وزير النفط الهندي: تخفيضات أوبك+ لم ترفع أسعار النفط لعدة أسباب
دينا قدري
أعرب وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري عن مخاوفه بشأن استمرار تخفيضات أوبك+ لإنتاج النفط الخام، المقدّرة بنحو مليوني برميل يوميًا حتى نهاية عام 2023، فضلًا عن خفض طوعي إضافي من قبل عدّة دول أعضاء في تحالف كبار المنتجين.
وحذّر بوري من أن استمرار تخفيضات إنتاج الخام من قبل التحالف قد يؤدي إلى تفاقم الضغوط التضخمية، وربما يؤدي إلى الركود، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "آرغوس ميديا" (Argus Media).
وقال: "لديك بالفعل ضغوط تضخمية.. لديك بالفعل مثل هذا التضخم لدرجة أنه إذا كان لديك ارتفاع في أسعار النفط بالإضافة إلى ذلك، فإن الأمر سينتقل إلى بيغ آر"، في إشارة إلى الركود.
أضاف بوري أن الانخفاض الحادّ في أسعار النفط غير مرغوب فيه أيضًا للدول المستهلكة، لأنه يثبّط الاستثمار، وفق التصريحات التي أدلى بها لقناة "دي دي نيوز" (DD News).
يُذكر أن الطلب الهندي على النفط بلغ 5.14 مليون برميل يوميًا في عام 2022، ومن المرجح أن يرتفع إلى 5.38 مليون برميل يوميًا في 2023، وفقًا لتقرير أوبك الشهري عن سوق النفط لشهر يونيو/حزيران.
تخفيضات أوبك+ وأسعار النفط
كان 9 أعضاء في تحالف أوبك+ قد وافقوا في أبريل/نيسان على خفض إنتاج الخام بمقدار 1.657 مليون برميل يوميًا من مايو/أيار، وتشمل الدول السعودية وروسيا والعراق والكويت والإمارات والجزائر والغابون وعمان وقازاخستان.
وبلغ الخفض الفعلي للإنتاج 1.08 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار، وهو أقلّ بمقدار 80 ألف برميل يوميًا عن التعهدات.
كان تحالف أوبك+ قد قرر سابقًا خفض مليوني برميل يوميًا لسقف إنتاجه الإجمالي حتى نهاية عام 2023، وهو ما وافق عليه في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، إنه على الرغم من ذلك، لم تؤدِّ تخفيضات إنتاج أوبك+ إلى ارتفاع أسعار النفط، على الأرجح بسبب انتعاش أقلّ من المتوقع في الطلب في بعض الاقتصادات الكبرى، فضلًا عن المزيد من إمدادات النفط من دول مثل الولايات المتحدة والبرازيل وغايانا.
فقد ظلت العقود الآجلة لخام برنت أقلّ من 77 دولارًا للبرميل في يونيو/حزيران، بل وانخفضت إلى أقلّ من 74 دولارًا للبرميل في وقت سابق من هذا الشهر.
ويبقى أن يظهر مدى تأثير أسعار النفط في يوليو/تموز، بعد أن تُدخِل السعودية خفض الإنتاج الإضافي بمقدار مليون برميل يوميًا حيز التنفيذ، على الرغم من أن أرامكو السعودية ستستمر بإمداد المشترين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بالكميات المطلوبة من الخام للتحميل في يوليو/تموز.
فاتورة واردات الهند النفطية
تحاول الهند جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي في قطاع التنقيب والإنتاج لتعزيز إنتاج النفط والغاز، في خطوة تهدف إلى مساعدة البلاد بتقليص اعتمادها على الواردات.
ورفع منتجو الخليج أسعار البيع الرسمية للخام في يوليو/تموز 2023، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى زيادة أسعار واردات الهند من النفط.
إيران هي أحدث دولة ترفع الأسعار الرسمية لصادرات النفط الخام في يوليو/تموز، بعد أن تعهدت المملكة العربية السعودية بخفض إنتاج إضافي قدره مليون برميل يوميًا في شهر يوليو/تموز.
وتعتمد الهند بشكل كبير على الواردات في طلبها من النفط الخام؛ إذ تصدّرت روسيا مؤخرًا قائمة المورّدين، متفوقة على منطقة الشرق الأوسط.
ولبّت الواردات 87% من الطلب الهندي على النفط في السنة المالية من أبريل/نيسان 2022 إلى مارس/آذار 2023، على الرغم من الضغط الحكومي لزيادة التنقيب والإنتاج المحلي من خلال وسائل مختلفة، بما في ذلك السعي للحصول على فوائد من شركات النفط والغاز الأجنبية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- استهلاك النفط في الهند، منذ عام 2019 حتى عام 2022:
حصص واردات الهند النفطية
تراجعت واردات الهند النفطية من منظمة الدول المصدّرة للنفط أوبك إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 46% في أبريل/نيسان 2023، لتسجل 2.1 مليون برميل يوميًا، من إجمالي 4.6 مليون برميل يوميًا استوردتها البلاد، بحسب المعلومات التي نقلتها شركة تعقّب شحن الطاقة "فورتكسا".
وفي المقابل، ارتفعت حصة روسيا من واردات الهند النفطية إلى 1.67 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان، من 1.64 مليون برميل يوميًا في الشهر السابق؛ لتشكّل بذلك 36% من إجمالي الواردات.
واحتلّت السعودية المرتبة الثالثة بإمدادات بلغت 670 ألف مليون برميل يوميًا من إجمالي واردات الهند النفطية، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وباعت الإمارات -التي تفوقت في مارس/آذار على الولايات المتحدة لتصبح رابع أكبر مورّد- نحو 185 ألف برميل يوميًا إلى الهند، أي أعلى من 119 ألف برميل يوميًا صدّرتها الولايات المتحدة.
موضوعات متعلقة..
- وزير النفط الهندي: سنسرع تنويع وارداتنا النفطية بعد قرار أوبك+
- أنس الحجي: دول أوبك والسعودية تأخذان زمام الأمور بالأسواق العالمية (صوت)
- تطورات حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ منذ جائحة فيروس كورونا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- شركات النفط والغاز تقود سباق إزالة الكربون.. 5 مزايا تُقربها من الهدف
- كارثة جديدة تهدد محطة زابوريزهيا النووية في أوكرانيا
- أسعار وحدات الإنارة بالطاقة الشمسية في مصر وطريقة الاستعمال (صور)
- عدد المركبات الكهربائية على الطرق قد يصل إلى 100 مليون وحدة بحلول 2026 (تقرير)