قطاع الهيدروجين الأخضر الأسترالي يتلقى أكبر استثمار في تاريخ البلاد
نوار صبح
- تقوم على تطوير مشروع هيدروجين كوينزلاند الوسطى شركة ستانويل لتوليد الكهرباء
- سيجري إسالة الهيدروجين أو تحويله إلى الأمونيا للتصدير إلى اليابان
- مشروع ستانويل يمثّل فرصة لإنتاج الهيدروجين المتجدد في المدى القريب على نطاق عالمي واسع
- تشير التقديرات إلى أن المشروع سيوفّر ما يقرب من 9 آلاف وظيفة
بات الهيدروجين الأخضر في أستراليا على مشارف نقلة نوعية، عقب تعاون الحكومة الفيدرالية وحكومة ولاية كوينزلاند مع تحالف من شركات الطاقة الأسترالية واليابانية، لتمويل أكبر استثمار من نوعه في تاريخ البلاد في مشروع للوقود النظيف المنتج باستعمال مصادر الطاقة المتجددة.
والتزمت هذه الأطراف بتقديم 117 مليون دولار لتمويل تطوير مشروع هيدروجين كوينزلاند الوسطى (سي كيو-إتش 2) في غلادستون، حسبما نشرته مجلة بي في ماغازين أستراليا (pv-magazine-australia).
وتقوم على تطوير مشروع هيدروجين كوينزلاند الوسطى شركة ستانويل لتوليد الكهرباء المملوكة لحكومة ولاية كوينزلاند، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
يأتي ذلك بالاشتراك مع شركات الطاقة اليابانية: إيواتاني، وكانساي إلكتريك باور كوربوريشن، وماروبيني وكاوازاكي للصناعات الثقيلة، ومجموعة أعمال البنية التحتية للطاقة في العاصمة الأسترالية سيدني.
تمويل يفوق 80 مليون دولار
التزم شركاء التحالف، في 26 مايو/أيار الجاري، بتمويل مقداره 81.8 مليون دولار، لتمويل التصميم الهندسي ودراسة الجدوى لمشروع هيدروجين كوينزلاند الوسطى.
وسيوفر المشروع 3 غيغاواط من سعة المحلل الكهربائي القادر على إنتاج ما يصل إلى 800 طن من الهيدروجين الأخضر يوميًا للتصدير إلى اليابان واستعماله في الصناعة المحلية.
وبدورها، ستوفر الوكالة الأسترالية للطاقة المتجددة (أرينا) 20 مليون دولار من التمويل، في حين ستوفر حكومة كوينزلاند 15 مليون دولار.
وستحقق الدراسة في تطوير منشأة إسالة الهيدروجين في ميناء غلادستون، التي ستنتج 400 طن يوميًا من الهيدروجين المسال للتصدير بحلول نهاية عام 2030.
وقال وزير الطاقة الفيدرالي، كريس بوين، إن الانتهاء من التصميم الهندسي ودراسة الجدوى سيقرّب المشروع خطوة واحدة من قرار الاستثمار النهائي، المخطط له في أواخر عام 2024، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف بوين: "مشروعات مثل هذه تُعدّ مهمة لتوسيع نطاق صناعة الهيدروجين الأخضر في أستراليا".
وأوضح: "تلتزم الحكومة بجعل أستراليا قائدًا عالميًا للهيدروجين، ومشروع مثل هيدروجين كوينزلاند الوسطى يمكن أن يمهّد الطريق لتصدير الهيدروجين المتجدد إلى السوق الدولية".
وأشار إلى أن "اليابان وكوريا والصين تعدّ 3 من أكبر شركائنا التجاريين، وقد أكدت جميعًا التزامات واضحة لزيادة استعمال الهيدروجين، مع التركيز على إنشاء سلاسل التوريد الدولية للواردات".
مشروع هيدروجين كوينزلاند الوسطى
من المتوقع أن يتضمن مشروع هيدروجين كوينزلاند الوسطى، الذي يجري تطويره في منطقة ألدوغا، على بعد نحو 20 كيلومترًا شمال غرب غلادستون، في البداية تركيب ما يصل إلى 640 ميغاواط من سعة المحلل الكهربائي لإنتاج 73 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2028. وستصل هذه السعة إلى 3 غيغاواط، التي تنتج إلى 292 ألف طن سنويًا بحلول عام 2031، حسبما نشرته مجلة بي في ماغازين أستراليا (pv-magazine-australia) في 26 مايو/أيار الجاري.
وستجري إسالة الهيدروجين أو تحويله إلى الأمونيا للتصدير إلى اليابان وربما تصاعد الصناعة المحلية.
يقول الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة المتجددة الأسترالية دارين ميلر، إن أستراليا في وضع جيد للاستفادة من فرص التصدير إلى آسيا، ومع ذلك فإن انفتاحها سيتطلب التطوير السريع لإنتاج الهيدروجين والتصدير الكبير بأسعار تنافسية من التكلفة العالمية.
وأضاف: "يمثّل مشروع ستانويل فرصة لإنتاج الهيدروجين المتجدد في المدى القريب على نطاق عالمي واسع".
وأردف قائلًا: "يمكن أن يساعد تطوير مركز للهيدروجين المتجدد في غلادستون على إزالة الكربون من المرافق الصناعية الثقيلة في المنطقة، وإنشاء سلسلة توريد للتصدير بين أستراليا واليابان وسنغافورة".
وأشار ميلر إلى أن مشروع هيدروجين كوينزلاند الوسطى يمكن أن يوفر "معلومات قيّمة بشأن التكلفة الحالية لإنتاج الهيدروجين من الطاقة المتجددة على نطاق واسع".
وأضاف "أن هذه المعلومات تعدّ أمرًا بالغ الأهمية لتوسيع نطاق إنتاج الهيدروجين في أستراليا وتطوير الصناعة المحلية وتصدير للهيدروجين المتجدد بما يتماشى مع طموحات البلاد".
وقال وزير الطاقة في ولاية كوينزلاند، ميك دي بريناي، إن مشروع هيدروجين كوينزلاند الوسطى سيساعد في ترسيخ مكانة الولاية بصفتها منتِجًا عالميًا بارزًا للهيدروجين وإتاحة فرص اقتصادية ضخمة.
وتشير التقديرات إلى أن المشروع سيخلق ما يقرب من 9 آلاف وظيفة وأكثر من 17.2 مليار دولار في صادرات الهيدروجين على مدار مدة التشغيل لـ30 عامًا.
وأوضح "أن الهيدروجين الأخضر يمثّل الحدود التالية للموارد لعالم متعطش لمصادر الطاقة المتجددة، وهي صناعة الهيدروجين الأخضر في كوينزلاند، التي ستضمن أعظم ظروف المناخ والوظائف وفرصة التصدير في جيل واحد".
وتابع قوله: "نحن نكتب فصلًا جديدًا، ونشقّ طريقنا لضمان استفادة من شمس كوينزلاند، والرياح والماء، للمساعدة في إزالة الكربون لبلادنا، والعالم".
تمويل التصميم الهندسي ودراسة الجدوى
يأتي تمويل التصميم الهندسي ودراسة التكاليف، بعد أن توصلت دراسة جدوى بقيمة 10.4 مليون دولار أن مشروع هيدروجين كوينزلاند الوسطى المقترح يُعدّ ممكنًا تقنيًا وقابلًا للتطبيق تجاريًا، "بفضل الدعم الحكومي المناسب في المراحل الأولية".
وحصلت شركة توليد الكهرباء ستانويل سابقًا على موقع مساحته 236 هكتارًا في منطقة ألدوغا لقاعدة إنتاج الهيدروجين، وتسعى الشركة للحصول على موقع بمساحة 100 هكتار في ميناء غلادستون ليكون بمثابة قاعدة تسييل وتحميل الهيدروجين.
ووُقعت مذكرة تفاهم تتيح إنشاء ربط مباشر بين منشأة إنتاج الهيدروجين ومزرعة ألدوغا للطاقة الشمسية التابعة لشركة الطاقة المتجددة الإسبانية أكسيونا إنرجيا، بقدرة 600 ميغاواط، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت شركة أكسيونا -سابقًا- أن بناء مزرعة ألدوغا للطاقة الشمسية من المقرر أن يبدأ في وقت لاحق من هذا العام، ومن المقرر أن تبدأ الإنتاج الأولي في ديسمبر/كانون الأول 2025.
اقرأ أيضًا..
- هل تنخفض أسعار النفط الخام في النصف الثاني من 2023؟ أنس الحجي يجيب
- استثمارات المركبات الكهربائية عالميًا ترتفع 18 مرة خلال 6 سنوات (تقرير)
- 4 دول تستحوذ على أكثر من نصف الطلب على الفحم الحراري في العالم