محطات براكة النووية في الإمارات تقترب من التشغيل الكامل

آخر المحطات تبدأ استعدادات التشغيل التجريبي

2023-06-08

0 1٬196

اقتربت محطات براكة النووية في الإمارات من التشغيل الكامل للمفاعلات الـ4، بما يدعم منظومة الكهرباء في البلاد بـ 5600 ميغاواط من الطاقة النظيفة، ويقطع شوطًا كبيرًا في خطط أبوظبي الرامية إلى خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، ضمن جهود عالمية للحد من تغير المناخ.

وفي هذا الإطار، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تسليم آخر المحطات الـ4 للطاقة النووية في براكة إلى فرق التشغيل، والبدء بالاستعدادات التشغيلية والاختبارات الخاصة بها.

يأتي ذلك تمهيدًا للحصول على رخصة تشغيل المفاعل الأخير من محطات براكة النووية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الجهة الرقابية المستقلة المسؤولة عن الأنشطة النووية في الإمارات، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تسريع الجدول الزمني

قالت مؤسَّسة الإمارات للطاقة النووية، إن التجربة المستفادة من تطوير محطات براكة الثلاث السابقة أسهمت في ضمان انتقال المحطة الرابعة إلى مرحلة الاستعدادات التشغيلية وفق جدول زمني طموح، يراعي معايير الجودة والسلامة.

ويأتي الإنجاز بعد التشغيل التجاري للمحطة الثالثة، مطلع العام الجاري 2023، لتنضمَّ إلى المحطتين الأولى والثانية في إنتاج 30 تيراواط/ساعة من الكهرباء الصديقة للبيئة سنويًا، حسبما ذكر بيان لمكتب أبوظبي الإعلامي.

أحد محطات براكة النووية في الإمارات — إحدى محطات براكة النووية في الإمارات - أرشيفية

وعند التشغيل التجاري للمحطة الرابعة، ستكون لدى محطات براكة النووية الأربع قدرة إنتاجية تصل إلى 5.6 غيغاواط، إذ تنتج المحطات 40 تيراواط/ساعة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية سنويًا، أي ما يُغطّي 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء.

وتؤدي محطات براكة، في إمارة أبوظبي، دورًا رئيسًا في مسيرة الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة في الإمارات، من خلال تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة.

ووفَّرت المحطات خلال أشهر الشتاء 48% من احتياجات إمارة أبوظبي من الكهرباء، من دون انبعاثات كربونية، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تحول الطاقة

قال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمؤسَّسة الإمارات للطاقة النووية محمد إبراهيم الحمادي: "في عام الاستدامة بالإمارات، تُسلِّط الإنجازات في محطات براكة الضوءَ على الدور الأساس للطاقة النووية في مسيرة الانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة، وخفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة".

وأضاف: "منذ عام 2020، شغّلنا، كل سنة على نحو تجاري، محطةً واحدةً إضافيةً من محطات براكة، إلى أن وصلنا إلى إنتاج 10 تيراواط/ساعة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية على مدار الساعة".

وذكر الحمادي إلى أنه مع انتقال المحطة الرابعة والأخيرة في براكة إلى مرحلة الاستعدادات التشغيلية، "فإننا نقترب من تحقيق أحد أهداف البرنامج النووي السِّلمي الإماراتي بتوفير ربع احتياجات الدولة من الكهرباء"، وهو ما يعدُّ نموذجًا متميزًا للمشاركين في قمة المناخ كوب 28 التي تستضيفها الإمارات نهاية العام الجاري.

وشدد على أن الإنجازات بمحطات براكة النووية في الإمارات، وفي مقدّمتها التشغيل التجاري لـ3 منها خلال 3 أعوام، والمُضي قُدمًا نحو تشغيل آخر محطات براكة، تحقَّقت نتيجة تفاني وخبرات فرق العمل المشارِكة في البرنامج النووي السِّلمي الإماراتي.

الطاقة النووية في الإمارات

قدّمت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية نموذجًا جديدًا للعالم في تطوير مشروعات الطاقة النووية، إذ أصبحت محطات براكة واحدة من أكثر محطات الطاقة النووية تقدمًا على الصعيد العالمي، لا سيما أنها تُعدّ أول مشروع جديد للطاقة النووية يتمّ إنجازه منذ 27 عامًا.

ويُعدُّ البرنامج النووي السّلمي الإماراتي جزءًا أساسيًا من نظام الطاقة الصديق للبيئة في الإمارات الذي يضُمُّ تقنيات متعددة خالية من الانبعاثات الكربونية، ما يضمن استدامة شبكة الكهرباء وموثوقيتها ومرونتها على مدى الستين عامًا المقبلة، على الأقلّ.

وتُعدُّ محطات براكة النووية بدايةً للبرنامج؛ إذ تُركِّز مؤسَّسة الإمارات للطاقة النووية على استكشاف وجذب الاستثمارات الاستراتيجية في الطاقة النووية محليًا ودوليًا، لدعم أهداف النمو والتنمية في الدولة، خاصة مع وصول الطلب على الغاز لإنتاج الكهرباء إلى أدنى مستوى له منذ 11 عامًا في أبوظبي؛ بسبب التحوُّل الكبير في كيفية إنتاج الكهرباء.

وتعدّ محطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي منصة لتحفيز الابتكار في مسيرة التحول لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة، بما يشمل نماذج المفاعلات المعيارية المصغرة، ومفاعلات الجيل التالي، وتمهيد الطريق لتطوير مصادر طاقة جديدة وخالية من الانبعاثات الكربونية، مثل الهيدروجين.

وتُشكِّل كهرباء الحمل الأساسي الصديقة للبيئة، التي تُنتجها محطات براكة النووية، ركيزةً أساسيةً لدعم محطات الطاقة الشمسية في الدولة، إضافة إلى دورها في الحدّ من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنويًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..