أكبر 5 صفقات نفطية في الشرق الأوسط خلال مايو 2023
محمد عبد السند
- قطاع النفط في الشرق الأوسط ينتعش في الشهور الأخيرة
- تدفق الاستثمارات على مشروعات النفط البحرية في الشرق الأوسط
- تنامي الطلب على الوقود الأحفوري ينعش مشروعات النفط في الشرق الأوسط
- مشروعات الطاقة المتجددة لم تطغ بعد على أنشطة الوقود الأحفوري
- أرامكو وسينوك تبرمان أكبر صفقة في قطاع النفط بالشرق الأوسط خلال مايو 2023
تبرز أكبر 5 صفقات نفطية في الشرق الأوسط خلال شهر مايو/أيار الماضي (2023)، بصفتها خير شاهد على انتعاش هذا القطاع الحيوي في الأشهر الأخيرة، بدعم من تدفق الاستثمارات الجديدة لمشروعات النفط البحرية، بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة قطر.
وتعمل بلدان الشرق الأوسط، وفي مقدمتها بالطبع الدول الخليجية، على مدار الساعة، لاستغلال مواردها الهائلة أحسن استغلال، من أجل تلبية الطلب العالمي المتزايد باطّراد، نتيجة شُح إمدادات الطاقة الروسية، مدفوغة في ذلك بوفرة رأس المال -المحلي والأجنبي- والبنية التحتية اللازمة.
وفي ضوء هذا السيناريو، شهد شهر مايو/أيار (2023) زخمًا ملحوظًا في نشاط صفقات النفط في الشرق الأوسط، بفضل تزايد معدلات الإنفاق الرأسمالي من قبل شركات وتحالفات الطاقة العملاقة، الساعية لاستغلال زخم الطلب العالمي على الوقود الأحفوري -النفط والغاز الطبيعي والفحم- وفق ما نشره موقع "أويل أند غاز ميدل إيست".
تنامي الطلب على الوقود الأحفوري
ما يزال الوقود الأحفوري يشهد رواجًا قويًا من قبل العديد من الاقتصادات المتقدمة والنامية -على حد سواء- رغم التوجه الحالي القوي في بلدان كثيرة إلى تقليص اعتمادها على هذا الوقود التقليدي المثير للجدل، بسبب تداعياته البيئية الخطرة، والاستعاضة عنه بالطاقة المتجددة المستدامة منخفضة الكربون، ضمن خطة أوسع لتحول الطاقة، وتحقيق أهداف الحياد الكربوني، وفق معلومات تثبتت منها منصة الطاقة المتخصصة.
ورصد موقع "أويل أند غاز ميدل إيست" أكبر 5 صفقات نفطية في الشرق الأوسط خلال شهر مايو/شباط (2023)؛ وجاءت تلك الصفقات مُرتبة كما يلي:
1- التعاون بين أرامكو وسينوك
يبرز التعاون بين أرامكو السعودية والشركة الوطنية الصينية للنفط البحري "سينوك"، بالمرتبة الأولى في قائمة أكبر 5 صفقات نفطية في الشرق الأوسط خلال شهر مايو/أيار (2023).
ومنحت عملاقة النفط الحكومية السعودية "أرامكو" عقدًا لتنفيذ أعمال الهندسة والشراء والبناء والتركيب لمشروعها البحري في السفانية، البالغة قيمته مليار دولار أميركي، إلى "سينوك"، وفق بيانات صادرة عن مؤسسة "دي إم إس بروجيكتس" التي تتعقب عشرات الآلاف من المشروعات.
وتشتمل أعمال الهندسة والشراء والبناء والتركيب لمشروع حقل السفانية البحري الذي جرى تقسيمه إلى 10 مناقصات، على 13 سترة بحرية سيجري بناؤها في مدينة تشينغداو في مقاطعة شاندونغ الواقعة على ساحل الصين الشرقي.
ووفقًا لتقارير إعلامية، تتوقع الشركة الوطنية الصينية للنفط البحري تسليم المشروع في يوليو/تموز (2024).
ويُعد حقل السفانية الكائن في المملكة العربية السعودية أكبر حقل نفطي بحري تقليدي في العالم، من حيث حجم الاحتياطيات المستخرجة، و-أيضًا- من حيث السعة الإنتاجية.
وتلامس السعة الإنتاجية لحقل السفانية النفطي الذي تملكه وتديره أرامكو، 1.3 مليون برميل يوميًا من الخام العربي الثقيل، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم التأخيرات في إنجاز المشروع، تتوقع تقارير أن تستحوذ أرامكو على ما نسبته 60% من عقود الواجهات العلوية، مدعومة في ذلك بتواصل الاستثمارات في مشروعات حقول أبوسعفة ومنيفة والسفانية والظلوف النفطية البحرية.
2- تطوير حقل الظلوف
في المرتبة الثانية في قائمة أكبر 5 صفقات نفطية في الشرق الأوسط، في مايو/أيار (2023)، تبرز الصفقة التي فازت بموجبها شركة "فيزيا إيطاليمبيانتي" الإيطالية المتخصصة في معالجة المياه وقطاع تحلية المياه بعقدين بقيمة 439 مليون دولار أميركي لبناء محطة لمعالجة المياه وإدارتها لصالح برنامج تطوير حقل الظلوف النفطي البحري العملاق التابع لشركة أرامكو.
وتمثّل العقود بداية اقتحام "فيزيا إيطاليمبيانتي" صناعة النفط والغاز، والعودة إلى قطاع التشغيل والصيانة في قطاع المياه.
العقد الأول، البالغة قيمته 327 مليون دولار، هو بمثابة اتفاق لتنفيذ أعمال الهندسة والشراء والبناء، الذي ستبني بموجبه "فيزيا إيطاليمبيانتي" محطة ضرورية لمنشآت المعالجة المركزية في حقل الظلوف، في إطار برنامج تطوير حقل الظلوف الواقع في الخليج العربي، لصالح أرامكو.
وستختص المحطة بمعالجة وتنقية وتصفية المياه بالنسبة إلى الحديد والمواد الصلبة العالقة بسعة إنتاجية قصوى تصل إلى 185 ألف متر مكعب يوميًا، وستُبنى المحطة لصالح تحالف يتألف من شركتي ألمار لحلول المياه والجميح للطاقة والمياه المحدودة نيابة عن أرامكو.
أما العقد الثاني، الذي تصل قيمته إلى 112 مليون دولار، فيشتمل على تشغيل المحطة وصيانتها -بعد بنائها- لمدة 25 عامًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتمتع "فيزيا إيطاليمبيانتي" بسجل قوي في منطقة الشرق الأوسط، إذ أنجزت مشروعات عدة ضخمة، من بينها إنشاء محطات تحلية ومعالجة المياه في البحرين والكويت وقطر والإمارات، لتوفر مياه الشرب لأكثر من 20 مليون شخص حول العالم.
ومن المتوقع أن يستغرق بناء محطة معالجة المياه لمنشآت النفط البحرية في حقل الظلوف السعودي 3 سنوات، كما أنه سيُسهم في توفير نحو 1500 وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
3- عقدا سايبم الإيطالية من شركة تركية
حصلت شركة "سايبم"، الإيطالية المتخصصة في خدمات حقول النفط، على عقدين بحريين جديدين بقيمة 850 مليون دولار أميركي، أحدهما لمشروع تنفيذ أعمال الهندسة والشراء والبناء والتركيب في البحر الأسود، والآخر يختص بأنشطة إيقاف التشغيل في بحر الشمال.
ويحل العقدان اللذان حصلت عليهما "سايبم" في المرتبة الثالثة في قائمة أكبر 5 صفقات نفطية في الشرق الأوسط خلال مايو/أيار الماضي 2023.
وفازت "سايبم" بالعقد الأول من قبل شركة "توركيش بتروليوم أو تي سي" التركية لتنفيذ المرحلة الثانية من حقل "صقاريا"، إلى جانب مشروع تنفيذ أعمال الهندسة والشراء والبناء والتركيب لخط أنابيب "16"، الذي يمتد بطول 175 كيلومترًا، ويقع على عمق 2200 متر في المياه التركية بالبحر الأسود.
وستبدأ العمليات البحرية في صيف عام 2024، بوساطة سفينة "كاستورون" الشهيرة المملوكة لـ"سايبم".
ومؤخرًا أنجزت "سايبم" بنجاح أعمال المرحلة الأولى من مشروع تطوير حقل غاز صقاريا، الذي منحته إياها "توركيش بتروليوم أو تي سي" في 2021.
العقد الثاني حصلت عليه "سايبم" من قبل شركة "إن كويست هيثر ليمتد"، ويختص بوقف تشغيل منصة "ثيستل إيه" الواقعة في قطاع المملكة المتحدة ببحر الشمال، على بُعد 510 كيلومترات شمال شرق مدينة أبردين الإسكتلندية، على عمق 161 مترًا تحت سطح الماء.
وتشتمل أنشطة "سايبم" على تنفيذ أعمال الهندسة والتجهيز والإزالة والتخلص من السترات والواجهات العلوية، مع إمكان نقلها إلى منشآت أخرى تحت سطح البحر.
وتُنفذ الأنشطة من قبل "سايبم 7000"، واحدة من كبريات سفن الرفع الثقيلة شبه الغاطسة في العالم.
4- عقد أدنوك مع "آي سي آر" البريطانية
في قائمة أكبر 5 صفقات نفطية في الشرق الأوسط، تبرز الصفقة المبرمة بين "أدنوك" الإماراتية، ونظيرتها البريطانية "آي سي آر إنتغريتي" في المركز الـ4.
فقد منحت شركة بترول أبوظبي "أدنوك" الإماراتية عقدًا ضخمًا إلى شركة "آي سي آر إنتغريتي"، المزود العالمي للحلول المتخصصة في الإصلاح والفحص والسلامة، ومقرها المملكة المتحدة.
وبموجب العقد، ستضطلع كل من "آي سي آر" وشريكتها الإماراتية أدفانسيد بترو سيرفيسيز "إيه بي إس"، بمهام تنفيذ مشروع الإصلاح المركب على مدار 5 سنوات، لجميع الأصول البحرية المملوكة لشركة أدنوك، حسبما قالت "آي سي آر" في بيان صحفي، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
لكن لم يكشف البيان عن قيمة العقد، مكتفيًا بالإشارة إلى أنه يتألف من 7 أرقام.
وقالت "آي سي آر"، إن فريقها المقيم في أبوظبي سيدعم الحقول الـ14 التابعة لشركة أدنوك البحرية، من بينها 4 جزر اصطناعية.
وقال مدير الإصلاحات المركبة العالمية في "آي سي آر"، إيوان روبرتسون: "نشعر بسعادة غامرة من إعلان هذا العقد الضخم الذي منحته لنا أدنوك البحرية، مع شريكتنا في الإمارات (إيه بي إس)".
وأضاف روبرتسون: "يوفر منتج تكنو وراب الوقت الثمين، إلى جانب وفورات في التكلفة لعملائنا، مع خفض التعطل في التشغيل إلى أقل حد ممكن، بجانب تقليص الانبعاثات الكربونية بنسبة 66%، مقارنة بطرق الاستبدال التقليدية".
وتعمل "آي سي آر"، ومقرها أبردين، في مواقع عالمية بقواعد تشغيلية في كل من المملكة المتحدة والنرويج وأبوظبي والولايات المتحدة وأستراليا.
5- عقد شل وورلي البريطانية
منحت عملاقة النفط الأنغلو هولندية شل اتفاقية مشروعات إطارية لنظيرتها البريطانية وورلي، لدعم مشروعات الأولى المُنفذة حول العالم.
وأعلنت وورلي، في بيان، أن اتفاقية المشروعات الإطارية ستسري لمدة 3 سنوات، مع خيارات بإضافة سنة أخرى لمرتين.
وتشتمل الاتفاقية على مجموعة واسعة من الخدمات، من بينها أعمال الهندسة والشراء وإدارة المشروع لجميع الأعمال التابعة لشركة شل.
وذكر البيان أن فرق تنفيذ المشروعات التابعة لشركة وورلي ستضع في أولوياتها تطبيق الرقمنة، خلال تنفيذها الخدمات الموكلة إليها.
وتُبنى اتفاقية المشروعات الإطارية الجديدة على اتفاقية مماثلة سابقة قوامها 5 سنوات، كانت قد أُعلنت في 22 مايو/أيار (2017).
وستعزّز وورلي، المزود العالمي لأعمال الهندسة والخدمات الإدارية للمشروعات، وجودها العالمي، عبر تقديم تلك الخدمات في كندا وأميركا وأوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وكذلك أستراليا.
وفي منطقة الشرق الأوسط، تنشط شل في بلدان مثل العراق وعمان والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وعلاوة على ذلك يشتمل العقد الذي يحل في المرتبة الـ5 في قائمة أكبر 5 صفقات نفطية في الشرق الأوسط، على آليات تحفيزية تهدف إلى منح مكافآت إجادة في عملية تنفيذ المشروعات.
موضوعات متعلقة..
- صفقات النفط والغاز في الشرق الأوسط وأفريقيا تنتعش.. هذه أبرز 5 خلال فبراير
- الإنفاق على مشروعات النفط والغاز البحرية قد يشهد أعلى نمو في عقد (تقرير)
- مشروعات النفط والغاز "فرس رهان" حكومات الشرق الأوسط لحل مشكلة البطالة
- الطلب على الغاز يهبط عالميًا بنسبة 30% بحلول نهاية 2030 (دراسة)
اقرأ أيضًا..
- تجارب اليورانيوم عالي التخصيب.. هل تجعل من أميركا ملهمة للجماعات المسلحة؟
- واردات الصين والهند من النفط الروسي تهبط بحصة الشرق الأوسط وأفريقيا
- قطر للطاقة توقع عقدًا لمدة 15 عامًا لتصدير الغاز المسال إلى بنغلاديش