رئيسيةأخبار الغازأخبار الكهرباءأخبار النفطغازكهرباءنفط

وزير الطاقة اللبناني يحمّل أميركا مسؤولية تأخير نقل الغاز المصري

والكهرباء من الأردن

حمّل وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، الولايات المتحدة مسؤولية تأخير نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى بلاده عبر الأراضي السورية، والتي كانت تعوّل عليها بيروت لحل أزمة الكهرباء.

ومر أكثر من 600 يوم منذ أن تعهدت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، بتقديم حل لأزمة الكهرباء في لبنان، التي أجبرت معظم السكان على الاعتماد على مولّدات خاصة مكلّفة لتلبية احتياجاتهم المعيشية.

جاء عرض السفير عبر الهاتف في 19 أغسطس/آب 2021، بعد ساعات من إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وصولًا وشيكًا للديزل الإيراني إلى لبنان، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وكان رد شيا على مبادرة نصر الله من خلال الإعلان عن مبادرة طموحة يموّلها البنك الدولي تدعم نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية -عبر الأراضي السورية- إلى بيروت.

وبعد نحو 22 شهرًا من الوعود والمباحثات، لا يزال البيت الأبيض يرفض منح الدول العربية الـ4 إعفاءات من العقوبات؛ إذ تزعم واشنطن أن مساعدة لبنان في الحصول على الطاقة عبر أراضي سوريا ستقوّض عقوبات قانون قيصر الأميركي ضد دمشق.

أزمة الكهرباء في لبنان

كشف وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، في حوار مع موقع ذا كراديل "The Cradle"، عن الظروف المعقّدة التي تمنع لبنان من تأمين موارد الطاقة التي تشتد الحاجة إليها من مصر والأردن.

وقال فياض: "قبل تعييني وزيرًا للطاقة التقيت الرئيس ميشال عون.. وأبلغني بأن أزمة انقطاع الكهرباء في لبنان ستُحَل أخيرًا، وأن البنك الدولي مستعد لتمويل مشروع لتوصيل الكهرباء والغاز من الأردن ومصر إلى لبنان".

وأضاف: "كنت أعتقد أن مثل هذا المشروع العربي الإستراتيجي، بدعم أميركي، الحل المنطقي للأزمة.. لقد كانت فرصة ذهبية للبنان، وأعتقد أنه يجب علينا اغتنامها؛ إذ حظيت بتأييد جميع الأطراف المعنية".

وأشار إلى أن ما يدعم المشروع أنه بسيط، اقتصاديًا وجغرافيًا وسياسيًا؛ فالعلاقة مع سوريا تاريخية، ومصر دولة عربية كبرى تسعى باستمرار إلى تعزيز العلاقات العربية".

وألمح إلى أن إعلان المبادرة من قِبل السفيرة الأميركية، ربما يكون قد جاء ردًا على إعلان أمين حزب الله حسن نصر، استيراد الوقود من إيران.

محطة كهرباء في لبنان
محطة كهرباء في لبنان - الصورة من فرانس برس

عقبة المرور عبر سوريا

أشار وزير الطاقة اللبناني إلى أن العقبة الرئيسة حاليًا تتعلق بمرور الغاز والكهرباء عبر سوريا، قائلًا: "بعد أن توصّلنا إلى اتفاق مع دمشق وأبلغنا الولايات المتحدة والبنك الدولي بأن سوريا لن تفرض رسومًا، بل ستحصل على 8% من الغاز الذي سيمر عبر أراضيها، لم يعترض الأميركيون على ذلك؛ إذ إنها لا تشمل دفع أموال إلى سوريا".

وأضاف، في حواره مع ذا كراديل، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة: "كانت الموافقة النهائية معلّقة حتى معرفة التفاصيل المتبقية المتعلقة بالشركات المشاركة في العقد، والتأكد من عدم وجود أسماء مدرجة في قائمة العقوبات الأميركية".

ونفى فياض أن يكون تأخر موافقة البنك الدولي على تمويل المشروع بسبب تأخر وزارة الطاقة اللبنانية في تعيين أعضاء هيئة تنظيم الكهرباء، قائلًا: "لا؛ لم يكن هناك شرط بتعيين أعضاء في هيئة تنظيم الكهرباء.. إذ كان اتفاقنا مع البنك الدولي إطلاق عملية التوظيف، بمدة 18 شهرًا لتعيينهم، ثم 18 شهرًا أخرى لتفعيل عمل السلطة، وقد فعلنا ذلك".

وأشار وزير الطاقة اللبناني إلى أنه في ربيع عام 2022، عُقد اجتماع للمجلس التنفيذي للبنك الدولي في واشنطن، وكانت هناك آراء مختلفة؛ إذ طالب البعض بإصلاحات ليس فقط في قطاع الطاقة، ولكن في جميع القطاعات، وأكد البنك الدولي أنه يريد المضي قُدمًا في المشروع، لكن هناك قوى تعرقله.

تغير الموقف الأميركي

أكد فياض أن الولايات المتحدة كانت في البداية داعمة للمشروع، بحسب تصريحات السفيرة الأميركية، لكن في مرحلة ما، كان هناك غموض، خاصة فيما يتعلق بإصدار التصاريح الأميركية لإعفاء مصر والأردن من العقوبات.

وقال: "كان ينبغي أن يكون الإعفاء قد صدر قبل الاتفاق اللبناني مع البنك الدولي، أو العكس.. ولكن بحلول صيف عام 2022، بدأت السفيرة في الإشارة إلى ضرورة تلبية متطلبات البنك الدولي، والتي لم تتم مناقشتها أو الاتفاق عليها مسبقًا مع وزارة الطاقة".

وأضاف فياض: "الأميركيون يزعمون أن البنك الدولي هو العقبة، لكنني أعلم أنهم شركاء رئيسون ولهم تأثير كبير".
وأرجع وزير الطاقة اللبناني تراجع رغبة الإدارة الأميركية في ظل خلافات الرأي في الكونغرس حول ما إذا كان ينبغي السماح لسوريا بالاستفادة من الغاز الذي سيمر عبر أراضيها.

وشدد فياض على أن الجانب السوري جاهز لتنفيذ المشروع بمجرد وصول الغاز المصري إلى أراضيه، سيتم استعماله هناك لتوليد الكهرباء، وسترسل سوريا الكمية نفسها من الغاز السوري إلى لبنان، بعد خصم 8% من رسوم العبور.

وقال فياض: "ندفع قرابة مليار دولار مقابل 700 ميغاواط، سيمكننا الغاز المصري والكهرباء الأردنية من الحصول على 700 ميغاواط مقابل 500 مليون دولار؛ أي أن الوفورات التي ستُحَقق تصل إلى 500 مليون دولار سنويًا.. بالإضافة إلى ذلك؛ فإن زيادة ساعات التزويد بالكهرباء تقلل من تكلفة الكهرباء في جميع القطاعات وتقلل من استعمال المولدات؛ ومن ثم تقلل تكلفة الإنتاج وأسعار السلع.

شركة كهرباء لبنان
شركة كهرباء لبنان - أرشيفية

عرض إيران

كشف وزير الطاقة اللبناني عن تفاصيل عرض طهران منح بيروت كميات مجانية من النفط لإنتاج الكهرباء لمدة 6 أشهر على الأقل، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال: "أرسلنا وفدًا إلى طهران لدراسة المواصفات، وأكد الإيرانيون استعدادهم لتزويدنا بكل ما نحتاج إليه؛ إذ أعلن الإيرانيون توفير ما قيمته 350 مليون دولار من وقود الديزل، والذي يمكنه تأمين 4 ساعات من الطاقة الكهربائية يوميًا، وهو ما كان سيُسهِم في رفع ساعات التغذية إلى 10 ساعات من الكهرباء يوميًا، في حال الحصول على النفط من العراق وإيران والغاز من مصر".

واتهم فياض الولايات المتحدة بأنها تعوق تعاون لبنان مع حلفائه من أجل الحصول على احتياجاته من الطاقة، وذلك بعد رفض الحكومة اللبنانية قبول العرض الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية.

وقال حول عرقلة أميركا حل أزمة الطاقة في لبنان: "نعم من حيث العرض الإيراني هذا واضح، بالنسبة لمصر كانت الولايات المتحدة داعمة منذ أغسطس/آب 2021، لكن القاهرة طلبت ضمانات خطية من واشنطن، لسوء الحظ لم يتم الانتهاء من هذه الضمانات حتى الآن".

كانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أرجعت، في تقرير لها في مارس/آذار 2023، أزمة الكهرباء في لبنان إلى فشل الحكومات المتعاقبة على مدار 30 عامًا في إدارة الأزمة.

وقالت إن عقودًا من السياسات غير المستدامة والإهمال الجوهري، نتيجة سيطرة النخبة على موارد الدولة، والفساد المزعوم، والمصالح الخاصة أدت إلى انهيار القطاع بالكامل في عام 2021 وسط الأزمة الاقتصادية المستمرة؛ ما ترك البلاد دون كهرباء طوال معظم اليوم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق