مسؤول: تغير المناخ التحدي الأكبر لأمن مصر المائي
سفير الاتحاد الأوروبي: المياه قضية جيوسياسية قد تقود للحرب
حياة حسين
قال وزير الري والموارد المائية المصري الدكتور هاني سويلم، إن تغير المناخ هو التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد في قضية المياه، في حين رأى سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر أن المياه قضية جيوسياسية قد تقود للحرب.
وأضاف، خلال احتفالية نظّمها الاتحاد الأوروبي في مصر، اليوم الأحد 12 مارس/آذار (2023)، بمناسبة يوم المياه العالمي، أن كوارث التغيرات المناخية تهدد كل دول العالم، إذ تجتاح الفيضانات بعض الدول، وتهدد موجات الحرارة غير المسبوقة دولًا أخرى، في حين تندلع الحرائق بأماكن أخرى من العالم.
وعَدَّ الوزير المصري هذه الفعالية، التي شاركت فيها منصة الطاقة المتخصصة، في حديقة عفلة التراثية بمنطقة القناطر الخيرية، فرصة لزيادة الوعي المجتمعي بقضية المياه وعلاقتها بأزمة تغير المناخ.
وأجرت منظمة الأمم المتحدة مسحًا قبل انعقاد قمة المناخ كوب 27، في مصر خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بالتعاون مع مركز بصيرة، كشف عن تدنّي وعي النسبة الأكبر من المصريين بقضية تغير المناخ.
شح المياه
تعاني مصر من شح المياه، ويزيد من تفاقم تلك المشكلة تغير المناخ، وحرارة شهر فبراير/شباط الماضي وانخفاض منسوب الأمطار هذا الشتاء خير دليل على ذلك، وفق وزير الري والموارد المائية الدكتور هاني سويلم.
وقال سويلم، إن ارتفاع الحرارة الشهر الماضي، وطوال أشهر هذا الشتاء في مصر، وقلة سقوط الأمطار، كلها ظواهر تعني أن مصر تتأثر بشدة بأزمة تغير المناخ، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح أن ارتفاع الحرارة زاد الطلب على المياه، في وقت تسبَّب فيه انخفاض منسوب الأمطار بتراجع نصيب الفرد من المياه إلى 500 متر مكعب سنويًا، وهي نصف الكمية التي حددتها الأمم المتحدة لمستوى الفقر المائي عند 1000 متر مكعب سنويًا.
وتابع الوزير أن مصر من أكثر الدول جفافًا على مستوى العالم، وتعتمد على نهر النيل في تلبية 97% من احتياجاتها، "لذلك مصر حساسة جدًا مع أيّ نقص في مياه نهر النيل لأيّ سبب من الأسباب"، حسب قوله.
يُذكر أن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا، وهي من دول المنبع، يهدد حصة مصر التاريخية من المياه، بسبب إقدام أديس أبابا على الملء المنفرد للعام الثالث على التوالي في 2022، وتستعد للملء الرابع في 2023.
تعاون وزاري
تتعاون وزارتا الري والإسكان المصريتان في مشروعات مختلفة مرتبطة بإدارة ملف المياه، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال نائب وزير الإسكان لشؤون البنية الأساسية الدكتور سيد إسماعيل، إن الوزارتين وضعتا خطة ترشيد تعتمد على 3 محاور أساسية؛ أولها تعظيم الموارد من خلال تحلية مياه البحر، والثاني معالجة مياه الصرف الصحي والزراعي، والثالث ترشيد استهلاك المياه.
بدوره، قال رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر كريستيان برغر: "تعاني مياه الكوكب من تهديدات عديدة، بدءًا من أزمة تغير المناخ بصورة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، وأصبحت المياه قضية جيوسياسية، وسلعة إستراتيجية، يمكن أن تؤدي إلى الهجرة، وتعوق الأمن الغذائي، وتسبب الحروب".
دعم أوروبي
قال رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر كريستيان برغر، خلال الاحتفال بيوم المياه العالمي في القاهرة: "أظهرت قمة كوب 27 أنه علينا التحرك بسرعة في تبنّي منهجية جديدة تجاه الاستدامة".
وتابع أن هذا الأمر مهم، خاصة في مصر، إذ سينخفض متوسط حصة مياه النيل للفرد بنسبة 22% بسبب النمو السكاني، ما قد يؤدي إلى خطر كبير على جودة المياه، والحياة بصورة عامة.
وأكد برغر أن الاتحاد يدعم مصر في مواجهة تلك التحديات منذ عام 2007، إذ خصص أكثر من 550 مليون يورو (518.9 مليون دولار أميركي) في صورة منح، و3 مليارات يورو (2.8 مليار دولار أميركي) في صورة قروض ميسرة.
وتُظهر اتفاقية أولويات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، العام الماضي (2022)، اتّساع نطاق التعاون في كل المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتضم: الأمن الغذائي والتحول الأخضر والرقمي وخلق فرص العمل والطاقة المتجددة والموارد الطبيعية، خاصة المياه، وفق برغر.
موضوعات متعلقة..
- رئيس قمة المناخ كوب 27 في مصر: الوقت حان للتحول من المفاوضات إلى التنفيذ
- تزامنًا مع كوب 27.. مصر تؤسس أول شركة في أفريقيا لتداول شهادات الكربون
- خبير: كوب 27 يضع مصر على خريطة مواجهة التغيرات المناخية عالميًا (حوار)
اقرأ أيضًا..
- أوابك: 5 دول عربية تستحوذ على 72% من نمو الطاقة المتجددة في 2027
- تقنية جديدة لزيادة ضخ المياه بالطاقة الشمسية
- أنس الحجي: أسواق النفط تواجه 3 آثار سلبية بسبب الحرب في أوكرانيا