التنقيب عن النفط في زيمبابوي يواجه مقاومة لحماية الحياة البرية
ومطالب برفض المشروع
أحمد أيوب
يواجه التنقيب عن النفط في زيمبابوي مقاومة من جانب نشطاء، بدعوى تشكيله خطرًا على الحياة البرية وعرقلة النشاط السياحي في منطقة من أهم محميات الحياة البرية بالبلاد.
يأتي هذا بينما تعترض شركات التخييم السياحية على منح السلطات تراخيص لشركة "شالوم للتعدين المحدودة" للتنقيب عن النفط في منطقة تقع في نطاق محمية "مانا بولز" الوطنية للحياة البرية، وفقًا لما نشرته بلومبرغ.
وتقول السلطات، إن عليها البتّ في الطلب المقدّم من الشركة، معللةً ذلك بأنّ جزءًا من مشروع التنقيب عن النفط في زيمبابوي لا يقع في نطاق المحمية الوطنية، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
اعتراضات على التنقيب
احتجت شركة التخييم السياحية "أفريكان بوش كامبس" على برنامج -قيد المناقشات- بشأن التنقيب عن النفط في زيمبابوي بمنطقة داخل محمية "مانا بولز" الوطنية للحياة البرية.
وقالت الشركة في خطاب رسمي موجّه لمجلس شؤون التعدين، يوم 15 مايو/أيار الجاري 2023، إن مشروع التنقيب عن النفط في زيمبابوي سيكون له تأثير سلبي كبير في التنوع البيولوجي للمحمية، فضلًا عن دوره المحتمل في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقالت الشركة في خطابها: "يأتي آلاف السياح إلى زيمبابوي كل عام للتمتع بأجواء الحياة البرية، لا سيما منطقة "مانا بولز"، مُضيفة أن أيّ مقترحات للتنقيب عن النفط في المنطقة من شأنها أن تؤدي إلى تآكل ثقة السائحين، ليس فقط في محمية مانا بولز، ولكن في زيمبابوي عمومًا".
وفي الإطار ذاته، اعترضت -أيضًا- شركة "ويلدرنيس سفاريس" التي تدير 3 معسكرات للتخييم في محمية مانا بولز على برنامج التنقيب عن النفط.
وتكلّف الليلة الواحدة في معسكر التخييم نياماتوسي الذي تديره شركة "أفريكان بوش كامبس" ما يزيد على 1100 دولار أميركي، فيما تتقاضى شركة "ويلدرنيس سفاريس" 1500 دولار أميركي في أحد معسكرات التخييم التابعة لها بمحمية مانا بولز.
وتقدمت شركة "شالوم للتعدين" بطلب للحصول على رخصة للتنقيب عن النفط في زيمبابوي بمنطقة قريبة من محمية مانا بولز على مساحة 130 ألف هكتار.
ويعدّ يوم الجمعة آخر يوم لتقديم أيّ شكاوى أو اعتراضات على المشروع، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
محمية مانا بولز
تقع محمية مانا بولز الوطنية على الضفة الجنوبية لنهر زامبيزي الذي يحدّ كلًا من دولتي زيمبابوي وزامبيا، وهي إحدى مناطق التنقيب عن النفط في زيمبابوي.
ويمر النهر عبر منطقة سهلية منبسطة، ويجذب قطعان الأفيال والجاموس ويعدّ موطنًا للأسود والفهود، إذ صنّفت محمية مانا بولز والمناطق المحيطة بها بأنها موقع للتراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
ويقع الموقع التراثي على مساحة 676 ألفًا و600 هكتار (1.67 مليون فدان)، ويمتد على محمية مانا بولز الوطني ومناطق سابي وتشور سفاري، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي استجابة حكومية، قالت نائبة وزير المناجم، بوليت كامبامورا :"تلقّينا ردودًا ومن المقرر عرضها على مجلس شؤون التعدين"، مضيفة أن موعد اجتماع مجلس الإدارة لم يتحدد بعد.
وخلال الأسبوع الجاري، تساءل عدد من البرلمانيين في زيمبابوري عن أسباب بحث إمكان منح الشركة رخصة للتنقيب عن النفط في المنطقة، على الرغم من أن السياسات الحكومية لا تسمح بالتنقيب في المحميات.
وردًا على ذلك، قالت كامبامورا، إن جزءًا من الطلب الذي تقدّمت به الشركة لا يقع في أيّ من مناطق المحمية، وإنه يجب المضي قدمًا في البت بالطلب، وهذا ضمن إجراءات منح تراخيص التنقيب عن النفط في زيمبابوي.
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2020، كانت زيمبابوي قد ألغت تصاريح التنقيب عن الفحم، التي مُنحت في متنزه هوانغ الوطني شمال غرب البلاد بعد اعتراضات نشطاء بيئيين.
موضوعات متعلقة..
- اكتشاف نفط وغاز في زيمبابوي على يد شركة أسترالية
- بعد توقف الصين عن تمويل محطات الفحم.. زيمبابوي تواجه أزمة
اقرأ أيضًا..
- إكسون موبيل قد تخسر 350 مليون دولار شهريًا في غايانا.. هل يتوقف الإنتاج؟
- توليد الكهرباء من الطاقة النووية يشهد انتعاشة عالمية مستقبلًا بمفاعلات جديدة (تقرير)
- قطاع الكهرباء في العراق يواجه أزمة جديدة بسبب الغاز الإيراني