سلايدر الرئيسيةتقارير الغازغاز

الطلب على الغاز المسال في آسيا يرتفع خلال الصيف بفعل "النينو"

محمد عبد السند

من المتوقع أن يشهد الطلب على الغاز المسال في آسيا رواجًا كبيرًا، خلال أشهر الصيف المقبلة، مدعومًا في ذلك بما يُطلق عليه ظاهرة النينو المناخية.

ويتوقع العلماء صيفًا ساخنًا أعلى من الطبيعي في المناطق الواقعة بنصف الكرة الأرضية الشمالي؛ ما يدفع إلى زيادة الطلب على الطاقة.

وفي هذا السياق، تُفسح ظاهرة النينو المناخية، التي انتهت في مارس/آذار 2023، المجال لارتفاع درجات الحرارة في آسيا هذا الصيف، ومن ثم تعزيز معدلات استهلاك الغاز الطبيعي والغاز المسال وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى عبر المنطقة، حسبما أورد موقع "ناشورال غاز إنتيليجانس" Natural Gas Intelligence.

ورفع مركز التنبؤات المناخية الأميركي، الأسبوع الماضي، احتمالية ظهور الظروف المناخية المصاحبة لظاهرة النينو خلال المدة بين شهري يونيو/حزيران 2023 وأغسطس/آب 2023 إلى 75%، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبينما تأتي النينو -بوجه عام- مُقترنة بطقس دافئ في آسيا، وشمال الولايات المتحدة الأميركية إبان فصل الشتاء، ولا يُلحظ سوى آثار مناخية طفيفة للظاهرة خلال أشهر الصيف، تُفاقم التغيرات المناخية تداعيات النينو؛ ما قد يعني تأثيرًا قويًا خلال العام المقبل، وما بعده.

الأرض ساخنة

ذكر كبير خبراء الأرصاد الجوية في مؤسسة "نات غاز ويزر" ريت ميلن: "حالة الأرض أكثر سخونة من الطبيعي".

وأوضح ميلن: "حالة الطقس العالمية الساخنة ستكون هي المحرك الرئيس للصيف، وينبغي أن يكون صيفًا أكثر سخونة من الطبيعي في معظم المناطق بنصف الكرة الأرضية الشمالي، لكن يمكن أن تؤثر النينو في ذلك أيضًا."

وتشير ظاهرة النينو إلى الارتفاع الدوري في درجات حرارة سطح البحر في مناطق بالمحيط الهادئ، بحسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقد انتهت الظاهرة في مارس/آذار 2023، لكن كبير خبراء الأرصاد في مؤسسة "ماكسر" ستيفن سيلفر قال إن الأمر يبدو وكأن ظاهرة النينو ستتطور بحلول الصيف، بالنظر إلى أن درجات حرارة سطح البحر أكثر سخونة بالفعل من الطبيعي.

وتوقع سيلفر صيفًا أكثر سخونة أيضًا، وكانت 2016 هي أكثر السنوات سخونة على الإطلاق خلال ظاهرة نينو قوية حصلت آنذاك.

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- واردات الغاز المسال العالمية حسب المنطقة:

واردات الغاز المسال العالمية حسب المنطقة

موجات حرارة آسيوية

في الوقت الراهن، تضرب موجة حرارية أجزاء من الهند وتايلاند وبنغلادش والصين؛ ما يعزز الجهود الرامية لدعم إمدادات الفحم بُغية تجنب نقص في الطاقة؛ ما قد يرفع معه الطلب على الغاز المسال في آسيا بوجه عام.

وتأتي ظاهرة النينو في وقت ترتفع فيه مخزونات الغاز الطبيعي الأوروبية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في أكثر من عقد، عقب الشتاء الماضي.

ومن الممكن أن تصل مخزونات الغاز الطبيعي إلى مستوياتها الكاملة بحلول أغسطس/آب (2023).

الطلب على الغاز المسال في آسيا

ومن شأن الزيادة في معدلات الطلب على التبريد أن تُسهم في تعزيز الطلب على الغاز المسال في آسيا، مع ترجيح هبوط الطلب على السلعة الحيوية في أوروبا خلال الصيف.

وواصل الطلب على الغاز المسال في آسيا تراجعه للربع السادس على التوالي، خلال الربع الأول من العام الحالي (2023)، رغم هبوط الأسعار العالمية، في أعقاب المستويات التاريخية التي لامستها عام 2022.

وفي تقرير صدر في 17 أبريل/نيسان (2023)، قال معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي إن الطب على الغاز المسال في آسيا تراجع بنسبة 1%، خلال الأشهر الـ3 الأولى من عام 2023، ليواصل تراجعه على أساس سنوي للربع السادس على التوالي.

وفي أوروبا تتضاءل فرص أن تجلب ظاهرة النينو طقسًا باردًا في شمال القارة العجوز في الشتاء المقبل، بينما تستمر دول الأخيرة في تنويع إمداداتها من الطاقة، لكن حوض المحيط الأطلسي لديه فرصة أكبر في أن يُحدث تأثيرًا في أنماط الطقس بأوروبا.

وفي هذا السياق، قال كبير خبراء الأرصاد في مؤسسة "ماكسر" ستيفن سيلفر إن النينو سيكون له تأثير أكبر في الولايات المتحدة الأميركية، بجانب مناطق أخرى قريبة من المحيط الهادئ.

الطلب على الغاز المسال في آسيا
ناقلة غاز مسال – الصورة من بزنس وورلد

هبوب الرياح

تزيد الظاهرة من تضاؤل معدلات هبوب الرياح عبر حوض المحيط الأطلسي؛ ما يُضعف أنظمة العواصف الاستوائية، ويساعد على خفض عدد الأعاصير.

وفي هذا الإطار قال كبير خبراء الأرصاد الجوية في مؤسسة "نات غاز ويزر" ريت ميلن: "بالنسبة لحوض المحيط الأطلسي؛ ستكون لدينا أعاصير أقل خلال ظاهرة النينو؛ ما سيعني تأثيرًا أقل بالنسبة للغاز المسال".

وأوضح ميلن: "ظاهرة النينو ستجلب على الأرجح أعاصير أقل –أيضًا- على شرق آسيا".

وفي الأسبوع الماضي قال الباحثون في جامعة كولورادو الأميركية الحكومية إنهم يتوقعون موسم أعاصير أقل قليلًا من المتوسط في حوض المحيط الأطلسي هذا العام (2023)، والذي يبدأ من الأول من يونيو/حزيران إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني (2023).

وتوقّع الخبراء ذاتهم أن تتشكل 13 عاصفة في حوض المحيط الأطلسي هذا العام (2023)، وأن تتحول 6 من تلك العواصف إلى أعاصير، مقارنة بـ14 عاصفة تشكلت في المنطقة ذاتها في العام الماضي (2022)؛ ما يتوافق مع المتوسط السنوي السائد منذ عام 1990.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق