الهيدروجين الأخضر والغاز المسال يتصدران أوجه التعاون بين مصر وألمانيا
تصدَّر الهيدروجين الأخضر والغاز المسال أوجه التعاون بين مصر وألمانيا، ضمن خطط البلدين للتوسع في الاعتماد على الطاقة النظيفة في إطار إستراتيجية الانتقال الطاقي وخفض الانبعاثات.
وشارك عدد من المسؤولين في القاهرة وبرلين، اليوم الإثنين 13 مارس/آذار (2023)، في الاجتماع الأول للجنة التنظيمية العليا للتعاون بين مصر وألمانيا في مجالات الطاقة والهيدروجين بالتعاون مع الغرفة الألمانية العربية للتجارة والصناعة.
شارك في الاجتماع نائب وزير الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي في ألمانيا شتيفان فنتسيل، ووزير البترول المصري طارق الملا، ووزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط، ووزير قطاع الأعمال محمود عصمت، إلى جانب العديد من الشركات المصرية والألمانية العاملة في مجالات ومشروعات الطاقة الخضراء.
وأوضح الملا أن مصر وألمانيا توليان أهمية لعقد شراكات واتفاقيات في مجال الطاقة بصفة خاصة في الوقت الحالي من خلال التعاون مع كبرى الشركات.
الطاقة الخضراء
شدد وزير البترول المصري على أن موضوعات الطاقة وخاصة التحول الطاقي وإزالة الكربون أولويات جدول أعمال البلدين، مشيدًا بعمق وقوة العلاقات الثنائية بينهما.
وأضاف الملا أن الزخم الكبير الذي يشهده التعاون الجاري في مجال الطاقة الخضراء وفي مقدمتها الهيدروجين الأخضر بين مصر وألمانيا يعكس التنسيق المتبادل ووجهات النظر المشتركة بين البلدين والتي تؤمن بضرورة الاستمرار في تنمية الطاقة بوسائل أكثر مسؤولية وصداقة للبيئة وبأقل تأثير في المناخ.
وأشار إلى أنه في ظل تحرك عالمي سريع لمواجهة آثار التغير المناخي فإن العالم يحتاج في الوقت ذاته لمواصلة استهلاك الطاقة لدعم التنمية الاقتصادية وتلبية احتياجات الشعوب.
وأكد الملا أن إعلان النوايا الذي وقّعه الجانبان المصري والألماني في مجال الهيدروجين الأخضر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يعمل على تيسير تبادل الخبرات والاستفادة من أحدث التكنولوجيات الألمانية لتطبيق وتطوير وإنشاء المشروعات في مجال الهيدروجين الأخضر.
وأشار الملا، في كلمته الإستراتيجية القومية لمصر في مجال الطاقة والتطورات التي يشهدها مجال الهيدروجين، إلى أن كلتا الإستراتيجيتين سواء الإستراتيجية الوطنية للطاقة أو إستراتيجية الهيدروجين في المراحل النهائية تمهيـدًا للإعلان عنهما قريبًا.
إستراتيجية التغير المناخي
أوضح الملا أن بلاده تستهدف مواكبة التطورات العالمية في مجال الاستدامة والطاقة لإتاحة الفرصة لجذب المزيد من الاستثمارات وتوفير الحوافز للشركات الراغبة في الاستثمار في مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر.
ولفت الملا إلى أن الجهود تأتي تحقيقًا لأهداف الإستراتيجية القومية للتغير المناخي 2050 التي أطلقتها مصر بهدف تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة، والنمو الاقتصادي بالتوازي مع الحفاظ على الموارد الطبيعية والنظام البيئي.
وقال: "جاء التحول الطاقي وبالأخص استخدامات الهيدروجين بصفته مصدرًا للطاقة منخفض الكربون في مقدمة محاور العمل التي تتألف منها الإستراتيجية".
وذكر الملا أن الأهمية المتنامية للهيدروجين بصفته مصدرًا للطاقة تجلّت بوضوح خلال قمة المناخ كوب 27 بمصر، التي حققت نتائج فارقة من خلال نجاحها في تحويل التعهدات والالتزامات الدولية إلى إجراءات للتنفيذ.
وأوضح أن مصر اتخذت تحركات سريعة وفعّالة في مجال الهيدروجين خلال مدة القمة؛ إذ أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بدء المرحلة الأولى من أول محطة متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، كما أطلق المنتدى العالمي للهيدروجين بصفته طاقة جديدة ومتجددة.
وجرى خلال قمة المناخ توقيع عدة اتفاقيات إطارية لمشروعات الهيدروجين الأخضر، فضلًا عن توقيع مذكرة تفاهم مهمة مع الاتحاد الأوروبي للشراكة الإستراتيجية في مجال الهيدروجين؛ ما يؤكد قدرة مصر بما تملكه من إمكانات على أن تصبح مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
ومن جانبه أكد نائب وزير الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي الألماني أهمية الاجتماع الذي يضم المسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين مع نحو 200 شركة مصرية وألمانية.
وأوضح أن التغيرات والتحديات العالمية وانعكاساتها في مجال الطاقة فتحت آفاقًا جديدة للتعاون بين الدول، كما أسست لبداية مرحلة جديدة من التعاون بين ألمانيا ومصر في مجال الطاقة والانتقال الطاقي.
وذكر أن ألمانيا التي تعمل على التوسع في الطاقة المتجددة منفتحة على توسيع وتقوية شراكاتها الدولية وتقوية التعاون مع مصر في مجالات الطاقة والهيدروجين الأخضر، مشيدًا بتجربة مصر في قطاع الطاقة والتي طورت من هذا القطاع بصورة مذهلة.
ولفت إلى أن مصر غنية بالإمكانات من الموارد الطبيعية، وهو ما يزيد من قدرتها على التعاون وجذب الاستثمار في الطاقات المتجددة، مؤكدا أن مستقبل العمل مع مصر جيد للغاية؛ إذ إن مصر تعمل بشكل متميز في مجال العمل المناخي والطاقات المستدامة.
التحول الأخضر
من جانبه، أكد وزير قطاع الأعمال العام محمود عصمت، أن وزارته من خلال شركاتها التابعة تسير بخطوات جادة نحو التحول الأخضر وتعزيز استخدام مصادر الطاقة النظيفة، اتساقًا مع جهود الدولة والتوجه العالمي في مواجهة تغير المناخ والتحول إلى اقتصاد أخضر ومستدام، والحفاظ على الموارد البيئية الطبيعية.
وأضاف عصمت أن الدولة حريصة على تقديم أكبر قدر من الحوافز والتيسيرات لمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر لجذب مزيد من الاستثمارات في هذا القطاع المهم، خاصة في ظل توصيات قمة المناخ كوب 27، مؤكدًا أن الهيدروجين الأخضر سيكون له دور هائل في تحول الطاقة العالمي، وهو ما يعد ضرورة من أجل تطوير طاقة جديدة ومتجددة وحماية البيئة وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
أشار المهندس عصمت إلى عدد من المشروعات في قطاعات صناعية متنوعة بالشركات التابعة في إطار التحول نحو الاقتصاد الأخضر، ومنها مشروعات الأمونيا الخضراء؛ إذ تم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مصنع جديد بالسويس لإنتاج الأمونيا الخضراء بطاقة 1000 طن يوميًا، بالشراكة مع القطاع الخاص، كما تجري دراسة إعادة إحياء إنتاج الأمونيا الخضراء في شركة الصناعات الكيماوية المصرية "كيما" التي تأسست عام 1956 وكانت لها الريادة في إنتاج الأمونيا الخضراء.
أوضح أن هناك مفاوضات جارية مع المستثمرين والشركات العاملة في المجال للوصول إلى شراكة في توليد الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح، إلى جانب مشروع جديد لزيادة كفاءة نظام جمع الغبار والتحكم في الانبعاثات لمواكبة المرحلة الثانية من إعادة تأهيل شركة الدلتا للصلب بطاقة 250 ألف طن، ومشروع إعادة تأهيل المصهر الحالي لشركة مصر للألومنيوم، والذي سيرفع الطاقة الإنتاجية الحالية من 260 ألف طن سنويًا إلى الطاقة التصميمية البالغة 320 ألف طن سنويا، باستثمارات متوقعة 300 مليون دولار، كما بدأت شركة النصر للسيارات في إنتاج حافلات تعمل بالغاز الطبيعي طبقًا للمعايير الأوروبية للانبعاثات.
فرص التعاون
عقب اجتماع اللجنة المصرية الألمانية، أقيمت مائدة مستديرة بمشاركة الوزراء والشركات المصرية الألمانية تم خلالها مناقشة واستعراض فرص وأولويات التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة والهيدروجين.
وعبّر ممثلو الشركات الألمانية عن رغبتهم في التعاون والاستثمار في مصر واستغلال الفرص المتميزة خاصة أن مصر تتطور بشكل كبير في مشروعات الطاقة.
كما تم استعراض رغبة الجانب الألماني في التعاون مع مصر في مجال الغاز الطبيعي المسال الذي يعد أهم خيارات مرحلة الانتقال الطاقي لتوفير الطاقة بشكل مسؤول بيئيًا من خلال الدور المصري بصفتها مركزًا إقليميًا لتجارة الغاز وتداوله ونقله إلى أوروبا.
وعلى جانب آخر؛ فإن وزير البترول المصري التقى هانس عضو مجلس إدارة مجموعة في إن جي الألمانية العاملة في قطاع الغاز الطبيعي والبنية التحتية والطاقات الخضراء كالهيدروجين، يواكيم بولك.
واستعرض اللقاء إمكان التعاون بين قطاع النفط المصري والمجموعة الألمانية التي أعربت عن تطلعها للتعاون مع مصر في مجالات الغاز الطبيعي والمسال والبنية التحتية لقطاع الغاز من خلال الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس"، إضافة إلى التعاون في مجالات إنتاج الهيدروجين.
وأكدت الشركة الألمانية أن الخبرات والإمكانات الكبيرة لمصر في قطاع الغاز تحفز الشركة للتعاون معها، وأن مصر من أهم موردي الغاز الطبيعي المسال بالمنطقة وترغب الشركة في فتح آفاق التعاون في هذا الشأن.
كما تم بحث إمكان تبادل الخبرات وفرص تنفيذ برامج تدريب الكوادر وبناء القدرات البشرية مع المجموعة الألمانية في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والتعرف على أفضل الممارسات.
وأكد الملا وجود فرص كبيرة للتعاون في هذا المجال وسرعة تنفيذه بما يلبي الاحتياجات في مجال الطاقة الخضراء التي تتوسع مصر في خططها بشكل كبير.
موضوعات متعلقة..
- مشروع ضخم لتطوير الهيدروجين الأخضر في موريتانيا بشراكة مصرية إماراتية
- مصر تستعين بخبرات اليابان في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة
- قدرة إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا تقفز 44%.. ومصر تقود الصفقات الجديدة
اقرأ أيضًا..
- مصافي النفط العالمية.. 3 منشآت عربية في قائمة الـ8 الكبار (فيديو وصور)
- تقنية جديدة لزيادة ضخ المياه بالطاقة الشمسية
- أوابك: 5 دول عربية تستحوذ على 72% من نمو الطاقة المتجددة في 2027