أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم تبدأ التشغيل التجريبي خلال شهرين (فيديو)
محمد عبد السند
تسرّع هولندا الخُطى نحو تبنّي مصادر الطاقة المتجددة، عبر احتضانها أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم، والتي تعوّل عليها في توليد الكهرباء النظيفة منخفضة الكربون.
وتعوّل أمستردام على طاقة الرياح البحرية والبرية -على حدّ سواء- معتقدة أنها تؤدي دورًا حيويًا في جهود تحول الطاقة، نظرًا لأهمية مزارع الرياح البحرية، إذ تكون الرياح بأقوى حالاتها في بحر الشمال، ما يمكّن توربينات الرياح من إنتاج أكبر كمية ممكنة من الكهرباء المتجددة.
وفي هذا السياق، اكتمل تركيب آخر توربين في أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم "هولاندس كوست زويد" قبالة السواحل الهولندية، بسعة إجمالية 1.5 غيغاواط، حسبما أورد موقع "أوفشور ويند. بي آي زاد" offshore WIND.biz المتخصص.
تشغيل تجريبي
في غضون الشهرين المقبلين، سيجري تشغيل التوربينات واختبارها، ومن المتوقع تدشين أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم في وقت لاحق من العام الجاري، حسبما أعلنت الشركة السويدية المطورة للمشروع فاتنفول.
وقال مدير المشروع آيان بريمر: "نحن فخورون للغاية بالوصول إلى ذلك الإنجاز؛ فتركيب هذا التوربين الأخير يمثّل لحظة فارقة للمشروع، ليس لنا فحسب، ولكن لكل شركائنا -أيضًا- والمزوّدين والمقاولين كافة الذين لم يبخلوا علينا بالمساعدة في تحقيق هذا الإنجاز الرائع".
وأضاف بريمر: "هولاندس كوست زويد هي أول مزرعة رياح بحرية لم تحصل على دعم حكومي في العالم، ونحن نتطلع إلى تسليم المشروع في أسرع وقت".
وساعدت شركة كاديلر الدنماركية المتخصصة في البناء والشحن عملاقةَ الطاقة المتجددة الألمانية سيمنس جاميسا، على نقل وتركيب جميع توربينات الرياح البحرية الـ139، المستعمَلة في أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم، عبر سفينة الإمدادات البحرية الشهيرة "ويند أوسبري".
من جهته، قال مدير العمليات في كاديلر جاكوب هاينريسي جنسن: "حينما خطّطنا في بادئ الأمر لهذا المشروع، كانت تلك هي المرة الأولى على الإطلاق التي تُرَكَّب فيها توربينات من طراز سيمنس جاميسا سعة 11 ميغاواط، على نطاق تجاري".
وأوضح هاينريسي جنسن: "هذا بالطبع تطلَّب أعمالًا هندسية ماهرة، وتعاونًا وثيقًا مع شركائنا في سيمنس جاميسا، وفاتينفول، ونحن فخورون جدًا بأنْ أدَّينا هذا الدور الحيوي في إنجاز مشروع أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم، والذي سيُسهم في التحول الأخضر".
139 توربينًا
يصل إجمالي عدد التوربينات المستعمَلة في "هولاندس كوست زويد" إلى 139، أي بأقلّ بواقع توربين واحد عمّا كان مخططًا له في البداية.
وفي العام الماضي (2022)، تضررت "هولاندس كوست زويد" حينما اصطدمت بحاملة البضائع جولييتا دي، بعدما أضحت دون دفة، خلال عاصفة قوية، أدت في النهاية إلى انجرافها في مزرعة الرياح.
وفي أعقاب التشاور المكثف مع الشركاء والمقاولين والسلطات المختصة، تقرَّر أن أساس أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم قد تضرَّر بشدة، بما لا يصلح معه تركيب توربين، كما أنه لن يُستَبدَل.
وسيُزال الأساس التالف خلال العام المقبل (2024)، لكن لم يتقرر بعد ماذا سيحدث في الموقع فور إزالة الأساس المذكور، بحسب ما قالته فاتينفول.
وفي هذا الصدد، قال مدير العمليات في سيمنس جاميسا بهولندا ديفيد مولينار: "نحن نحتفل اليوم بالتركيب النهائي لأكبر مشروع بحري لدينا، وقد صُنِعت القمرات الخاصة بتلك المزرعة بمصنعنا الكائن في كوكسهافن (ألمانيا)، بينما جاءت الشفرات من ألبورغ (الدنمارك)".
وأردف مولينار: "هذا المشروع يسلّط الضوء مجددًا على الكيفية التي يمكن خلالها أن تساعد صناعة الرياح أوروبا على تحقيق أمن الطاقة عبر مصادر محلية تنافسية نظيفة".
معلومات عن المشروع:
- تقع مزرعة "هولاندس كوست زويد" في بحر الشمال، وتحديدًا على مسافة تتراوح بين 18-35 كيلومترًا قبالة السواحل الهولندية.
- تُنتج المزرعة البحرية كهرباء نظيفة، تعادل الاستهلاك السنوي لـ1.5 مليون أسرة هولندية.
- المزرعة مملوكة ملكية مشتركة لشركات فاتنفول السويدية و"بي إيه إس إف" و"أليانز" الألمانيتين.
- التوربينات المستعمَلة في المزرعة – كلها من سيمنس جاميسا- هي الأكبر على الإطلاق في العالم، إذ يبلغ قطرها الدوار 200 متر.
- لن تكون "هولاندس كوست زويد" أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم فحسب، بعد أن انتزعت هذا اللقب القياسي من مزرعة "هورنسي 2" سعة 1.3 غيغاواط في بريطانيا، لكنها ستصبح كذلك أول مزرعة رياح بحرية في العالم تُبنى دون دعم حكومي.
مقطع الفيديو أدناه يوضح مراحل تصنيع مزرعة رياح "هولاندس كوست زويد":
موضوعات متعلقة..
- أكبر مزرعة رياح بحرية عائمة في العالم.. كيف تُبنى؟ (فيديو)
- 11 مشروعًا لربط مزارع الرياح البحرية بشبكة الكهرباء في بحر الشمال
- طائرات دون طيار لنقل احتياجات مزارع الرياح البحرية
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية: الطلب العالمي على النفط قد يبلغ ذروته قبل 2030
- أنس الحجي: دول أوبك والسعودية تأخذان زمام الأمور بالأسواق العالمية
- مصير غامض لخطط الحياد الكربوني على أجندة حزب العمال البريطاني (تقرير)