الطلب على حفارات النفط البحرية يشهد طفرة في 2023 بقيادة أدنوك وبتروبراس
نوار صبح
- منصّتا الحفر ستُسلَّمان إلى أدنوك للحفر، وسيبدأ تشغيلهما في الربع الرابع من عام 2023
- مجموعة مواني أبوظبي وقّعت اتفاقية مدتها 25 عامًا مع شركة كريستال أوفشور
- بتروبراس ستدخل المراحل الأولى من تحول الطاقة قبل نهاية هذا العقد
- بتروبراس أظهرت حرصها على مواصلة استكشاف أماكن أخرى في أميركا الجنوبية
يتزايد الطلب على حفارات النفط البحرية حول العالم، مع خطط العديد من الدول لزيادة إنتاجها النفطي، وفي مقدّمتها الإمارات والبرازيل، وسط توقعات بزيادة الطلب عالميًا، مع إعادة انفتاح الصين عقب إجراءاتها المشددة لمواجهة فيروس كورونا والتحولات الكبيرة في أسواق الطاقة.
وتسعي الإمارات إلى زيادة أسطولها من الحفارات البحرية ضمن خطتها الإستراتيجية لزيادة الإنتاج النفطي إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول 2027، وتستهدف البرازيل زيادة احتياطياتها بما يحقق تطلعاتها من الاستفادة من مواردها الطبيعية.
وفي هذا الإطار، وقّعت شركة أدنوك للحفر الإمارتية صفقة، هذا الأسبوع، لشراء منصتَي حفر ذاتيتَي الرفع بمواصفات متطورة من طراز غوستو إم إس سي سي-جيه 46، في سياق توسعة أسطول حفارات النفط البحرية للشركة الأم.
وتبلغ التكلفة الإجمالية لمنصتَي الحفر 220 مليون دولار، إذ تكمل الخطوة إستراتيجية التوسعة والنمو لدى شركة بترول أبوظبي الإماراتية أدنوك، التي تتطلع إلى توسعة القدرة الإنتاجية لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
موعد بدء تشغيل منصات أدنوك
ستُسلَّم منصتا الحفر إلى الشركة الإماراتية ليبدأ تشغيلهما في الربع الرابع من عام 2023، ما يعزز إيرادات الشركة بداية من عام 2024، حسبما نشره موقع ريفييرا ماريتايم ميديا (rivieramm) في يونيو/حزيران الجاري.
وتهدف شركة أدنوك للحفر إلى تجهيز 142 منصة حفر للخدمة لديها، تماشيًا مع برنامج التوسعة السريعة لأسطولها.
كما يُخَطَّط لبنية تحتية تكميلية لخدمة مستمرة لأسطول أدنوك الموسع من حفارات النفط البحرية والبرية، وفقًا لإعلان صادر عن شركة إماراتية أخرى.
من ناحيتها، وقّعت مجموعة مواني أبوظبي الإماراتية، هذا الشهر، اتفاقية مدّتها 25 عامًا مع شركة كريستال أوفشور، ومقرّها سنغافورة، وهي مزوّد خدمات لوجستية للصناعة البحرية، لبناء منصة بحرية لإصلاح السفن في ميناء خليفة بالإمارة.
خُصِّصَت مساحة إجمالية تبلغ 20 كيلومترًا مربعًا وجدار رصيف مصاحب في ميناء خليفة لصالح شركة كريستال أوفشور لبناء قاعدتها، التي ستشمل مرافق مكتبية وورش تصنيع لتوفير إصلاحات متقدمة وتجديدًا للمنصات ذاتية الرفع، ووحدات الإنتاج والتخزين والتفريغ، والمنصات شبه الغاطسة.
بتروبراس تتطلع إلى آفاق جديدة
بعد أن رفض المنظمون البرازيليون طلب شركة النفط الحكومية البرازيلية بتروبراس للحصول على تصريح حفر بئر في منطقة استكشافية جديدة بالقرب من مصب نهر الأمازون، تتطلع بتروبراس إلى تعزيز قدرتها على الاحتفاظ باحتياطيات محلية مؤكدة تبلغ 8.9 مليار برميل.
وتعتمد الشركة بشكل متزايد على حقول طبقة ما قبل الملح العملاقة، التي تمثّل أكثر من 75% من إنتاج بتروبراس للنفط، وقد يصل الإنتاج من هذه الحقول إلى ذروته بحلول نهاية العقد.
بهدف مواصلة تجديد احتياطياتها، تتطلع بتروبراس إلى منطقة الهامش الاستوائي البرازيلي، وهي منطقة بها احتياطيات في المياه العميقة تُقدَّر بنحو 5 مليارات برميل من النفط.
ويعتمد التقدير جزئيًا على الاكتشافات المهمة لشركة إكسون موبيل الأميركية بمنطقة ذات طبيعة جيولوجية مماثلة في غايانا وسورينام المجاورتين، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وخصصت بتروبراس نصف استثماراتها المخططة للاكتشافات الجديدة بحلول عام 2027 التي تبلغ 6 مليارات دولار أميركي للمنطقة، وفقًا لمقال افتتاحي في صحيفة أوه إستادو دي ساو باولو اليومية البرازيلية.
وذكر المقال أن منصة حفر كانت تبحر باتجاه حوض كامبوس البحري، وتتجه طائرات هليكوبتر وقوارب دعم إلى منطقة الهامش الاستوائي لإظهار ثقة شركة النفط الحكومية الكبرى في احتياطيات الإقليم.
وقد ترك رفض وكالة حماية البيئة البرازيلية "إيباما" الحصول على تصريح حفر للمربّع إف زد إيه-إم-59 في حوض فوز دو أمازوناس، بصماته على خطط الحفر المستقبلية داخل البرازيل، وستدخل بتروبراس، مثل العديد من عمالقة النفط، المراحل الأولى من تحول الطاقة قبل نهاية هذا العقد.
ويشير أحدث ملفات هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (إس إي سي) بشأن الشركة إلى أنها تستهدف ما بين 6% و 15% من إجمالي النفقات الرأسمالية للمشروعات منخفضة الكربون بين عامي 2024 و 2028.
عند وضع هذه القيود في الحسبان، أظهرت بتروبراس حرصها على مواصلة استكشاف أماكن أخرى في أميركا الجنوبية.
14 قطعة بحرية في غايانا
تُجري غايانا مزادًا على 14 قطعة بحرية الشهر المقبل، وشركة بتروبراس من بين أولئك الذين يفكرون في تقديم عرض، وفي العام المقبل، تخطط بتروبراس لحفر بئرين جديدتين قبالة ساحل كولومبيا، وهو جزء من اكتشاف كبير للغاز الطبيعي في منطقة تايرونا.
في أواخر مايو/أيار الماضي، استضافت البرازيل العديد من البلدان المجاورة لمناقشة تحول الطاقة ومستقبل إنتاج الهيدروكربونات.
خلال المحادثات، أُفيدَ أن الرئيس التنفيذي لشركة بتروبراس، جان بول براتيس، التقى بالرئيس البوليفي لويس آرسي.
وقال جان بول براتيس لوسائل الإعلام، "نريد إعادة زيارة البلدان المجاورة مثل بوليفيا وفنزويلا وغايانا ومناقشة بعض النقاط بما في ذلك الشروط التعاقدية، والإمكانات الجديدة للتنقيب عن النفط والغاز وإعداد الشركات لتحول الطاقة ".
إضافة إلى ذلك، أعلنت بتروبراس وتوتال إنرجي وقطر إنرجي وبتروناس مؤخرًا توقيع عقد تقاسُم الإنتاج لمنطقة استكشاف أغوا مارينها التي تبلغ مساحتها 1300 كيلومتر مربع في حوض كامبوس بمنطقة ما قبل للملح.
وبدءًا من 6 يونيو/حزيران، بدأ إنتاج وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة ألميرانتي باروسو في حقل بوزيوس النفطي بمنطقة ما قبل الملح، مع إغلاق عقد وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة لمدة 21 عامًا مع بتروبراس.
وشدد المسؤول الذي عيّنه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا مؤخرًا لرئاسة تحوّل الطاقة في بتروبراس، ماوريسيو تولماسكيم، على أن الشركة ستحتاج على الأرجح إلى تكثيف إنتاج البترول لدفع التكاليف المتعلقة بتحول الطاقة.
ويبدو من المرجح، في المدى القريب على الأقلّ، أن يستمر الاستكشاف المحلي للهيدروكربونات في الهيمنة على خطط بتروبراس.
اقرأ أيضًا..
- تطورات حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ منذ جائحة فيروس كورونا (تقرير)
- أمين عام أوابك يتحدث لـ"الطاقة" عن قرارات أوبك+ وهل تصل أسعار النفط إلى 100 دولار؟ (حوار)
- أنس الحجي: وكالة الطاقة الدولية تدعم المصادر المتجددة على حساب غيرها