التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةعاجل

تحوّل الطاقة.. كيف ترسم الصين طريقها نحو الحياد الكربوني؟

أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • الصين تستهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060
  • الصين تُشكل نحو 28% من انبعاثات الكربون حول العالم
  • حصة الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء ستتراجع لـ14%
  • خطط لإضافة 110 غيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول 2025
  • استهلاك الفحم يتراجع تحت 60% من إجمالي استهلاك الطاقة

رغم أن الصين أكبر مصدر للانبعاثات الكربونية في العالم فإنها -أيضًا- من أكبر الدول استثمارًا في مصادر الطاقة المتجددة، ولديها إمكانات كبيرة لإعطاء تحوّل الطاقة دفعة، وبالتالي التأثير إيجابًا في الجهود العالمية للوصول إلى الحياد الكربوني.

وتُعدّ الصين مسؤولة عن نحو 28% من إجمالي الانبعاثات حول العالم، لكنّ نصيب الفرد من الانبعاثات أقل من نصف مثيله في دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وأستراليا وكندا.

وتهدف الدولة الآسيوية إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، بعد 10 سنوات من مستهدفات الاقتصادات الكبرى، مثل الولايات المتحدة.

وبينما الهدف يبدو بعيد المنال في المستقبل، فإن الصين تتجه لتقليل انبعاثات الكربون لشبكة الكهرباء الخاصة بها مع انخفاض استخدام الفحم وزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة.

انبعاثات الصين

كان للتقدم الاقتصادي الهائل الذي أحرزته الصين آثار جانبية كبيرة على البيئة، نظرًا إلى زيادة كثافة استهلاك الطاقة مع التطور الصناعي الكبير، إذ يمثّل ثاني أكبر اقتصاد في العالم نصف الاستهلاك العالمي من الصلب والنحاس والألومنيوم والأسمنت.

وأدَّى ذلك إلى بصمة كربونية هائلة للصين، ففي الـ20 عامًا الماضية، ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين بمعدل 6 أمثال السرعة في بقية دول العالم، وشّكلت الصين ما يقرب من ثلثي النمو في الانبعاثات العالمية، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

ومع عودة فتح الاقتصاد بعد جائحة كورونا، نمت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين بنسبة 15% في الربع الأول من عام 2021 على أساس سنوي، في أسرع وتيرة ارتفاع منذ أكثر من عقد، وفقًا لتحليل جديد صادر عن موقع كربون بريف البريطاني، مع حقيقة أن استهلاك الفحم شكّل 70% من الزيادة.

ومع هذه الزيادة، ارتفعت انبعاثات الصين إلى مستوى قياسي جديد يقارب 12 مليار طن في العام المنتهي في مارس/آذار 2021، بزيادة 600 مليون طن أو ما يعادل 5% عن الإجمالي لعام 2019.

الصين
الرئيس الصيني شي جين بينغ أثناء مشاركته في قمة بايدن للمناخ

خطة طموحة

في سبتمبر/أيلول 2020، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ خطه بلاده للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، وبلوغ ذروة الانبعاثات نهاية العقد الحالي.

وتُعدّ الصين أكبر مستهلك للكهرباء في العالم، مع حقيقة أن 80% من إجمالي الاستهلاك يأتي من الوقود الأحفوري، لكن خطة الصين تهدف إلى أن يأتي 14% من الفحم والنفط والغاز الطبيعي بحلول عام 2060.

وفي المقابل، تخطّط الصين لأن تصبح حصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية والنووية من مزيج الطاقة 24% و23% و19% على التوالي بحلول عام 2060.

ويُعدّ قطاع الكهرباء أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في الصين، لذلك فإنه حجر الأساس للجهود المبذولة لمعالجة تغير المناخ، مع حقيقة أن القطاع يوفّر خيارًا واعدًا لاستبدال الوقود الأحفوري في العديد من مجالات النقل والتدفئة.

ومع توسع اقتصاد الصين، يرتفع الطلب على الكهرباء في المنازل والشركات، ومن المتوقع أن تزداد حصة الكهرباء من إجمالي الطاقة المستهلكة إلى نحو 40% بحلول عام 2030 ارتفاعًا من 5% عام 1990.

وبموجب الخطة الجديدة، من المقرر أن تحصل الصين على 42% من إمدادات الكهرباء من الطاقة الشمسية والنووية بحلول عام 2060، ارتفاعًا من 6% فقط المتوقعة بحلول 2025.

وتعمل الصين على إضافة قدرات من الطاقة النووية تعادل 20 مفاعلًا جديدًا بحلول عام 2025، فضلًا عن إضافة سعة 110 غيغاواط من الطاقة الشمسية تكفي لنحو 33 مليون منزل.

تقدم واضح

مع استمرار الطلب على الفحم، ارتفع إنتاج الصين منه إلى 3.84 مليار طن العام الماضي، ليسجل أعلى مستوى منذ عام 2015، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الوطني الصيني.

ورغم أن الصين ستواصل الاعتماد على الفحم حتى عام 2025، فإن هناك تراجعًا واضحًا في حصة الفحم من استهلاك الطاقة من 77% عام 1990 إلى أقل من 60% العام الماضي.

كما تتسارع جهود الصين نحو تركيب الطاقة المتجددة، إذ كانت أكبر مساهم منفرد في زيادة سعة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مع حقيقة أنها شكّلت ما يقرب من نصف الزيادة العالمية البالغة 238 غيغاواط عام 2020، بحسب التقرير السنوي لشركة بي بي البريطانية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، بدأت الصين إنتاج الكهرباء من سدّ بايهيتان، الذي يحتوي على 16 وحدة، يمكن لكل واحدة منها توليد نحو 1000 ميغاواط من الكهرباء، مع خطط بكين لزيادة حصة الطاقة الكهرومائية في مزيج الطاقة إلى 15% بحلول عام 2060.

ومع عمل سدّ بايهيتان بكامل طاقته، من المقرر الاستغناء عن حرق 20 مليون طن من الفحم سنويًا.

وفي سبيل خفض الانبعاثات، أطلقت الصين هذا الشهر أكبر سوق لتداول الكربون في العالم، لتنضم إلى 45 دولة لديها آليات لتسعير الكربون بالفعل.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق