إستراتيجيات انتقال الطاقة لدى الشركات الأوروبية تُحجِّم إنتاج الغاز (تقرير)
نوار صبح
- كانت جميع الشركات تتصور زيادة حصة الغاز في خطط إنتاجها حتى عام 2030.
- انخفض إنتاج شركة شل من الغاز بنسبة 24% منذ عام 2019.
- توقعت شركة النفط البريطانية بي بي مَيْلًا متزايدًا نحو الغاز.
- ظلّت أسهم شركة النفط البريطانية بي بي مرتفعة بأكثر من 9% في نيويورك حتى الآن.
قد تكون إستراتيجيات انتقال الطاقة التي تتبناها الشركات الأوروبية للسنوات المقبلة عائقًا لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي.
ويبدو أن الوقت ما زال مبكرًا كي تعتمد خطط الإنتاج لدى شركات النفط الأوروبية الـ3 الكبرى: شركة النفط البريطانية بي بي وشل وتوتال إنرجي، زيادة حصة الغاز الطبيعي، في ظل تداعيات تفشي جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا.
وكانت جميع تلك الشركات تتصور زيادة حصة الغاز في خطط إنتاجها حتى عام 2030؛ حيث أنشأت محافظ للغاز الطبيعي المسال مصممة لتزويد عالم إزالة الكربون بوقود انتقالي، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن موقع إنرجي إنتليغنس (Energy Intelligence).
أفضل التوقعات
بالعودة إلى عام 2021، أعلنت شركة شل أنه من المتوقع أن يرتفع إنتاجها من الغاز إلى نحو 55% من إجمالي إنتاج الهيدروكربونات بحلول عام 2030 بموجب إستراتيجيتها لدعم التقدم "باورينغ بروغرس"، بزيادة من نحو 48% في عام 2020.
واتجهت الشركة العملاقة، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها، إلى تخفيض بنسبة 1% إلى ناقص 2% سنويًا في إنتاج النفط حتى نهاية العقد، وحققت فعليًا سنوات التخفيض بأكملها قبل الموعد المحدد، مدفوعًة إلى حد كبير ببيع أصول حوض برميان إلى شركة كونوكو فيليبس.
وخفضت شركة شل إنتاج الغاز بنسبة 24% منذ عام 2019 إلى نحو 7.9 مليار قدم مكعبة يوميًا، وتركت حصة النفط في محفظتها عند نحو 51%.
في المقابل، توقعت شركة النفط البريطانية بي بي مَيْلًا متزايدًا نحو الغاز، بما في ذلك مضاعفة حجم محفظتها من الغاز الطبيعي المسال إلى 30 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، سيكون نصفها من أحجام الأسهم.
وكانت لدى الشركة خطط خفض الإنتاج الأكثر طموحًا من بين الشركات الأوروبية الكبرى الـ3، بموجب إستراتيجية انتقال الطاقة لعام 2020، التي تدعو إلى خفض إنتاج الغاز والنفط بنسبة 40% بحلول نهاية العقد.
كان ذلك حتى الشهر الماضي (فبراير/شباط)، عندما أعلن الرئيس التنفيذي لشركة النفط البريطانية بي بي، برنارد لوني، هدفًا جديدًا لانخفاض بنسبة 25%، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وانخفض الإنتاج الأساسي للشركة بنسبة 15% منذ عام 2019، مع زيادة حصة الغاز بنحو 52.5%.
ولم تشمل أهداف الخفض حصة شركة النفط البريطانية البالغة 19.75% في شركة روسنفط التي تسيطر عليها الدولة الروسية.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج الغاز الطبيعي عالميًا:
إعادة تقييم إستراتيجيات الاستكشاف والاستخراج
جاءت بعض الدوافع لإعادة تقييم إستراتيجيات الاستكشاف والاستخراج جراء تغيير الأفكار بشأن ظروف السوق السائدة؛ بما في ذلك وتيرة ومسار إستراتيجيات انتقال الطاقة.
عندما وضعت شركة النفط البريطانية بي بي خططها الطموحة لخفض إنتاجها، رأت سيناريو واحدًا على الأقل بلغ فيه الطلب على النفط ذروته قبل الوباء.
علاوة على ذلك، ترى شركتا النفط البريطانية بي بي وشل الآن سيناريوهات محتملة؛ حيث يستمر استخدام النفط والغاز الطبيعي بمعدل أعلى -وربما بأسعار أعلى- مما حدث خلال مرحلة الانكماش.
وفي واحد من أحدث سيناريوهات شركة شل، لا يصل العالم إلى الحياد الكربوني إلا بعد عام 2100، حيث تعمل مخاوف أمن الطاقة لدى الدول الفردية على تلاشي التعاون اللازم لتسريع انتقال الطاقة.
وتُعَد بعض عمليات إعادة التقييم مدفوعة باستجابة الشركات الأوروبية الكبرى لتقلبات أسواق الأسهم؛ حيث يفضّل المستثمرون أسهم منافسيهم الأميركيين، شيفرون وإكسون موبيل.
وتواصل الشركات الأوروبية الكبرى الـ3 التداول بكميات أقل من نظيراتها في الولايات المتحدة، حتى بعد زيادة بنسبة 17% في أسهم شركة النفط البريطانية بي بي، على خلفية قرارها تخفيف التراجع في إنتاج الغاز والنفط.
وعلى الرغم من توترات السوق الأخيرة الناجمة عن الأزمة المصرفية؛ فقد ظلّت أسهم شركة النفط البريطانية بي بي مرتفعة بأكثر من 9% في نيويورك حتى الآن.
وعلى الرغم من أن هذا يجعل شركة النفط البريطانية بي بي أفضل شركة غربية أداءً حتى الآن في عام 2022؛ فإنها بالكاد تصحح ضعف أدائها مقارنةً بشركتيْ إكسون موبيل وشيفرون الأكثر إنتاجًا للنفط منذ عام 2020.
ويُظهر انتعاش أعمال شركة النفط البريطاني بي بي، الشهر الماضي (فبراير/شباط)، بعد تقليص أهدافها لخفض الانبعاثات مدى معنويات المستثمرين، حسبما قال المحللون في بنك إتش إس بي سي.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج العالم من الغاز الطبيعي:
جودة الأصول
يشير الاتجاه الأكثر وضوحًا في خطط الإنتاج للشركات الأوروبية الكبرى الـ3 إلى الانخفاض العام منذ عام 2019 في إنتاج النفط والغاز.
وتعمل الشركات الـ3 على زيادة الإنفاق الرأسمالي الأولي بشكل هامشي في السنوات المقبلة، بالقرب من المستويات السابقة، بحسب ما نشره موقع إنرجي إنتليغنس (Energy Intelligence).
وقد يتساءل البعض عما إذا كانت الشركات الأوروبية الكبرى، أو نظيراتها الأميركية، لديها الأصول التي تحتاج إليها في محافظها الاستثمارية لتغيير مسار إنتاجهم الأولي إذا رغبوا في الحفاظ على انتعاشهم لمدة أطول.
وقال المحللون في بنك الاستثمار رويال بنك أوف كندا (آر بي سي) إن المخاوف بشأن الأصول الرئيسة، حيث تكون الشركات الأميركية كبيرة الحجم، قد تؤثر في المعنويات، مستشهدين بحوض برميان مثالًا على ذلك.
وأضافوا: "تحتاج الشركات الأوروبية الكبرى إلى إقناع السوق بأن موازنة النفقات الرأسمالية في الاستكشاف والاستخراج مناسبة للحفاظ على الاحتياطيات والإنتاج".
وعندما كشفت شركة النفط البريطانية بي بي عن خططها لخفض الإنتاج بنسبة 40%، كان بعض المراقبين قلقين من أن الشركة ربما أوقفت مجموعة من الخيارات الأولية التي كانت ستتاح لها لولا ذلك.
وما زالت هذه المخاوف قائمة، وإن وجدت، فقد تضخمت اليوم في أعقاب التخفيضات الكبيرة في الاستثمار، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال أحد المحللين لمنصة إنرجي إنتليغنس إن مجموعة مبيعات الأصول التي تطلبها شركة النفط البريطانية بي بي لدفع التزامات تسرب النفط من بئر ماكوندو في غايانا قد قوضت أساسًا قاعدة أصولها، وأثارت أسئلة مماثلة بشأن جودة أصول شركة شل.
وأعرب مراقبو الصناعة عن مزيد من الثقة بمحفظة شركة توتال إنرجي الفرنسية لعمليات الاستكشاف والإنتاج، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الشركة لم تخطط لتراجع الأحجام، ومن ثم احتفظت بمجموعة أفضل من الخيارات.
موضوعات متعلقة..
- مسؤول بشركة شل: استثمارات النفط والغاز في بحر الشمال يجب أن تستمر
- استثمارات انتقال الطاقة تحتاج 5.7 تريليون دولار سنويًا لتجنُّب كارثة المناخ
- انتقال الطاقة والوظائف الخضراء.. مطالب أوروبية بتأهيل الخبرات الفنية
اقرأ أيضًا..
- مبيعات المضخات الحرارية في العالم ترتفع 11% خلال 2022
- منصات الحفر البحرية في أفريقيا تتأهب لأعلى مستويات التنقيب خلال 10 سنوات
- بطاريات أيون الصوديوم خيار جديد للسيارات الكهربائية.. هل تتفوق على الليثيوم؟ (تقرير)