الطاقة الشمسية في السعودية.. "تكنولوجيات الصحراء": القطاع الخاص مؤهل لتنفيذ إستراتيجية الدولة
داليا الهمشري
- هيئة تنظيم المياه والكهرباء السعودية تعلن عن قائمة المقاولين المؤهلين لتنفيذ منظومات الطاقة الشمسية للمنازل والمنشآت
- السعودية تكثّف الجهود للتحول إلى مركزٍ عالمي للطاقة المتجددة
- يمكن للراغبين في تركيب منظومات الطاقة الشمسية الصغيرة في السعودية زيارة بوابة "شمسي" لمعرفة الجدوى الاقتصادية
- السعودية تمتلك مقومات الريادة في مجال الطاقة المتجددة، وخاصة الشمسية
تصدّرت الطاقة الشمسية في السعودية سباق الطاقة المتجددة منذ إعلان المملكة برنامجها الوطني وخطّتها الهادفة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وتسعى السعودية لزيادة حصة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 50% بحلول عام 2030.
وفي هذا الإطار، اتخذت العديد من الخطوات، وأطلقت العديد من المشروعات والمبادرات لتعزيز إنتاج الطاقة الشمسية في السعودية، كما تسارعت الجهود لتحويل البلاد إلى مركز عالمي للطاقة المتجددة وتقنياتها خلال الأعوام القادمة.
وكان آخر هذه الخطوات ما أعلنته هيئة تنظيم المياه والكهرباء السعودية -مؤخرًا- عن تأهيل أكثر من 106 شركات لتنفيذ مشروعات منظومات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة للمنازل والمنشآت داخل السعودية.
وجاء هذا الإعلان بعد اعتماد الإطار التنظيمي لمنظومات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة التي لا تتجاوز قدرتها 2 ميغاواط للاستهلاك الذاتي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
إقرار الإطار التنظيمي
كشفت هيئة تنظيم المياه والكهرباء السعودية -مؤخرًا- قائمة المقاولين والاستشاريين المؤهلين من قبل وزارة الطاقة السعودية في منظومة الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة للمنازل والمنشآت، الذين يُسمح لهم بتصميم منظومات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة وفحصها وتركيبها وصيانتها.
وأوضحت الهيئة أنه منذ إقرار الإطار التنظيمي لمنظومات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة، عملت منظومة الطاقة مع الجهات كافة على إتمام الترتيبات اللازمة لتحقيق المتطلبات المنصوص عليها والمتابعة مع الجهات المعنية ومقدّمي الخدمة بما يحقق فعالية وأمان تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة في المنشآت حمايةً للمستهلك، بما يُعزز توسيع شريحة المستفيدين من تقنيات الطاقة المتجددة، ويُسهم في تنويع مصادر الطاقة، وتحقيق المزيج الأمثل لإنتاج الطاقة الكهربائية.
ووفقًا للهيئة، يمكن للراغبين بتركيب منظومات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة في منشآتهم زيارة بوابة "شمسي" لمعرفة الجدوى الاقتصادية والتكاليف التقديرية من تركيب منظومة الطاقة الشمسية في المنزل أو المنشأة، قبل ربطها بالشبكة الكهربائية العامة.
وأضافت الهيئة أن التكلفة تُقدَّر من خلال حاسبة إلكترونية سهلة الاستعمال تساعد العملاء في تقدير الطاقة الكهربائية المتوقع توليدها، بناءً على حجم المنظومة والموقع، إلى جانب مساعدة المستهلك على حساب الطاقة المُوفرة ومتوسط التكلفة والعائد، ومقدار التوفير شهريًا وسنويًا، للتأكد من جدوى المشروع ومناسبته له.
وتعليقًا على هذه الخطوة، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة تكنولوجيات الصحراء للصناعة المهندس ماجد الرفاعي أن تأهيل 106 شركاتٍ سعودية لتنفيذ خطة الدولة بالسماح للمواطنين ببناء محطات شمسية على أسطح المنازل والمنشآت الخاصة يؤكد تطور القطاع الخاص بمجال الطاقة الشمسية في السعودية، وأنه مؤهل لتنفيذ إستراتيجية الدولة.
رفع الطلب
قال الرفاعي: "إن القرار سيرفع الطلب من المستهلكين الأفراد على إنشاء تلك المحطات، لا سيما أن قطاع الإسكان يُشكّل أكثر من 50% من حجم السوق، فضلًا عن المدن الجديدة مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر وسندالة".
وتُعدّ شركة تكنولوجيات الصحراء للصناعة أول شركة سعودية لتصنيع الألواح الشمسية وتصديرها، وإحدى الشركات المؤهلة لتنفيذ مشروعات منظومات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة للمنازل والمنشآت.
وأضاف الرفاعي -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن قطاع المباني في المملكة يستهلك نحو 80% من إجمالي الطاقة الكهربائية المُنتجة.
وتابع: "فضلًا عن أنَّ 70% من المباني في المملكة غير معزولة حراريًا، مما يُسهم في ارتفاع حجم الاستهلاك، وأن استعمال الطاقة الشمسية في السعودية داخل المنازل والمباني التجارية يُعدّ طريقة عملية لتقليل فواتير الكهرباء، والمساعدة في الحدّ من انبعاثات الكربون، ورفع القيمة السوقية للعقارات".
مستقبل واعد
أكّد الرفاعي أن مستقبل الطاقة المتجددة في المملكة واعد، وهذا ليس بجديد على السعودية؛ لأنها تمتلك مقومات الريادة في مجال الطاقة المتجددة، وخاصة الشمسية، سواء من حيث القوة الإنتاجية أو الاستهلاكية أو الشرائية، أو قطاع المقاولات المتطور الذي يعزز بُنيتها الأساسية.
ولفت الرفاعي إلى أن شركة تكنولوجيات الصحراء جاهزة بما تمتلكه من خبرة ومقومات، للدخول بقوة في تنفيذ إستراتيجية الدولة الهادفة للتوسع باستعمال الطاقة الشمسية في المنازل والمنشآت.
وأشار الرفاعي إلى أن تكنولوجيات الصحراء قد وقّعت العديد من الاتفاقيات والشراكات مع شركات محلية رائدة لتنفيذ العديد من المشروعات في المملكة؛ لبناء محطات الطاقة الشمسية على أسطح المباني السكنية والتجارية والصناعية بأسعارٍ تنافسية وأداءٍ عالمي من حيث الجودة والأمان.
وأكّد المهندس ماجد الرفاعي أن مساهمة مجموعة تكنولوجيات الصحراء -على مستوى ذراعيها الصناعي والاستثماري ( تكنولوجيات الصحراء للصناعة، تكنولوجيات الصحراء للاستثمار)- لن تقتصر على استثمار معرفتها وقدراتها في بناء محطات الطاقة الشمسية وإدارتها فحسب، بل ستوظف خبراتها في مجال تصنيع الألواح الشمسية وحلول البطاريات المبتكرة القادرة على تخزين الكهرباء المنتجة.
وأضاف قائلًا: "نحن ملتزمون بتسخير خبرات وإمكانات مجموعة تكنولوجيات الصحراء لتوفير طاقة نظيفة بأسعار تنافسية وخدمات موثوقة للمستهلكين".
وتابع: "مع أكثر من 12 عامًا من الخبرة، فإن تكنولوجيات الصحراء لديها خبرة قوية في القيام بدورها كونها مُصنّعًا ومُصدّرًا ومُطورًا ومُشغلًا ومُستثمرًا لتنفيذ المشروعات، سواء على المستوى السكني أو التجاري أو الصناعي أو المحطات الضخمة على مستوى المرافق الخدمية، والمشروعات الُمصغرة خارج نطاق الشبكة، والمشروعات واسعة النطاق، لتقود صناعة الطاقة الشمسية في السعودية إلى آفاق جديدة".
"بوابة شمسي"
أبرزَ الرفاعي -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن فكرة تركيب أنظمة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بالمنازل أو المنشآت شكّلت سابقًا تحديًا للمستهلكين، من حيث عدم الإلمام بالمعلومات الكافية أو معرفة المتعاقدين المعتمدين.
وثمَّن الخطوة التي اتخذتها وزارة الطاقة بإعلان الشركات المؤهلة لدخول هذه السوق النشطة، مبرزًا أهمية دور "بوابة شمسي" التي دشّنتها هيئة تنظيم المياه والكهرباء في توعية المستهلكين.
وعن فوائد أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح، قال المهندس ماجد الرفاعي: "لقد شهدت سوق الطاقة الشمسية على الأسطح تحولًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، بوصفها واحدة من أكثر نماذج توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية استدامة وموثوقية".
وأبرز انخفاض تكلفة إنتاج الكهرباء من خلال أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح، عند مقارنتها بالكهرباء الصناعية والتجارية.
كما سلّط الضوء على دورها في تحقيق الاستفادة الأمثل للمساحة الموجودة على أسطح المباني، مما يقلل من الحاجة إلى الاستثمار في أراضٍ إضافية، بجانب حماية سقف المبنى، ورفع القيمة المالية للمباني السكنية.
وتوقّع الرفاعي أن تشهد سوق الألواح الشمسية في السعودية نموًا بمعدل سنوي مركب قدره 30% في غضون العامين القادمين، وذلك عبر تنامي الاستثمارات الدولية، ونقل التكنولوجيا إلى الشركات المحلية، وخلق المزيد من فرص العمل.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية في السعودية.. 4 مشروعات جديدة (إنفوغرافيك)
- الطاقة المتجددة في السعودية تنتعش بـ 5 مشروعات جديدة
- طفرة في مشروعات الطاقة الشمسية في الصين والسعودية
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 حقول نفطية في الشرق الأوسط (فيديو)
- أكبر مزرعة رياح بحرية عائمة في العالم.. كيف تُبنى؟ (فيديو)
- تحريض مساهمي شل على التصويت ضد آليات اتفاقية باريس للمناخ
- تأميم خطوط نقل الغاز النرويجي.. هل يخدم أمن الطاقة الأوروبي؟