أول مشروع لمعالجة الغاز بحريًا في البرازيل.. نقلة محلية تعزز أمن الطاقة
هبة مصطفى
شهد أول مشروع لمعالجة الغاز بحريًا في البرازيل التوصل إلى قرار الاستثمار النهائي، ويضم وحدة إنتاج وتخزين وتفريغ عائمة تعوّل عليها الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية كثيرًا.
وتتولى شركة إكوينور النرويجية مهمة تشغيل المشروع، مع حصص مشاركة لكل من: (ريبسول سينوبك البرازيل، وبتروبراس البرازيلية)، وفق ما ورد في الموقع الإلكتروني للشركة النرويجية اليوم الإثنين 8 مايو/أيار 2023.
ويُخطط للبدء في الوحدة العائمة بحلول عام 2028، وتأتي تحت نطاق تطوير مشروع "بي إم – سي – 33" بتكلفة استثمارية من الشركاء الـ4 تصل إلى 9 مليارات دولار أميركي، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
تفاصيل المشروع
تُشير التوقعات إلى أن أول مشروع لمعالجة الغاز بحريًا في البرازيل "بي إم – سي – 33" يحمل بين طياته 3 اكتشافات ما قبل الملح، والتي تضم بدورها احتياطيات من النفط والغاز الطبيعي قابلة للاستخراج تُقدَّر بنحو مليار برميل مكافئ.
ويرتكز المشروع الواقع في حوض كامبوس الشهير على وحدة إنتاج وتخزين وتفريغ عائمة بوصفها أبرز مرافقه، وتصل طاقة الوحدة الإنتاجية إلى 16 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز، بحجم متوسط للصادرات يُقدَّر بنحو 14 مليون متر مكعب يوميًا.
ويمكن للوحدة العائمة معالجة النفط والغاز والمكثفات بحريًا وتهيئتها للبيع، دون الاضطرار إلى معالجة الإمدادات بريًا في مرافق ومنشآت ومحطات، ما يزيد تكلفة النقل.
وتُصَدَّر إمدادات الغاز المبيعة عبر خط أنابيب نقل يمتد بين موقع المشروع في حوض كامبوس وبين محطة تصدير في مدينة ماكاي بولاية ريو دي جانيرو.
تقنيات إكوينور
تستعمل شركة إكوينور النرويجية تقنياتها المُخفضة للكربون في مشروع "بي إم – سي – 33"، الذي يعدّ ثاني محطاتها العائمة في البرازيل المعتمدة على توربينات الغاز العاملة بالدورة المركبة (وهو تقنية تسهم بخفض معدل الانبعاثات).
وتعتزم إكوينور تطبيق تقنياتها الخافضة للانبعاثات على أول مشروع لمعالجة الغاز بحريًا في البرازيل؛ تمهيدًا لنشرها بمشروعات أخرى في حوض سانتوس.
وترتكز التقنية بصورة رئيسة على دمج عمل التوربينات الغازية مع البخارية للاستفادة من الحرارة الفائضة، وتسمح هذه الخطوة بخفض انبعاثات مشروع "بي إم – سي – 33" إلى ما دون 6 كيلوغرامات/برميل مكافئ طوال عمر المشروع الافتراضي.
بدوره، أكد نائب الرئيس التنفيذي للمشروعات وأعمال الحفر والمشتريات لدى الشركة النرويجية، غير تونغيسفيك، أن التوصل إلى قرار استثمار نهائي بشأن أول مشروع لمعالجة الغاز بحريًا في البرازيل يشكّل علامة فارقة، سواء لشركته أو شركائها "ريبسول سينوبك البرازيل، بتروبراس البرازيلية".
وأوضح تونغيسفيك أن البرازيل دولة رئيسة لتطوير مشروعات محفظة إكوينور، مشيرًا إلى أن المشروع من شأنه تعزيز قدرة أكبر دول أميركا الجنوبية واللاتينية على تلبية الطلب على الطاقة الآخذ في الارتفاع، بما يشكّل دعمًا محليًا للتطوير الصناعي.
الغاز في البرازيل
يمثّل أول مشروع لمعالجة الغاز بحريًا في البرازيل مصدرًا لتوفير إمدادات غاز للاستهلاك المحلي بما يُعزز نمو السوق في البلاد، بجانب إتاحة تشغيله إمكان تصدير ما تصل نسبته إلى 15% حجم الطلب.
وبحسب المديرة القطرية لإكوينور في البرازيل، فيرونيكا كويلو، يحمل إنجاز المشروع أبعادًا اجتماعية وتنموية أيضًا، إذ يعزز أمن الطاقة والتطوير الاقتصادي عبر توفيره فرص عمل جديدة.
وتكمن أهمية أول مشروع لمعالجة الغاز بحريًا في البرازيل في توصيل إنتاجه بالشبكة الكهرباء في البرازيل بصورة مباشرة، دون الحاجة إلى إجراء معالجة برية إضافية للإمدادات، ما يلقي بظلاله على قطاع الكهرباء أيضًا.
ومنذ أشهر طويلة، كانت استثمارات النفط والغاز في البرازيل عرضة للتأثر بتقلبات إدارة شركة بتروبراس شبه الحكومية، وأُثير الحديث حول خصخصتها أكثر من مرة، كما توالت على الشركة إدارات متعاقبة أُقيل بعضها واستقال آخرون.
ولجأت الشركة إلى خفض أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 11.1% انعكاسًا لانخفاض الأسعار العالمية، حسبما أعلنت مطلع العام الجاري 2023 في يناير/كانون الثاني.
اقرأ أيضًا..
- نتائج أعمال أرامكو في الربع الأول 2023.. توقعات بأرباح تتجاوز 31 مليار دولار
- اكتشاف نفط وغاز في زيمبابوي على يد شركة أسترالية
- ارتفاع عدد حفارات النفط والغاز في 5 دول عربية خلال أبريل
- حظر النفط الروسي يكبد بولندا 27 مليون دولار يوميًا.. وأوروبا تتحايل على العقوبات