أول محطة لتزويد المركبات الثقيلة بوقود الهيدروجين الأخضر في ألمانيا.. مشروع جديد
أسماء السعداوي
تمثّل أول محطة لتزويد المركبات الثقيلة بوقود الهيدروجين الأخضر في ألمانيا خطوة واسعة على طريق تحول الطاقة، لا سيما في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تسبَّب في قطع كثير من إمدادات الطاقة.
وتسعى ألمانيا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045، وترى في الهيدرجين الأخضر -الأقلّ تسببًا في الانبعاثات الضارة- سبيلًا أكثر كفاءة لتقليل الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة الصناعية وقطاع النقل الثقيل.
وفي هذا الصدد، أعلنت شركتان عملاقتان بمجال الطاقة في ألمانيا، عزمهما العمل معًا لإنشاء أول محطة لتزويد المركبات الثقيلة بوقود الهيدروجين الأخضر في ألمانيا، حسب تقرير نشره موقع "غرين كار كونغرس" (greencarcongress)، والذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع انطلاق أول محطة لتزويد المركبات الثقيلة بوقود الهيدروجين، المشتركة بين شركتي آر دبليو إي (RWE) ووستفاليا غروب (Group Westfalen) الألمانيتين، قبل نهاية هذا العام (2023)، بشروط تجاوز مراجعة لمكتب مكافحة الاحتكار.
الهيدروجين في ألمانيا
بدءًا من العام المقبل (2024)، سيتسنّى لمركبات نقل البضائع والحافلات ومركبات نقل القمامة والشاحنات الصغيرة ومركبات استعمال أول محطة لتزويد المركبات الثقيلة بوقود الهيدروجين الأخضر، في انطلاقة مبشرة لأول شبكة وطنية لذلك النوع من المحطات.
وبعد إنشاء أول محطة لتزويد المركبات الثقيلة بوقود الهيدروجين الأخضر، من المتوقع بناء 70 محطة أخرى، بحلول نهاية العقد الحالي في عام 2030، وهذا يتوقف على تطور السوق.
وفي البداية، ستتركز المشروعات الجديدة في ولايتي شمال الراين- وستفاليا وسكسونيا السفلى.
وسيُنَسَّق نشر المحطات مع شركات اللوجيستيات هناك، فالمحطات الأولى ستكون قريبة من المراكز اللوجيستية التي ستهيّئ ظروفًا مثلى للتشغيل المجدي اقتصاديًا لمحطات الهيدروجين الأخضر في ألمانيا.
يلي ذلك إقامة محطات على الطرق الواقعة على الطرق السريعة، بحسب التقرير الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وستُقام أول محطة لتزويد المركبات الثقيلة بوقود الهيدروجين الأخضر في ألمانيا، أمام ساحة محطة تزويد المركبات بالغاز التابعة لشركة آر دبليو إي في إمسلاند.
وفي موقع محطة الغاز بإمسلاند، تطور شركة ري دبليو إي حاليًا محللًا كهربائيًا تجريبيًا بقوة 14 ميغاواط لإنتاج الهيدروجين الأخضر اللازم لتزويد محطة الوقود ومحطة التعبئة الجديدتين.
من جانبها، ستقوم شركة وستفاليا بإدارة المحطة، والتي ستتضمن أيضًا محطة لتعبئة المقطورات بالهيدروجين الأخضر، لتمكين الناقلات من توصيل الوقود النظيف إلى المستهلكين الآخرين بالمنطقة.
وستمول وزارة الشؤون الرقمية والنقل مشروع أول محطة لتزويد المركبات الثقيلة بوقود الهيدروجين الأخضر، بقيمة 6 ملايين يورو (6.49 دولارًا أميركيًا)، ضمن البرنامج الوطني لابتكار تكنولوجيا الهيدروجين وخلايا الوقود.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين المختلفة طبقًا لمصدر الطاقة المستعمَل خلال عملية الإنتاج، وكذلك الأثر البيئي الناتج عن خطوات إنتاج كل منها، وفق بيانات أوابك:
الهيدروجين الأخضر في ألمانيا
بالإضافة إلى توجّهها لبناء أول محطة لتزويد الشاحنات الثقيلة بالهيدروجين، تمثّل الطاقة المتجددة في ألمانيا طوق نجاة للخروج من أزمة الطاقة التي أثّرت في سلاسل التوريد العالمية، وأعقبها ارتفاع مهول في الأسعار، بعد انطلاق شرارة الحرب الروسية الأوكرانية.
وستصبح ألمانيا أكبر مستوردي الهيدروجين الأخضر بين دول شمال أوروبا خلال العقد المقبل (2030)، بحسب تقرير نشرته شركة أورورا لأبحاث الطاقة والاستشارات المالية عبر موقعها الرسمي.
وفي هذا الصدد، أعلنت شركة "غاسكيد" الألمانية ونظيرتها البلجيكية "فلوكسيس" أنهما ستبنيان خط أنابيب لنقل الهيدروجين من بحر الشمال، بحسب تقرير نشره موقع "بلقان غرين إنرجي نيوز" (Balkan Green Energy News).
من المتوقع أن يبلغ طول إن خط الأنابيب البحري أكثر من 400 كيلومتر، ويهدف إلى جمع الهيدروجين من مواقع إنتاج متعددة، مع توفير إمكان الربط بتدفقات الهيدروجين الدولية الأخرى عبر بحر الشمال، حسبما قال المدير الإداري لشركة "غاسكيد" كريستوف فونديم بوسش،
وبحلول عام 2035، سيتمكن خط الأنابيب تحت سطح البحر من نقل نحو مليون طن من الهيدروجين سنويًا إلى ألمانيا، بحسب بيان مشترك لشركتي "غاسكيد" و"فلوكسيس".
وأوضحت الشركتان أن الدراسات تحدد ما يصل إلى 100 غيغاواط من إمكانات إنتاج الهيدروجين الأخضر في بحر الشمال الألماني والأوروبي.
وفي السياق ذاته، أعلنت ألمانيا اعتزامها الانضمام لخطّ أنابيب الهيدروجين "إتش 2 ميد" العابر للحدود، لربط أراضيها بالخط الجديد.
كما ستشارك ألمانيا في بناء خطَّي أنابيب هيدروجين آخرين، وستعمل أيضًا مع النرويج، لإنتاج الهيدروجين الأخضر في بحر الشمال، ونقله تحت سطح البحر، لتغذية محطات الكهرباء العاملة بالغاز.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في ألمانيا يشهد تطورات مهمة
- الهيدروجين الأخضر في ألمانيا يترقب مشروعًا عملاقًا
- ثالث أكبر شركة حديد في أستراليا تستثمر بالهيدروجين الأخضر في ألمانيا
اقرأ أيضًا..
- أكبر 10 حقول نفط في العالم حسب الاحتياطيات المؤكدة المتبقية (إنفوغرافيك)
- مشروعات المعادن الأرضية النادرة في أستراليا تجذب تمويلات بـ33 مليون دولار
- خبير: استعمال الطاقة النووية في الدول العربية يفيدها اقتصاديًا وبيئيًا