أخبار النفطرئيسيةنفط

إنتاج النفط في الهند ينتعش باستثمارات تزيد عن مليار دولار

بهدف تقليل الاعتماد على الواردات

دينا قدري

من المتوقع أن يشهد إنتاج النفط في الهند طفرة على المدى القريب، في محاولة لتقليل اعتماد البلاد على الواردات من الدول الأخرى.

وفي هذا الإطار، تستعد شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية (أو إن جي سي) للمراهنة بمليارات الدولارات على التنقيب في المياه العميقة والمياه العميقة للغاية.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشجع فيه نيودلهي شركات مثل "أو إن جي سي" التي تسيطر عليها الدولة، على بذل المزيد من الجهد للاستفادة من احتياطيات النفط والغاز المحلية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.

وأكد مدير الاستكشاف في الشركة العملاقة المملوكة للدولة، سوشما راوات، أنه "على اليابسة، لدينا بيانات تتعلق بعمليات الحفر أو التقييم أو مجمعة بشكل أو بآخر لمعظم الأحواض".

وأضاف: "لكن ما تزال هناك مساحات بحرية كبيرة لدينا عنها بيانات قليلة للغاية، إذ لم تُحفر أيّ آبار تقريبًا".

تراجع إنتاج النفط في الهند

قال راوات، إن شركة "أو إن جي سي" تخطط لتقديم عطاءات قوية في المزادات الحكومية المقبلة، لزيادة مساحة الاستكشاف إلى 500 ألف كيلومتر مربع بحلول مارس/آذار 2026، من نحو 163 ألف كيلومتر مربع -حاليًا-.

وسيرتفع الإنفاق السنوي إلى 110 مليارات روبية (1.3 مليار دولار) من 70 مليار روبية (852.3 مليون دولار) إلى 80 مليار روبية (974.1 مليون دولار) سنويًا.

بالنسبة لشركة "أو إن جي سي"، فإن حملة الاستكشاف تتعلق -أيضًا- بمواجهة انخفاض إنتاج النفط في الهند، بالإضافة إلى تراجع ملحوظ في إنتاج الغاز.

فخلال العقد المنتهي في نهاية مارس/آذار من العام الماضي (2022)، انخفض إنتاج النفط بنسبة 17.5% إلى 19.6 مليون طن (139.16 مليون برميل)، بينما تقلّص إنتاج الغاز بما يزيد قليلًا عن 10% إلى 20.9 مليار متر مكعب، وهو انخفاض جعل الهند عرضة لارتفاع تكاليف الاستيراد.

وتمثّل "أو إن جي سي" 66% من إنتاج النفط في الهند، و58% من إنتاج الغاز في البلاد، وتمتلك ما يزيد قليلًا عن نصف مساحة الاستكشاف المستأجرة في البلاد، ما يجعلها شريكًا جذابًا.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور استهلاك النفط في الهند منذ عام 2019 حتى عام 2022:

الطلب على النفط في الهند

استثمارات وضغوط عالمية

حددت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي هدفًا يتمثل في خفض الواردات بنسبة 10% بحلول عام 2022، وخفضها إلى النصف بحلول عام 2030؛ لكنها لم تحقق الهدف الأول، مع زيادة الاعتماد على الواردات بدلًا من ذلك.

ولم تُعلَن أهداف جديدة، لكن الهند أطلقت العام الماضي (2022) ما يقرب من مليون كيلومتر مربع من الأراضي التي كانت مغلقة سابقًا أمام التنقيب لأسباب عسكرية وبيئية وأسباب أخرى.

ويريد راوات والمسؤولون في "أو إن جي سي" الاستفادة من هذه الفرصة، في محاولة لتسريع الجهود من خلال عقد سلسلة من الشراكات مع إكسون موبيل وشيفرون وتوتال إنرجي.

وقال مدير الأبحاث الأولية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في وود ماكنزي، أنغوس رودجر، إن التحدي الذي يواجه "أو إن جي سي" الآن هو تحويل الاتفاقيات الواسعة إلى تحالفات استكشاف ملموسة.

وتابع: "تريد الحكومة الهندية أن ترى شراكات جديدة تظهر بين اللاعبين الهنود وأفضل المستكشفين الدوليين".

وأوضح راوات أن شركات النفط العالمية -التي تحذّر من المخاطر المرتبطة بإمكانات الهند البحرية- تضغط من أجل توفير ظروف أفضل من الحكومة الهندية، بما في ذلك إضافة بنود بشأن التحكيم، وطمأنة بشأن استقرار النظام المالي، والمسؤولية الجنائية، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

اتفاقيات لاستكشاف النفط والغاز

في هذا السياق، وقّعت "أو إن جي سي"، في أغسطس/آب الماضي، اتفاقًا رئيسًا مع شركة الطاقة الأميركية إكسون موبيل، لاستكشاف المياه العميقة في السواحل الشرقية والغربية للبلاد.

ويركّز الارتفاق على أحواض كريشنا غودافاري وكوفيري في المنطقة البحرية الشرقية، ومنطقة كوتش مومباي في المنطقة البحرية الغربية، بحسب ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

كما وقّعت "أو إن جي سي"، في سبتمبر/أيلول الماضي، اتفاقية مع شيفرون نيو فينتشرز، وهي شركة تابعة لشركة شيفرون، لتقييم إمكانات الاستكشاف في الهند.

يأتي ذلك في إطار برنامج التوعية العالمي لـ"أو إن جي سي" الذي يستهدف دعوة شركات الاستكشاف والإنتاج العالمية للمشاركة في استكشاف المناطق الحدودية والمواقع الصعبة من الناحية الجيولوجية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق