سياراتتقارير السياراترئيسية

إعادة تدوير المركبات منتهية الصلاحية.. مشروع مشترك بين ستيلانتس وغالو

محمد عبد السند

تكتسب مشروعات إعادة تدوير المركبات منتهية الصلاحية أهمية متزايدة لدورها الحيوي في ترسيخ مفهوم ما يُطلق عليه الاقتصاد الدائري الذي يركز -في المقام الأول- على تعزيز كفاءة استهلاك الموارد الطبيعية وتقليل الهدر، عبر تبنّي أساليب وتقنيات الاستهلاك والإنتاج بما يضمن جودة حياة الأجيال الحالية والمستقبلية، وتحقيق الإدارة المستدامة والاستعمال الفاعل للموارد الطبيعية.

وشرع الكثير من البلدان في تبنّي مناهج الاقتصاد الدائري، لدوره بالغ الأهمية في تقليص مستويات الانبعاثات؛ ما يُقلل تداعيات التغيرات المناخية، ويسهم في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وفي ضوء هذا السيناريو، أعلنت عملاقة صناعة السيارات ستيلانتس ونظيرتها غالو المتخصصة في إعادة تدوير المعادن توقيعهما مذكرة تفاهم للدخول في مفاوضات حصرية لتشكيل مشروع مشترك يُركّز على إعادة تدوير المركبات منتهية الصلاحية، في إطار التزام الأولى المستمر ببناء أنشطة الاقتصاد الدائري الخاص بها، حسبما أورد موقع "ستيلانتس" الرسمي الإلكتروني.

أهداف المشروع

سيعمل مشروع "ستيلانتس-غالو" المشترك مع منشآت المعالجة المعتمدة المختارة لجمع المركبات منتهية الصلاحية من المالك النهائي لها؛ ما يتيح استرداد مكونات تلك المركبات وإعادة استعمالها وتصنيعها، وكذلك إعادة تدويرها، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع أن يُطلق مشروع إعادة تدوير المركبات منتهية الصلاحية المشترك هذه الخدمة في نهاية العام الجاري (2023)، على أن يكون التركيز منُصبًّا في البداية على فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ، قبل أن يمتد لاحقًا إلى باقي البلدان الأوروبية.

وسيقدّم مشروع إعادة تدوير المركبات منتهية الصلاحية -أيضًا- خدماته إلى شركات صناعة السيارات الأخرى.

وقال نائب الرئيس التنفيذي في ستيلانتس للاقتصاد الدائري العالمي أليسون جونز: "إن مساعدة العملاء على إعادة تدوير مركباتهم منتهية الصلاحية عنصر أساس في خفض الآثار البيئية على مركباتهم".

شعار ستيلانتس أمام أحد مقارها
شعار ستيلانتس أمام أحد مقارّها - الصورة من bridgemi

الحياد الكربوني

أوضح جونز: "إعادة أجزاء ومكونات المركبات إلى سلسلة القيمة من شأنه أن يحافظ على الموارد النادرة، ويساعدنا في الوصول بمركباتنا إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2038، ونحن نتطلع إلى تنفيذ البرنامج هذا العام (2023) والتوسع فيه بوتيرة سريعة".

من جهته قال الرئيس التنفيذي لـ"غالو" ريك ديبير: "نشعر بسعادة غامرة في إعلان خطوة طموحة جديدة في علاقتنا الطويلة مع كل من شركتي بيجو وستروين، والآن مع ستيلانتس".

وأضاف ديبير: "يأتي هذا في وقت نمضي فيه قدمًا في تنفيذ المشروعات والأعمال المسؤولة والمستدامة، عبر أخذ عملية تدوير المركبات منتهية الصلاحية إلى المستوى التالي".

وتابع: "وعبر التعاون الوثيق مع ستيلانتس، فإننا نقود الإبداع، ونضمن مستقبلًا مُستدامًا للجميع".

عائدات مُستهدفة

تعدّ إعادة التدوير جزءًا لا يتجزأ من إستراتيجية تتألف من 4 محاور تتبنّاها وحدة أعمال الاقتصاد الدائري التابعة لـ"ستيلانتس: إعادة التجهيز وإعادة الإصلاح وإعادة الاستعمال وإعادة التدوير.

وسيُسهم برنامج إعادة تدوير المركبات منتهية الصلاحية في زيادة عائدات إعادة التدوير بواقع 10 مرات، وتعزيز عائدات مكونات المركبات بواقع 4 مرات بحلول نهاية العقد الجاري "2030"، مقارنة بنظيرتها في عام 2021.

وعلاوة على ذلك، يستهدف البرنامج تحقيق عائدات تربو على ملياري يورو في عام 2030، كما هو مُبيّن في الخطة الإستراتيجية التي تتبنّاها ستيلانتس، والتي تحمل اسم "دير فوروارد 2030".

يُشار إلى أن برنامج إعادة تدوير المركبات منتهية الصلاحية يدعم كذلك هدف ستيلانتس المتمثل في استعمال مواد "خضراء" بنسبة 40% في مركباتها الجديدة بحلول عام 2030.

ما الاقتصاد الدائري؟

يستهدف الاقتصاد الدائري -أساسًا- تجنُّب استعمال المواد الخام مرتفعة التكاليف، وتصنيع السلع التي ينتهي بها الحال في مكب النفايات، ومن ثم يمثّل هذا النوع من الاقتصاد نموذجًا اقتصاديًا للشركات التجارية التي تركّز على الإنتاج والاستهلاك المُستدامين.

كما يستهدف الاقتصاد الدائري تقليص معدلات استخراج الموارد الطبيعية وتحسين كفاءة استعمالها وإطالة أمد دورة حياة المواد والمنتجات من خلال تبنّي إجراءات وتدابير صديقة للبيئة.

وبناءً عليه، تتضمن سياسة الاقتصاد الدائري عددًا من الأهداف الطموحة الرئيسة، من بينها تعزيز الصحة البيئية ودعم القطاع الخاص في تحوّله إلى تبنّي أساليب الإنتاج الأنظف وتقنياته، إلى جانب الحدّ من الإجهاد البيئي وتغطية الاحتياجات الأساسية، بما يمكن في النهاية من تعزيز التنمية المُستدامة "الخضراء".

ويتطلع العديد من الدول إلى الابتعاد عن الاقتصاد الخطّي والتحول نحو نهج الاقتصاد الدائري المتجدد، بحيث يكون الاستهلاك والإنتاج مستدامين ضمن الحدود البيئية؛ بما يضمن –في النهاية- رفاهية الأجيال الحالية والمستقبلية.

ويهدف التحول إلى نهج الاقتصاد الدائري لتحسين استعمال الموارد وتقليل الفاقد وفتح آفاق جديدة عبر سلاسل القيمة المضافة؛ ويتّسق هذا النهج مع تحقيق أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة.

اقرأ أيضًا..

موضوعات متعلقة..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق