مجموعة الـ7 تواجه انتقادات من منظمات دينية دولية لفشلها في وقف الفحم
داليا الهمشري
عبّرت المنظمات الدينية الدولية الكبرى عن استيائها من نتائج اجتماع مجموعة الـ7 الصناعية في هيروشيما، ولا سيما من فشل رؤساء الدول في تحديد موعد للتخلص من الفحم وتمويل الخسائر والأضرار المتعلقة بالمناخ.
وجددت الجماعات الدينية -خلال بيان لمنظمة غرينفيث اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- دعواتها لمعاهدة عدم انتشار الوقود الأحفوري.
وكان وزراء الطاقة والبيئة بمجموعة الـ7 الصناعية قد اختتموا اجتماعاتهم، يوم 15 أبريل/نيسان (2023)، في العاصمة اليابانية طوكيو بالموافقة على عدم بناء محطات كهرباء جديدة تعتمد على حرق الفحم، إلا أن الاجتماعات فشلت في التوصل إلى موعد للتخلص النهائي من الفحم.
رسالة مفتوحة
شاركت 6 منظمات ومؤسسات دينية تضم أكثر من 600 مليون عضو في أكثر من 190 دولة في كتابة رسالة مفتوحة إلى قادة مجموعة الـ7 الصناعية عبّرت فيها عن خيبة أملهم، ودعت إلى ضرورة اتخاذ مزيد من الإجراءات.
والمؤسسات الدينية التي شاركت في الدعوة هي منظمة غرينفيث (الإيمان الأخضر) والكنيسة الأنجليكانية بجنوب أفريقيا (تضم 13 دولة أفريقية)، ومنظمة سوكا غاكاي (مؤسسة بوذية عالمية مقرها اليابان)، ومجلس أساقفة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، ومنظمة الإغاثة الإسلامية العالمية، وحركة لاوداتو سي الدينية الكينية.
وعبّر المشاركون في الرسالة -التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- عن امتنانهم من بذل الحكومات مزيدًا من الجهد للتصدي لتغير المناخ، إلا أنهم استنكروا إصرار هذه الحكومات على دعم مشروعات الوقود الأحفوري الجديدة.
ودعت المنظمات الدينية قادة مجموعة الـ7 الصناعية الكبرى لوقف الموافقات على مشروعات الفحم والنفط والغاز الجديدة، والمساهمة في تمويل صندوق الخسائر والأضرار الذي تمخضت عنه قمة المناخ السابقة كوب 27 لضمان تمويل انتقال عادل للطاقة للمجتمعات المتأثرة.
خيبة أمل
أعرب الزعماء الدينيون عن خيبة أملهم الشديدة من وصف قادة مجموعة الـ7 الصناعية للاستثمار العام في الوقود الأحفوري بأنه "مناسب"، وعرقلة جهود الالتزام بموعد للتخلص التدريجي من الفحم المحلي.
وقال أحد قادة منظمة سوكا غاكاي -وهي مؤسسة بوذية عالمية مقرها اليابان- توموهيكو أيشيما: "إن الأشخاص الأكثر ضعفًا هم الذين يعانون أسوأ آثار تغير المناخ، وبصفتنا أشخاصًا مؤمنين، يجب أن نقف إلى جانبهم ونعارض جميع الاستثمارات الإضافية في الوقود الأحفوري التي تسبب الكثير من الضرر".
من جانبه، أكد مدير مجلس الكنائس العالمي القس الدكتور كينيث متاتا، أن الوقود الأحفوري يسهم إلى حد بعيد في تغير المناخ، مطالبًا بضرورة التوقف الفوري لاقتصاد الوقود الأحفوري من أجل الأجيال القادمة والأكثر ضعفًا".
تمويل صندوق الخسائر والأضرار
جددت المنظمات الدينية الدعوات لضخ الأموال في صندوق الخسائر والأضرار لتوفير الموارد للدول المعرضة لآثار التغيرات المناخية، وأعربت عن خيبة أملها لأن قادة مجموعة الـ7 فشلوا في تحقيق هذا الهدف.
وأكد رئيس منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية شاهين أشرف، أن التزام الدول بمعاهدة الوقود الأحفوري يُعَد واجبًا أخلاقيًا، داعيًا حكومات دول العالم إلى التضافر للتكيف مع انهيار المناخ ومعالجة الخسائر والأضرار.
وأشار الزعماء الدينيون إلى أن موجات الجفاف والفيضانات والظواهر المناخية المتطرفة التي تسببها التغيرات المناخية تضر بالمحاصيل، وتقلل موارد المياه وتحد من الوصول إلى الموارد الطبيعية؛ ما يؤدي إلى صراع مجتمعي على الموارد.
من جانبه، أوضح المدير التنفيذي لمنظمة غرينفيث "السلام الأخضر" فليتشر هاربر، أن معظم الأشخاص الذين نزحوا بسبب تغير المناخ هم من النساء، وهن معرضات للخطر بشكل خاص، قائلًا: "الأديان تعلمنا ضرورة تكريم المرأة، لا خلق الظروف لانتهاكها".
الوقف الفوري للمشروعات
جددت المنظمات الدينية الـ6 في بيانها -الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- تأييدها للدعوة متعددة الأديان لمعاهدة عدم انتشار الوقود الأحفوري، وهي مبادرة حظيت بتأييد أكثر من 100 من حائزي جائزة نوبل، و85 مدينة وحكومة حول العالم، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمات الدينية التي يتجاوز عدد أعضائها 1.5 مليار شخص.
وتدعو المبادرة إلى وضع معاهدة لوضع حد فوري لمشروعات الوقود الأحفوري الجديدة، والتخلص التدريجي المنصف من إنتاج الفحم والنفط والغاز الحالي، والالتزام بالانتقال العادل للبلدان والمجتمعات والعمال المتأثرة بالمناخ.
وقال مدير المشاركة العالمية لمبادرة المعاهدة هارجيت سينغ: "لقد مر عام منذ أن بدأت المجتمعات الدينية والروحية المتنوعة في دعوة الحكومات إلى معاهدة عدم انتشار الوقود الأحفوري".
أسلحة الدمار الشامل
أوضح سينغ أن رسالة المنظمات الدينية إلى قادة مجموعة الـ7 تعزز مطالبهم بضرورة التخلص التدريجي من النفط والغاز والفحم، التي تُعد أسلحة الدمار الشامل في العصر الحديث.
وطلب القادة الدينيون في جميع أنحاء العالم من قادة مجموعة الـ7 تحويل أقوالهم إلى أفعال من خلال الموافقة على مطلب معاهدة الوقود الأحفوري، ووضع إطار عالمي جديد للوفاء بالتزاماتهم لمساعدة البلدان النامية على الانتقال العادل من الوقود الأحفوري إلى أنظمة الطاقة المتجددة.
بينما أكد السكرتير التنفيذي لمجلس أساقفة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي خورخي إدواردو لوزانو، أن الوقت قد حان لتبني معاهدة شبيهة بمعاهدة انتشار الأسلحة النووية، ولكن هذه المرة في شكل معاهدة حظر انتشار الوقود الأحفوري.
وشدد لوزانو على أن مثل هذه المعاهدة تُعَد أمرًا عاجلًا وضروريًا لمواجهة أزمة المناخ الملحة المرتبطة مباشرة بالاعتماد على الفحم والنفط والغاز.
ودعا بضرورة الاعتراف بالمسؤولية الأخلاقية لإنهاء عصر استهلاك الوقود الأحفوري وإعطاء الأولوية لخلق مستقبل مستدام لجميع أفراد الأسرة البشرية.
موضوعات متعلقة..
- معركة استثمارات الغاز بين مجموعة الـ7 ونشطاء المناخ.. من يربح في النهاية؟
- الطاقة المتجددة في ميزان مجموعة الـ7.. مستهدفات جديدة ومساحة لاستثمارات الغاز
- مجموعة الـ7 تخسر معركة التخلص من الفحم.. وتفشل في تحديد موعد
اقرأ أيضًا..
- إيرادات السعودية من تصدير النفط تتعرض لضغوط هبوطية في الربع الأول 2023 (إنفوغرافيك)
- نوفاك يتوقع تجاوز أسعار النفط 80 دولارًا للبرميل ويتحدث عن اجتماع أوبك+
- جنوح سفينة في قناة السويس قادمة من السعودية.. ونجاح جهود تعويمها (فيديو)
- وكالة الطاقة الدولية: استثمارات الطاقة الشمسية قد تتجاوز النفط للمرة الأولى في 2023