أخبار الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

الهيدروجين الأخضر في شمال أوروبا ملاذ جديد لتحول الطاقة

أسماء السعداوي

توقع تقرير حديث أن يؤدّي الهيدروجين الأخضر في شمال أوروبا دورًا مركزيًا في تحوّل الطاقة في القارة، وتقليل نسبة الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتحقيق الحياد الكربوني.

ومن المتوقع أن يتجاوز المعروض من الهيدروجين الأخضر في كلٍّ من الدنمارك وفنلندا والنرويج والسويد، الطلب بنسبة 20% بحلول عام 2035، وذلك بحسب تقرير نشرته شركة أورورا لأبحاث الطاقة والاستشارات المالية عبر موقعها الرسمي، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتتميّز دول شمال أوروبا بمكانة فريدة تمكّنها من تلبية الطلب المتزايد على الهيدروجين في أوروبا، لتصبح بحلول عام 2035 مركزًا لتصديره، حسبما قدّر التقرير البحثي.

وستؤدي الإمكانات المرتفعة لتوليد الطاقة المتجددة لدى دول المنطقة إلى زيادة الفائض من الهيدروجين الأخضر بالمنطقة في نهاية العقد الحالي.

آفاق الهيدروجين الأخضر في شمال أوروبا

يوفّر الهيدرجين الأخضر الأقل تسببًا في الانبعاثات سبيلًا عمليًا أكثر لتقليل الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة الصناعية وقطاع النقل الثقيل.

وسيشهد الطلب على الهيدروجين في شمال أوروبا ارتفاعًا بنسبة 140% بين عامي 2025 و2025، ليبلغ 67 تيراواط/ساعة، بحسب توقعات شركة الأبحاث.

كما سيرتفع إنتاج الهيدروجين في دول المنطقة بنسبة 187%، خلال تلك المدّة ليبلغ 81 تيراواط/ساعة، وستقفز حصة أجهزة التحليل الكهربائي للمياه في إجمالي الإمدادات من 6% في 2035 إلى 65% في 2035.

ويقول مدير قطاع شمال أوروبا والبلطيق في المركز ألكساندر إيسر: "تمتلك دول شمال أوروبا إمكانات ضخمة لتصبح محورًا لتصدير الهيدروجين، نظرًا إلى وفرة الكهرباء الرخيصة والخضراء".

وأوضح أن تحقيق تلك الإمكانات يعتمد على سرعة نشر الطاقة المتجددة وإقامة البنية الأساسية لخط أنابيب الهيدروجين.

وأضاف: "دون خطوط الأنابيب، سيضطر منتجو الهيدروجين الأخضر إلى خيار الشحن، وهو الأكثر تكلفة للنقل، لتوصيل شحناتهم إلى مراكز الطلب في أوروبا، وهو ما قد يقلل جاذبية تلك الواردات".

توقعات متفائلة لإمكانات مشروعات الهيدرجين الأخضر في شمال أوروبا
أحد مشروعات الهيدروجين - صورة من مجلس الاستدامة العالي

الطلب على الهيدروجين الأخضر في أوروبا

تستهدف القارة زيادة الاعتماد على الهيدروجين لتلبية 14% من الطلب على الكهرباء بحلول عام 2050.

ويتوقع التقرير أن تدفع طموحات إزالة الكربون باتجاه زيادة الطلب على الهيدروجين الأخضر في أوروبا، على مدار العقود الـ5 المقبلة.

وسيتضاعف الطلب على الهيدروجين الأخضر في أوروبا بين عامي 2025 و2035، وذلك بدعم من جهود خفض واردات الوقود الأحفوري وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وبخاصة في قطاعي الصناعة والنقل الثقيل.

وستصبح ألمانيا أكبر مستوردي الهيدروجين الأخضر في شمال أوروبا خلال العقد 2030، ثم بريطانيا وبولندا في عام 2040، وفقًا للتقرير.

في سياق متصل، توقعت شركة الأبحاث والاستشارات "إل سي بي دلتا" أن يتجاوز إجمالي القدرة المركبة لمشروعات الهيدروجين في أوروبا، 1 غيغاواط من الكهرباء للمرة الأولى في عام 2023، بحسب التقرير الذي نشره موقع إتش تو فيو (H2 View).

فبحسب التقرير الصادر في شهر مارس/آذار المقضي، هناك مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر بسعة 7.3 غيغاواط تنتظر الحصول على قرار استثمار نهائي خلال العام الجاري.

تحديات اقتصاد الهيدروجين الأخضر

ثمة تحديات تعترض طريق تعزيز اقتصاد الهيدروجين الأخضر في شمال أوروبا.

ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الكهرباء المنتجة من أجهزة التحليل الكهربائي، ما يُسهم في زيادة بنسبة 62% في إجمالي الطلب على الكهرباء في شمال أوروبا بحلول عام 2040، مقارنة بعام 2020.

وثمة عوامل رئيسة أخرى، منها استهلاك الكهرباء مباشرة في الصناعة والنقل الثقيل، ومراكز البيانات الجديدة، ومصانع البطاريات.

وستتطلب تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء دون المساس بجهود إزالة الكربون عملًا مكثفًا لتوليد الطاقة المتجددة، بحسب التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- كيفية إسهام الهيدروجين في قطاع الطاقة:

مساهمة الهيدروجين في قطاع الطاقة

الرياح البحرية في شمال أوروبا

يواجه المطورون المحتملون للطاقة المتجددة في شمال أوروبا عدة عقبات، كما يبدو أن طاقة الرياح البحرية تقدّم الطريق الأكثر جدوى لتلبية الطلب المرتفع في نظام كهربائي خالٍ من الكربون.

ويمكن للرياح البحرية الانتشار على نطاق أوسع مقارنة بتكنولوجيات توليد الطاقة المتجددة الأخرى، إذ تتميّز بعدم وجود عقبات مثل التوافر المكاني وقيود التخطيط والرفض الشعبي.

كما ستشهد تكاليف صناعة الرياح البحرية في المنطقة تراجعًا خلال العقود القليلة المقبلة، حسبما توقع التقرير.

ويقول الباحث البارز في شركة أورورا لأبحاث الطاقة والاستشارات المالية، فيكتور غرانبرغ: "نشر طاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر في شمال أوروبا، متلازم".

وأضاف: "ستتجلى الحاجة إلى زيادة إنتاج الكهرباء من الرياح البحرية، من أجل تلبية الطلب المتزايد على توليد الكهرباء من أجهزة التحليل".

وأشار إلى أن أجهزة التحليل الكهربائي تمثّل مصدر دخل لمطوري طاقة الرياح البحرية، وقد تكون عاملًا محوريًا لتأمين الاستثمارات وإحراز تقدم في المشروعات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق