وزير: أمن الكهرباء في الهند أهم من الحياد الكربوني (تقرير)
نوار صبح
- الهند أضافت 184 غيغاواط من الكهرباء من عام 2014 حتى الآن
- نصيب الفرد من انبعاثات الكربون في الهند يمثّل ثلث المتوسط العالمي
- الهند بحاجة لمواصلة إضافة قدرات الطاقة كي يستمر نموها في الأوقات المقبلة
- من المتوقع أن يتضاعف استهلاك الطاقة في الهند بحلول عام 2030
- الهند واحدة من أسرع الدول نموًا وسط طلب متسارع على الطاقة
يبدو أن استمرار نمو الطاقة في الهند مستقبلًا أصبح مرهونًا بمضاعفة قدراتها، إذ أكد وزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة راج كومار سينغ حاجة بلاده لمواصلة إضافة قدرات جديدة، مشيرًا إلى أن "الدولة أضافت 184 غيغاواط من الكهرباء منذ 2014 حتى الآن، لكنه استدرك وهو يخاطب الدورة السنوية لاتحاد الصناعة الهندي، قائلًا، إن تلك الإضافة "لا يكفي".
وأشار إلى أن نصيب الفرد من انبعاثات الكربون يمثّل ثلث المتوسط العالمي، ولن يكون هناك حل وسط لضمان توفير الكهرباء دون انقطاع، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال سينغ: "ما نحتاج إلى القلق بشأنه هو متطلبات الطاقة لنموّنا، ولا يمكن أن يكون هناك حل وسط في هذا الشأن، وإنَّ طلبَنا على الكهرباء ينمو بسرعة،" حسبما نشرته صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية (economictimes).
وتوقّع أن يتضاعف استهلاك الكهرباء بحلول عام 2030، قائلًا: "سنحتاج إلى زيادة القدرات حتى يتسنى لبلدنا أن ينمو".
أهمية تحقيق الحياد الكربوني
قال وزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة الهندي، راج كومار سينغ: "إن تحقيق الحياد الكربوني يُعدّ أمرًا مهمًا، ولكن الأهم من ذلك هو أننا نضمن ما يكفي من الكهرباء لنمونا".
وأكد الوزير لمجتمع المستثمرين أن الهند هي واحدة من أسرع الدول نموًا وسط طلب متسارع على الطاقة، ما يجعلها سوقًا كبيرًة للمستثمرين".
وخاطب الوزير راج كومار سينغ المستثمرين قائلًا: "الطلب موجود، تعالوا واستثمروا، لقد تصدّينا للتحديات، لقد اهتممنا بتحدي الجدوى، وعالجنا دفع كل من المستحقات القديمة والمستحقات الحالية".
وأوضح "لقد قمنا بتخفيض المستحقات القديمة إلى ما يقرب من 50% مما كانت عليه سابقًا، ونسعى لمحوها في غضون 8-9 أشهر أو نحو ذلك، كما أُسقِطَت الخسائر الناجمة عن شركات توزيع الكهرباء، وأجرينا تعديلات في قطاع الكهرباء".
وأكد أنه "لا توجد مشكلة في الاستثمار في قطاع الكهرباء الآن، فالسوق تنمو، لقد غيّرنا الأنظمة بطريقة تجعل القطاع أسلم مما كان عليه من قبل،" وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
أنظمة لضمان عدم تعرُّض القطاع للخطر
ندّد وزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة الهندي، راج كومار سينغ، بوعود الكهرباء المجانية، وقال، إن ذلك يعني أن دافعي الضرائب يتحملون العبء الأكبر.
وأوضح "لا يوجد شيء مثل الكهرباء المجانية، التي يترتّب على شخص ما أن يدفع ثمنها، سيتعين على حكومات الولايات التي تعلن مجانية الكهرباء أن تدفع ثمنها من موازنتها.
وأردف قائلًا: "لقد وضعنا نظامًا ينص على أنه إذا لم تدفع شركات توزيع الكهرباء مقابل الكهرباء التي تستهلكها، فستُقطَع الكهرباء تلقائيًا، دون أيّ تدخّل بشري ".
وأشار الوزير إلى أن الهند رائدة على مستوى العالم في تحول الطاقة، وقال: "لقد تعهدنا أنه بحلول عام 2030، سيكون لدينا 40% من كهربائنا من الوقود غير الأحفوري، وقد حققنا ذلك بحلول عام 2021، أي 9 سنوات مقدمًا".
ضمان مسار تحوّل الطاقة المتجددة
قال وزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة الهندي، راج كومار سينغ: "إن الحكومة عالجت تحديات زيادة سعة مصادر الطاقة المتجددة".
وأضاف: "كان هناك بعض التردد من جانب هيئات تنظيم الكهرباء الحكومية في تحديد التزامات شراء الطاقة المتجددة بما يتناسب مع التزامات حكومة الهند"، حسبما نشرته صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية (economictimes) في 26 مايو/أيار.
وأوضح أن التعديل في قانون الحفاظ على الطاقة يتضمن شرطًا لتحديد مسارات التحول إلزاميًا، لذلك لا يمكن لهيئات تنظيم الكهرباء الحكومية تحديد أيّ مسار منفصل.
وأكد أنه إذا لم يُتَّبَع المسار، فستكون هناك غرامات ضخمة، لذلك ليس هناك شكّ في عدم اتّباعها، وهذا أمر منطقي لأن الطلب آخذ في الازدياد".
وفي حديثه عن أهمية الطاقة الكهرومائية في موازنة السعة الهائلة المضافة إلى الطاقة المتجددة، قال الوزير، إن الطاقة الكهرومائية صديقة للبيئة.
تقليل تكاليف تخزين الطاقة في الهند
في شرح مفصّل لنهج السياسة للحكومة، قال وزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة الهندي، راج كومار سينغ، إن الوزارة ستطلب من الولايات تحديد نوع الكهرباء التي ستحتاجها، وستصمَّم العطاءات بما يتماشى مع متطلباتها، مشيرًا إلى اتخاذ خطوات لخفض تكلفة تخزين الطاقة في الهند.
وعبّر عن أمله أن يصبح التخزين أيضًا قابلًا للتطبيق بحلول ذلك الوقت، مضيفًا: "نحن نتابع بنشاط طرق ووسائل التنويع في معالجة مشكلات سلسلة التوريد، ونحن مهتمون أيضًا بالتقنيات البديلة".
وقال الوزير، إن دول العالم المتقدم التي تلقي محاضرات عن السوق الحرة بدأت في وضع حواجز ضخمة من حيث دعم الهيدروجين الأخضر، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأكد أنه "على الرغم من حقيقة أننا نواجه العديد من الحواجز، سنصبح بلداً رائدًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وسنواصل ريادتنا في تحوّل الطاقة، نحن بحاجة إلى إضافة السعة، وإضافة السعة من خلال مصادر الطاقة المتجددة باستعمال خطة "اِصنع في الهند"، وهي إحدى أولوياتنا".
وأوضح الوزير أن الحكومة ستقوم بتغيير قواعد العطاءات بحيث تنص على أن الإخفاق في الالتزام بموعد التشغيل التجاري المقرر سيؤدي إلى حرمان مقدّم العطاء من التقدّم لمدة عام واحد، كما أن الإخفاق في المرة الثانية سيؤدي إلى منعه من تقديم العطاءات.
وردّا على سؤال بشأن الطاقة النووية قال الوزير، إن البلاد ترحّب بها، وقال: "إنها نظيفة تمامًا، وتمتلك معظم البلدان المتقدمة الطاقة النووية بصفتها جزءًا من معادلتها عندما تفكر في الحياد الكربوني".
دور الهيدروجين الأخضر في تحول الطاقة
في حديثه عن دور الهيدروجين الأخضر في خطة تحول الطاقة في الهند، قال وزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة الهندي، راج كومار سينغ: "بينما لدينا أقلّ تكلفة لإنتاج الطاقة المتجددة في العالم، لا يمكننا التعامل مع الدول التي تقدّم دعمًا بنسبة 100%".
وردًّا على سؤال عن طريقة معالجة تفضيلات المستهلكين للمنتجات المصنّعة باستعمال الطاقة الخضراء، ذكّر الوزير الجمهور "بأن 25% من الكهرباء التي نستهلكها اليوم خضراء بالفعل".
وأضاف أنه "بحلول عام 2030، سيكون ما يقرب من 50% من الكهرباء خضراء".
وفيما يتعلق بدَوْر البحث والتطوير، قال الوزير: "لكي يكون البحث والتطوير فاعلًا، يجب أن يكون في شراكة مع الصناعة، بما في ذلك العلماء والمهندسون والأوساط الأكاديمية"، ملمّحًا إلى ضرورة إطلاق السندات الخضراء.
اقرأ أيضًا..
- الطلب على النفط في النصف الثاني من 2023.. أنس الحجي يقدم رؤيته
- أكبر 6 ناقلات غاز مسال في العالم.. قطر تستحوذ على النصف (صور)
- أرخص طريقة لإنتاج الهيدروجين الأزرق عبر تقنية جديدة