيان مشترك للعمل المناخي
أكد رئيس كينيا، ورئيس قمة المناخ كوب 28، في بيان مشترك اليوم الثلاثاء 20 يونيو/حزيران، دعمهما للإجراءات الهادفة إلى زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030، وأنهما سيتعاونان بشأن السياسات وتوسيع نطاق التمويل.
وبحسب البيان المشترك، فإن تغير المناخ يُعد من أكبر التحديات التي تواجه العالم الذي يتطلب مواصلة العمل من أجل الوصول إلى أعلى الطموحات في نتائج قمة المناخ الأفريقية ومخرجاتها في نيروبي ومؤتمر المناخ كوب 28.
وأكد الجانبان الإماراتي والكيني عزمهما تعزيز التعاون الوثيق بما يضمن نجاح "قمة المناخ كوب 28" و"قمة المناخ الأفريقية" في تحقيق نتائج ملموسة للمناخ ولشعوب أفريقيا والعالم.
وأكد الطرفان قدرة أفريقيا على القيام بدور ريادي في هذا الانتقال وتحقيق فوائد ضخمة للمنطقة والعالم، فهي تضم أحد أهم المخازن الطبيعية للكربون على كوكب الأرض، وتتمتع بإمكانات كبيرة غير مستغلة على النحو الأمثل لتوليد الطاقة الكهرومائية، وطاقة الحرارة الأرضية الجوفية، بالإضافة إلى إمكان الاستفادة من الطاقة الشمسية في أنحاء القارة.
وجرى، خلال منتدى الطاقة الأفريقي، إطلاق مجموعة عمل مشتركة بين قمة المناخ الأفريقية ومكتب قمة المناخ كوب 28، للتركيز على تحقيق انتقال منطقي وعملي وتدريجي وعادل في قطاع الطاقة، وتعزيز التمويل المناخي لتسريع النمو الأخضر في أفريقيا.
تمويل الدول النامية
قال سلطان الجابر: "تحرص رئاسة قمة المناخ كوب 28 على تعزيز التعاون الدولي الفعال والشراكات البنّاءة، لدعم التقدم بصورة متزامنة في كلٍ من التنمية المستدامة والعمل المناخي، خاصة في أفريقيا ودول الجنوب العالمي".
وجدد دعوته للدول المتقدمة إلى الوفاء بمسؤولياتها التاريخية والتزامها بتوفير 100 مليار دولار سنويًا من التمويل المناخي للدول النامية، وتأكيده الحاجة إلى تطوير أداء مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف.
وقال رئيس قمة المناخ كوب 28، إن الهيكل المالي الدولي الحالي غير مناسب لأداء الغرض المطلوب منه، لأن مؤسسات التمويل الدولية ومصارف التنمية متعددة الأطراف لا توفر التمويل الميسَّر بالسرعة الكافية، وهناك حاجة ماسّة إلى تطوير أدائها، وإذا كان ذلك صعبًا في الوقت الحالي، فعلينا استكشاف آليات جديدة لتقليل المخاطر، وتحفيز استثمارات القطاع الخاص لبناء سلسلة من مشروعات الطاقة النظيفة المستدامة والمؤهَّلة لتلقي التمويل المصرفي.
أسواق الكربون
أوضح سلطان الجابر، أن توحيد معايير أسواق الكربون الطوعية يمكن أن يساعد أفريقيا على جذب رؤوس الأموال، مشددًا على أهمية وضع تشريعات ونظم داعمة لتطوير مناخ استثماري ملائم للقطاع الخاص في مختلف أنحاء العالم.
وأشاد بنجاح كينيا في توفير 80% من الكهرباء من خلال الطاقة المتجددة؛ قائلًا: إن هذا لم يحدث مصادفةً، وإنما نتيجة التقاء السياسات الحكومية الاستشرافية والاستثمارات الذكية مع أصحاب الذهنيات العملية.
ونوه بالدور الريادي الإقليمي الذي يمكن أفريقيا القيام به في زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة على مستوى العالم 3 مرات بحلول عام 2030، وقال: تمتلك أفريقيا إمكانات وقدرات كبيرة تؤهلها لأن تصبح عملاقًا في مجال الطاقة النظيفة.
وأضاف أن تطوير هذه الإمكانات يتطلب وجود إرادة سياسية وطموح استشرافي والكثير من رأس المال، وقد بدأ هذا المسار من خلال خطط قائمة على نتائج البحوث العلمية للانتقال المنطقي والعملي والتدريجي في قطاع الطاقة.
استثمارات الإمارات الخضراء
أوضح رئيس قمة المناخ كوب 28، أن الإمارات استثمرت ما يزيد على 12 مليار دولار في مشروعات تنموية وأخرى للطاقة المتجددة في جميع أنحاء أفريقيا من خلال شراكات مع القطاعَين الحكومي والخاص.
وناقش الجابر -خلال لقاء مع الرئيس روتو-، جهود "التكيف" و"التخفيف"، بما في ذلك الانتقال إلى الطاقة الخضراء، وخطة عمل كوب 28 التي تهدف إلى بناء جسور التواصل وتعزيز التعاون بين شمال العالم وجنوبه.
كما التقى مع وزير الطاقة والنفط الكيني ديفيز تشيرشير، لمناقشة تسريع الشراكات في مجال الطاقة المتجددة في المدة التي تسبق قمة المناخ الأفريقية التي تُعقد في نيروبي في سبتمبر/أيلول المقبل، وقمة المناخ كوب 28 التي تستضيفها الإمارات أواخر العام الجاري.
وشارك سلطان الجابر في اجتماع طاولة مستديرة وزاريًا حول الانتقال في قطاع الطاقة، حضره وزراء من أكثر من 15 دولة.
والتقى الجابر، خلال زيارته، مع عدد من رواد الأعمال الاجتماعية الشباب من شركة "إم - كوبا" الفائزة بجائزة زايد لطاقة المستقبل 2015 عن فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهي شركة تطوِّر منتجات مالية مبتكرة تساعد شركات التكنولوجيا النظيفة المحلية في مرحلة انطلاقها.
موضوعات متعلقة..
- رئيس قمة المناخ كوب 28: أفريقيا مؤهلة لريادة العالم في الطاقة المتجددة
- رئيس قمة المناخ كوب 28 يدعو لوقف انبعاثات الميثان بحلول 2030
اقرأ أيضًا..
- وزير النفط الهندي: نستورد مليون برميل نفط يوميًا من العراق.. ونخطط للمزيد
- مشروع إسرائيل لخط أنابيب شرق المتوسط قد يتعثر.. ومصر تحلم بفشله
- مصنع ضخم لإنتاج الأمونيا الخضراء في المغرب.. ما القصة؟