56 مليار دولار تفصل بين الهيدروجين الأخضر في الهند والعالمية (تقرير)
أسماء السعداوي
يمثّل الهيدروجين الأخضر في الهند طوق نجاة للبلاد ذات الـ1.4 مليار نسمة؛ لتلبية الطلب على الكهرباء النظيفة لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، فضلًا عن تقليل تكلفة واردات الطاقة المكلفة، وخاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية وما تلاها من ارتفاع للأسعار.
وفي هذا الصدد، توقّعت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أن تصبح الهند مركزًا عالميًا محتملًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، بحسب التقرير الذي نشره موقع "ميركوم إنديا" (mercomindia)، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن شأن قدرات الطاقة المتجددة الوفيرة أن تهيئ ظروفًا مواتية لتضع البلاد قدمها على طريق إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ إذ تُنتج الهند 62 غيغاواط من الكهرباء من الطاقة الشمسية، و42% من طاقة الرياح، بحسب الوكالة.
وسيُسهم توافر إمكانات الطاقة النظيفة، في خفض التكاليف القياسية العالمية لإنتاج كل من الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء لتصل إلى ما يتراوح من 3 آلاف و800 دولار إلى 4 آلاف و800 دولار للطن الواحد من الهيدروجين الأخضر، وما بين 850 دولارًا و1100 دولار للطن الواحد من الأمونيا الخضراء، وفق التقرير.
دعم حكومي غير مسبوق
من المتوقع أن تدعم الحكومة زيادة الطلب على الهيدروجين الأخضر في الهند، عبر تقديم الحوافز والإعانات.
وتتضمن مهمة الهيدروجين الوطنية الصادرة في مطلع العام الجاري (2023)، المعالم الرئيسة لتطوير قدرات الصناعة، من أجل خفض الانبعاثات الكربونية وتقليل تكلفة واردات الوقود الأحفوري.
وكان وزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة راج كومار سينغ، قد قال إن الحكومة تستهدف تقليل واردات الوقود الأحفوري بقيمة إجمالية 12 مليار دولار بحلول عام 2030، عبر اتباع الأهداف المنصوص عليها في مهمة الهيدروجين.
ومن المتوقع أن يؤدي إنتاج الهيدروجين الأخضر واستهلاكه في الهند، إلى التخلص من نحو 50 مليون طن متري من انبعاثات الكربون، بحسب تصريحات سابقة للوزير.
وتستهدف نيودلهي زيادة قدرات إنتاج الهيدروجين الأخضر في الهند إلى 5 ملايين طن متري على الأقل بحلول عام 2030.
وبحلول عام 2030، من المتوقّع أن يصل الطلب السنوي على الهيدروجين الأخضر إلى 2.85 مليون طن متري سنويًا.
كما تسعى الحكومة لجعل الهند مصدرة رئيسة للهيدروجين الأخضر، وتلبية 10% من الطلب العالمي للأسواق المستهدفة.
وتعتمد تقديرات الطلب على الهيدروجين على عدة عوامل؛ منها تحول مصافي التكرير الهندية لإنتاج الهيدروجين الأخضر بنسبة 10%، ومزج الهيدروجين الأخضر بنسبة 10% في خطوط أنابيب توزيع الغاز بالمدن، واستبدال 50% من واردات الأسمدة الزراعية المعتمدة على الأمونيا بأخرى منتجة محليًا، وتلبية 6% من الطلب في الدول المستوردة المستهدفة.
تحديات أمام الاستثمارات
تستلزم تلبية الطلب على الهيدروجين الأخضر في الهند -ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم- استثمارات ضخمة تصل إلى نحو 56.7 مليار دولار.
وتحتاج الهند إلى إضافة أكثر من 62 غيغاواط من قدرات الطاقة المتجددة، و29 غيغاواط من قدرة المحلل الكهربائي، وإقامة 11 مرفق بنية أساسية بحلول عام 2030، لإنتاج 11 مليون طن متري سنويًا من الأمونيا.
وتقدر الوكالة الأميركية قيمة الاستثمارات اللازمة بـ36 مليار دولار لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة و15 مليارًا لقدرة المحلل الكهربائي و6 مليارات دولار للبنية الأساسية للأمونيا.
وقدّم التقرير عددًا من التوصيات؛ لتحقيق هدف جعل الهند محورًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، وهي كالتالي:
- زيادة قابلية البنوك لتمويل المشروعات عبر وضع آليات الدعم وتقديم الحكومة والمؤسسات المالية يد العون لأعمال التطوير.
- تيسير تحديد الأسعار بكفاءة، وضمان إبرام عقود قابلة للتمويل المصرفي، وتمكين مطوري المشروعات من تقديم التزامات طويلة الأمد للمستهلكين.
- وضع أطر عمل تنظيمية ومعايير للاعتماد واتباع نهج عالمي من أجل الوضوح وسهولة الانصياع.
- منح الأولوية لإقامة سلسلة إمداد محلية لمكونات المحلل الكهربائي وزيادة قدرات التصنيع لتلبية الطلب المتزايد.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر في الهند يسيِّر السفن لأول مرة بحلول 2035
- الهيدروجين الأخضر في الهند يصل إلى منشآت الجيش
- جنرال إلكتريك ترسم ملامح سياسة الهيدروجين الأخضر في الهند
اقرأ أيضًا..
- توقعات سهم أرامكو 2023 في ظل تقلب أسعار النفط.. 5 خبراء يرسمون الخريطة
- النفط السنغالي يتدفق للخارج لأول مرة.. وهؤلاء المشترون المحتملون
- تقرير يتهم المستشفيات الأميركية بزيادة الانبعاثات.. ويكشف أرقامًا صادمة