إغلاق أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في بنسلفانيا الأميركية بعد 54 عامًا (تقرير)
بحلول يوليو 2023
وحدة أبحاث الطاقة
توشك أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في ولاية بنسلفانيا الأميركية على الإغلاق بعد 54 عامًا من تشغيلها ومساهمتها في إمداد سكان الولاية بالكهرباء، لكنها لم تعد ملائمة للتوجّه الجديد نحو الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، والذي يهدف إلى التخلص مصادر الوقود الأحفوري الأكثر تلويثًا للبيئة على أمل الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.
وأعلنت الشركة المالكة للمحطة الواقعة في مدينة هومر (Homer City) بولاية بنسلفانيا إغلاقها بحلول شهر يوليو/تموز 2023، وفقًا لتقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، اليوم الإثنين (5 يونيو/حزيران 2023).
وتبلغ سعة أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في بنسلفانيا قرابة 1888 ميغاواط، وقد بدأت نشاطها في التوليد رسميًا عام 1969، عبر وحدتين، ثم لحقتهما وحدة ثالثة في عام 1977، حسب التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ويأتي إغلاق هذه المحطة ضمن إطار توجّه عامّ في الولايات المتحدة للتخلص التدريجي من جميع محطات الفحم بوصفها من أكبر المصادر الأحفورية الملوثة للبيئة والمناخ، مع تعويضها بمصادر الطاقة المتجددة.
خفض الاعتماد على الفحم بنسبة 38%
انخفض إجمالي سعة الكهرباء المولدة بالفحم في الولايات المتحدة من 313 غيغاواط في عام 2005 إلى 196 غيغاواط حتى عام 2022.
وتعني هذه الأرقام أن الولايات المتحدة نجحت في التخلص من 38% تقريبًا من محطات الكهرباء العاملة بالفحم على مدار 17 عامًا، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وشهدت مدينة هومر بناء أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في ولاية بنسلفانيا منذ أكثر من 5 عقود، وصُمِّمَت لتلبية الحمل الأساسي، إذ عملت بصورة مستمرة لتلبية الطلب الإقليمي على الكهرباء.
وأمام ذلك، كافحت محطات الكهرباء العاملة بالفحم في زيادة قدرتها التنافسية في أسواق الكهرباء الأميركية ضد محطات التوليد الأحدث والأكثر كفاءة ذات الدورة المركبة، التي تعمل بالغاز الطبيعي.
تطورات محطة بنسلفانيا منذ التسعينيات
بنيت محطة مدينة هومر بالقرب من احتياطيات الفحم مع ربطها بخط نقل عالي السعة (345 كيلو فولت) يمتد إلى مناطق الخدمة في غرب نيويورك وشرق بنسلفانيا.
واستمرت المحطة في العمل بصورة مستمرة لمدة 30 عامًا، محققة معدل تشغيل يقترب من 90%، والمعروف بـ"معامل السعة"، ويستدل من خلاله على نشاط المحطة وقدرتها التنافسية.
وعرضت أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في بنسلفانيا للبيع بنهاية التسعينيات مقابل 1.8 مليار دولار، تحديدًا في عام 1999، وذلك في إطار توجّه الولاية نحو تحرير سوق الكهرباء.
واستحوذ توليد الكهرباء بالفحم-في ذلك الوقت- على 53% من مزيج الكهرباء الوطني على مستوى الولايات المتحدة، في حين كانت نسبة الغاز الطبيعي لا تتجاوز 12%، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وانقلبت الأدوار بين الفحم والغاز الطبيعي منذ ذلك التاريخ، لترتفع حصة الغاز إلى 40% في مزيج الكهرباء في الولايات المتحدة حتى عام 2022، في حين انخفضت نسبة مساهمة الفحم إلى 20%.
المحطة تكافح ماليًا
تغيرت عوامل السوق بالنسبة لأكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في بنسلفانيا مع مطلع القرن الـ21، إذ ضغطت معايير الانبعاثات الجديدة على محطات الكهرباء بموجب قانون الهواء النظيف.
وأجبرت المحطة -وفقًا لهذا القانون- على تركيب أجهزة تنقية غاز الكبريت من مداخن الوحدة الثالثة عام 2001، ثم ركّبت أجهزة مماثلة في الوحدتين الأولى والثانية عام 2014.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- حجم انبعاثات مصادر الطاقة عالميًا حسب المصدر:
وزادت إجراءات مكافحة التلوث من تكاليف التشغيل في المحطة بقيمة 750 مليون دولار عام 2014؛ ما أسهم في تعثّرها ماليًا إلى جانب عوامل أخرى دفعت مالكيها لإعلان الإفلاس عام 2017، ما أدى إلى تغير هيكل الملكية، وفقًا لتقرير لإدارة معلومات الطاقة.
واتجهت ولاية بنسلفانيا لتعزيز محطات الكهرباء العاملة بالغاز مدفوعًا بتكثيف عمليات التكسير الهيدروليكي (المائي) لإنتاج الغاز الصخري في الولاية.
نقل المحطة للتشغيل الجزئي
أسهمت زيادة بناء محطات الكهرباء العاملة بالغاز في خفض قدرة التوليد عبر محطة الفحم بمدينة هومر لتنتقل إلى محطة تعمل بنظام التوليد الجزئي المتقطع بدلًا من التوليد المستمر.
ودفع هذا التغير إلى زيادة تكاليف الصيانة السنوية لأكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في ولاية بنسلفانيا، ما أدى إلى تراكم الأعباء المالية على المحطة، إلى جانب التكاليف المتكبدة من إجراءات مكافحة التلوث.
وأدى تحول المحطة لنظام التوليد الجزئي إلى انخفاض معامل السعة الخاص بها من 82% عام 2005 إلى 20% في عام 2022.
وأسهمت كل هذه العوامل مجتمعة في خفض القدرة التنافسية لأكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم بولاية بنسلفانيا، ما أدى إلى اتخاذ قرار بوقف تشغيل واحدة من أقدم محطات الكهرباء العاملة بالفحم في أميركا بحلول يوليو/تموز 2023.
موضوعات متعلقة..
- انخفاض قياسي لتوليد الكهرباء بالفحم في أميركا خلال الربع الأول (تقرير)
- نصف سعة الكهرباء العاملة بالفحم في أميركا يتجه للإغلاق بحلول 2026
- توليد الكهرباء المتجددة في أميركا يتجاوز الفحم للمرة الأولى
اقرأ أيضًا..
- شحنة غاز مسال مصرية في عرض البحر منذ 20 يومًا.. ما القصة؟
- أكبر 5 صفقات نفطية في الشرق الأوسط خلال مايو 2023
- بالأرقام.. إمدادات محطات الغاز المسال الأميركية في موسم الصيانة (تقرير)