أخبار الغازأخبار النفطسلايدر الرئيسيةغازنفط

تونس تحسم الجدل حول اكتشاف احتياطيات ضخمة للنفط والغاز قبالة سواحل البلاد

حسمت تونس الجدل حول اكتشاف مكامن تحتوي على احتياطيات هائلة من النفط والغاز قبالة سواحل البلاد بالقرب من الحدود الليبية.

وكانت دراسة صادرة عن هيئة المسح الأميركية قد أشارت إلى وجود احتياطيات ضخمة من النفط والغاز قبالة السواحل التونسية، ما أحيا آمال المتطلعين إلى انتعاشة اقتصادية.

ورد المستشار في المؤسسة التونسية للأنشطة النفطية، الحبيب الطرودي، على أطروحات الدراسة الأميركية، مؤكدًا أن الدراسات الجيولوجية تبدد هذه الأرقام وتربط مدى نجاح حقول النفط بالنتائج التي قد تفضي إليها عمليات استكشاف جديدة.

وأكدت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية اكتشاف حوضين كبيرين للنفط والغاز، يقعان على مساحات واسعة، تمتد بين ليبيا وتونس.

وأفاد الباحثون بالهيئة بوجود نحو 4 تريليونات برميل من النفط، و38.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، و1.47 تريليون برميل من مكثفات الغاز في ليبيا وتونس.

دراسة غير دقيقة

أوضح الطرودي أن التقرير الصادر عن وكالة المسح الأميركية حول احتياطيات هائلة من النفط في السواحل، مجرد دراسة جيولوجية، جرت في حوض سرت التابع إلى ليبيا والأحواض المجاورة وبما يُعرف بحوض بيلاجي التونسي.

وأشار إلى أن الحوض يضم خليج قابس وخليج الحمامات ومنطقة الساحل وصفاقس وتونس والقيروان، وصولًا إلى الوطن القبلي، ويشكل المجال حوضًا جيولوجيًا غنيًا بالترسبات.

النفط في تونس
منصة لاستخراج النفط - أرشيفية

وأضاف أن العديد من الدراسات نشرت حول هذا الحقل من بينها دراسة توصلت إلى وجود أغلبية العناصر التي يمكن أن تدل على وجود النفط الخام.

وأكد أن المنطقة شهدت منذ سبعينيات القرن الماضي عمليات مسح زلزالي لما يقرب من 200 ألف كلم، وحُفرت 220 بئرًا في خليج قابس والحمامات والساحل الوطني القبلي، وأفضت عمليات المسح إلى اكتشاف حقول "عشتروت" و"أميلكار" و"صدر بعل" و"سريسنا" و"سيدي الكيلاني" و"رامورا" و"بلي" و"المنزه"، لكن الحوض لم يشهد منذ 1990 أي اكتشاف.

وأشار إلى أن أغلبية هذه الحقول تسجل انخفاضًا طبيعيًا مستمرًا في الإنتاج، حسبما ذكرت وكالة الأنباء التونسية.

وشدد على أن عمليات الاستكشاف توقفت، لأن كل الدراسات أثبتت عدم وجود مكامن بالوفرة المذكورة والقادرة على إنتاج النفط.

وأضاف أنه باستثناء حقلي "عليسة 3" و"مهدية 3"، لم تُحفر أي آبار أخرى منذ سنة 2009 على مستوى حوض البيلاجي التونسي، مشيرًا إلى أن الإنتاج على مستوى البئرين ضعيف جدًا.

المسوحات الزلزالية

أفاد الحبيب الطرودي بأن الدراسة التي أعدتها هيئة المسح الأميركية تعود إلى ما قبل سنة 2011، وما دام أنها لا تعتمد على دراسة والتحاليل الزلزالية المتوفرة بهذه الأحواض الروسوبية، فإنها تبقى غير دقيقة خاصة أن تقنية المسح الزلزالي هي التي يمكنها أن تعطي فكرة للباحثين عن وجود المكامن وحجمها.

واعتبر أن الوثيقة الصادرة عن هيئة المسح الأميركية لا يمكن الاعتماد عليها أنها مرجع علمي خصوصًا في ظل عدم ارتكازها على نتائج المسح الزلزالي الذي يشكل ركيزة أساسية في تقييم المكامن النفطية لمنطقة ما.

وبيّنت الهيئة الأميركية أن الحوض الأول يقع في تونس "بودبوس"، وهو حقل عملاق يمتد على طول السواحل الشرقية، يقع جزء منه في اليابسة، في حين يقع جزؤه الأكبر في البحر، يبدأ شمالًا من سواحل بنزرت وخليج تونس مرورًا بالوطن القبلي نابل والساحل والقيروان وصفاقس وخليج قابس إلى بن قردان والحدود البحرية مع ليبيا، ليواصل امتداده داخل المياه والأراضي الليبية حتى مدينة مصراتة، أما الحقل الآخر فيقع في ليبيا، وهو حقل سرت وسط ليبيا في خليج سرت.

حوض البيلاجي

أكد المستشار في المؤسسة التونسية للأنشطة النفطية الحبيب الطرودي، العمل على إعادة تنفيذ دراسات معمقة للاستكشاف وجذب المستثمرين.

وأضاف أن حوض البيلاجي غير جاذب للاستثمارات، وتعده العديد من شركات النفط غير قادر على تحقيق نتائج إيجابية من الإنتاج أو توفير موارد من النفط والغاز حال الاستثمار فيه، خاصة بعد اكتشاف أهم الحقول التونسية على غرار "أميلكار" و"صدربعل".

وأكد أن المؤسسة التونسية للأنشطة النفطية تبذل جهودًا لتطوير عمليات الاستكشاف، خاصة عبر استعمال التقنيات الحديثة والاستفادة من الدراسات متعددة الاختصاصات التي تُعد مرجعًا أساسيًا، لافتًا إلى أن حفر 300 بئر على مستوى هذا الحوض يُعد غير كافٍ لإعطاء صورة واضحة عن إمكانات الحوض، مؤكدًا أن الدراسات تشير إلى ضرورة حفر بئر كل كيلومتر مربع.

وقال إن الباب مفتوح أمام أي دراسات تستند إلى مرجعية علمية وتقنية صحيحة وغير عشوائية، مشيرًا إلى أن حوض البيلاجي، خاصة المنطقة البرية من جهة الساحل، يمكن أن يحتوي على مكامن غير تقليدية.

النفط في تونس
منصة لاستخراج النفط - أرشيفية

استكشاف النفط والغاز

تحدّث الخبير حول خريطة استكشاف النفط والغاز في تونس، موضحًا أن بلاده لم تستقطب منذ نحو 15 عامًا أي شركة كبيرة الحجم متخصصة في الاستكشاف تمتلك دراية وخبرة في الاستكشاف لسببين، أولهما أن أحواض تونس تُعد جيولوجيًا معقدة خاصة بالشمال والوسط، والسبب الآخر أنها تُعد ذات مردودية منخفضة.

ودعا الحكومة التونسية إلى الإسراع في عملية إدراج نصوص جديدة على قانون المحروقات الذي يجري العمل على تنقيحه بما يتيح جلب استثمارات في مجال الطاقة الأحفورية.

وتتشكل خريطة الآبار في تونس من 1100 بئر، لكن هناك نحو 80% منها تندرج ضمن الآبار غير المنتجة، ما يجعل خطر الاستكشاف مرتفعًا، ولا تتخطى نسبة النجاح 10% فقط.

كما توجد الآبار على عمق يتجاوز 3 كيلومترات، ما يجعل من تكلفة حفره وتجهيزه وصولًا إلى مرحلة الإنتاج مرتفعة، إذ تتراوح كلفة البئر الواحدة على اليابسة بين 15 و20 مليون دولار، وعلى مستوى البحر ما بين 40 و50 مليون دولار.

وأوضح أن خريطة النفط في تونس أدت إلى تراجع الإنتاج من قرابة 80 ألف برميل يوميًا خلال سنة 2000، إلى نحو 35 ألف برميل يوميًا في الوقت الحالي، ما جعل البلاد تقع تحت عجز طاقي يتراوح بين 50 و60%.

الغاز الصخري

أفاد الدكتور في الجيولوجيا النفطية، المستشار في المؤسسة التونسية للأنشطة النفطية، الحبيب الطرودي -حول إمكان التوجه نحو الاستثمار في الغاز الصخري- بأنه في عام 2010 نُفذت دراسة حول مكامن الغاز الصخرى شارك فيها مجموعة من المهندسين والخبراء على مستوى حوض غدامس في الجنوب التونسي، وهي دراسة تُعد مرجعية في المجال.

وتوصلت النتائج إلى أن الغاز الصخرى في حوض غدامس يمكن أن يقلّص من العجز الطاقي لتونس، إذ أكدت الدراسة توافر ما بين 10 و15 تريليون قدم مكعبة من الغاز.

وأشار إلى أن استكشاف الغاز الصخرى يتطلب حفر بئر أو بئرين أو 3 آبار نموذجية، للتوصل إلى حقيقة توافر الاحتياطيات من عدمها، وهذه العملية لم تقع حتى الآن في تونس، رغم أن الجزائر حفرت بئرًا نموذجية، وتأكد الخبراء من وجود الغاز الصخري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق