بعد بيان مثير للجدل.. هل مصر دولة مصدّرة للسولار؟
داليا الهمشري
أثار بيان صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء -يوم الأحد 7 مايو/أيار (2023)- عن انخفاض صادرات مصر من السولار حالة من الجدل، في الوقت الذي تُعرف فيه البلاد باستيراد هذا النوع من المشتقات النفطية.
وأكد البيان أن قيمة صادرات السولار سجلت 161.4 مليون دولار خلال العام الماضي (2022)، مقابل 404.5 مليون دولار خلال عام 2021، بنسبة انخفاض قدرها 60.1%.
بينما سلّط الضوء على ارتفاع قيمة واردات السولار إلى 3.5 مليار دولار خلال عام 2022، مقابل 2.2 مليار دولار خلال العام السابق له (2021)، مسجلة زيادة قدرها 1.3 مليار دولار، بنسبة 58.8%.
حصة الشريك الأجنبي
أوضح مصدر مسؤول رفض نشر اسمه أن شركات إنتاج النفط المصرية كافة -باستثناء الشركة العامة للبترول- تشتمل على شريك أجنبي له حصة في الإنتاج تختلف من شركة إلى أخرى، وفقًا للاتفاقيات المُبرمة بين الطرفين.
ولفت المسؤول -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- إلى أحقية الشريك الأجنبي في تصدير حصته الإنتاجية إلى الخارج، والتي تُعدّ في النهاية صادرات من البلاد.
وحول انخفاض نسبة الصادرات هذا العام، أبرز المسؤول أنه مع قلة الإنتاج تنخفض حصة الشريك الأجنبي، ومن ثم تقل صادرات مصر من السولار (بعد تكرير النفط الخام).
معمل تكرير ميدور
قال نائب رئيس هيئة البترول الأسبق مدحت يوسف، إن مصر لديها معمل تكرير ميدور، الذي يرتبط بميناء الدخيلة النفطي، موضحًا أن بعض الشركات العالمية تلجأ إلى هذا المعمل لمعالجة السولار غير المطابق للمواصفات القياسية.
وأضاف يوسف -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن السولار الذي يدخل البلاد للمعالجة -يُسجل طبقًا لتقارير وزارة المالية- استيرادًا، وبعد معالجته يُعاد تصديره إلى العميل، ولذلك نجد أن الكميات المُصدَّرة محدودة مقارنة بما تستورده البلاد.
وتابع نائب رئيس هيئة البترول الأسبق أن بعض شحنات السولار لا تُقبل لدي العملاء، فتدخل إلى البلاد للمعالجة في معمل تكرير ميدور، إذ يُتَّفق مع صاحب الشحنة على معالجتها مقابل أجر محدّد، ثم يُعاد شحنها للعميل مرة أخرى.
واستطرد قائلًا: "على الرغم من أن هذه العملية تمثّل خدمة من معمل ميدور، وليس استيرادًا وتصديرًا، لكن إجراءات الجمارك المصرية تعدّها كذلك".
وأكد المهندس مدحت يوسف أن هذه الشحنات ليست متجهة إلى مصر في الأساس، ولم يحدث اتفاق حولها، ولكنها تتبع شركات تسويق عالمية أو وكالات تجارية، وليست شركات أجنبية عاملة في البلاد.
الدول الأكثر تصديرًا
شدد رئيس هيئة البترول الأسبق على أن البلاد تعالج هذه الشحنات لحساب عملاء ليسوا مصريين، ويُعاد تصديرها مرة أخرى لصالحهم، نافيًا معالجة حصص سولار لصالح مصر.
وتتصدر المملكة العربية السعودية قائمة أكثر الدول تصديرًا للسولار إلى مصر خلال عام 2022، بقيمة تبلغ نحو 1.5 مليار دولار، تليها الكويت بقيمة 931.9 مليون دولار، والإمارات 530.2 مليون دولار، والهند 420.9 مليون دولار، ثم اليونان 111.5 مليون دولار.
وارتفع إنتاج مصر من السولار إلى 10.9 مليون طن خلال عام 2022، مقابل 9.7 مليون طن خلال عام 2021، بنسبة قدرها 12.4%.
بينما بلغت كمية استهلاك البلاد من السولار 14.1 مليون طن، مقابل 13.3 مليون طن خلال هذين العامين، بنسبة ارتفاع بلغت 6%، وفقًا لبيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وكانت الحكومة المصرية قد اتّخذت قرارًا فجر الخميس 4 مايو/أيار (2023) برفع سعر السولار بمقدار جنيه واحد (0.032 دولارًا أميركيًا) للّتر، ليصبح سعر البيع في السوق المحلية 8.25 جنيهات للّتر الواحد، في ضوء زيادة الأسعار العالمية للنفط الخام والمشتقات النفطية وانخفاض سعر الجنيه أمام الدولار.
موضوعات متعلقة..
- أسعار الوقود في مصر.. 3 أسباب دفعت الحكومة لزيادة "السولار"
- مصر تستورد السولار من 5 دول في مقدمتها السعودية
اقرأ أيضًا..
- مشروع جديد لزيادة صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر
- تدشين أكبر مصفاة نفط في أفريقيا خلال أيام
- نتائج أعمال أرامكو في الربع الأول 2023.. توقعات بأرباح تتجاوز 31 مليار دولار
- أكبر 5 حقول نفطية في الشرق الأوسط (فيديو)
زاد جنية وأكثر لكل مواطن فهل لجنة التسعير والحكومة تعلم بذلك حاجة غريبة جدا