نساء الطاقة في سلطنة عمان.. 8 نماذج ترسم طريق النجاح للمرأة الخليجية

ياسر نصر

2023-03-08

0 4٬020

برز خلال السنوات الأخيرة دور نساء الطاقة في سلطنة عمان لأداء دور محوري في التنمية الاقتصادية بالبلاد، جنبًا إلى جنب مع الرجال في كل الميادين التي كانت حكرًا على الذكور حتى وقت قريب.

ونجح قطاع النفط والغاز، ومؤخرًا الطاقة المتجددة، في استقطاب العديد من العناصر النسائية، ضمن إستراتيجية سلطنة عمان لتمكين المرأة بصفتها شريكًا أساسيًا في الحراك الاقتصادي والاجتماعي.

وضربت العديد من النماذج مثالًا يحتذى به على المستوى الإقليمي والعالمي، وسلّطت الضوء على دور نساء الطاقة في سلطنة عمان اللاتي حجزن مكانة متميزة إلى جانب الرجال.

قائمة فوربس

كشفت قائمة فوربس لأقوى 100 امرأة في الشرق الأوسط خلال 2023 عن احتلال نساء الطاقة في سلطنة عمان مراكز متقدمة، إذ إن من بين الـ6 عمانيات اللاتي احتفلت بهن القائمة، هناك 3 يرتبط عملهن بقطاع الطاقة.

جاءت قائمة سيدات الأعمال في قائمة فوربس من 27 جنسية، ويعملن في 27 قطاعًا مختلفًا، وتصدّرت الإمارات القائمة بأكبر عدد من المشاركات بواقع 15 سيدة أعمال، تليها مصر بـ12، ثم السعودية بـ11، والكويت بـ8، ولبنان وقطر وسلطنة عمان بـ6 مشاركات لكل منها.

وهيمن قطاع المصارف والخدمات المالية على القائمة بواقع 23 مشاركة، يليه قطاع الشركات المتنوعة بواقع 11 مشاركة، ثم قطاع الاستثمار بواقع 8 مشاركات.

وتعمل سلطنة عمان على تعزيز مشاركة المرأة في العديد من القطاعات، وفي مقدمتها قطاع الطاقة، إذ تتولى سيدات مناصب قيادية في كبرى الشركات، وفي مقدمتها شركة نفط عمان وأوكيو، فضلًا على وزارة الطاقة.

هيفاء الخايفية

تعدّ المديرة التنفيذي للمالية بشركة تنمية نفط عمان هيفاء الخايفية أبرز رموز نساء الطاقة في سلطنة عمان، فضلًا على أنها واحدة من أقوى 100 سيدة أعمال في الشرق الأوسط وفقًا لتصنيف فوربس.

تمتلك هيفاء الخايفية خبرة أكثر من 27 عامًا في قطاع النفط والغاز، إذ انضمت إلى شركة تنمية نفط عُمان في عام 1995، وتولّت منصبها الحالي عام 2012.

لدى الشركة 230 وحدة تشغيل، ونفّذت أكثر من 200 مشروعًا لدعم الإنتاج المستدام للنفط والغاز في سلطنة عمان، ولديها أكثر من 8 آلاف و800 عامل، تنتج شركة نفط عمان 635 ألف برميل من النفط الخام و57 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، وفقًا لإحصائيات 2021.

شغلت الخایفیة منصب الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة تنمية الطاقة عمان من نوفمبر/تشرين الثاني 2021 إلى مارس/آذار 2022، وتشغل أيضًا منصب الأمين العام وعضوية مجلس إدارة جمعية الصداقة العمانية البريطانية.

وتقود هيفاء الخايفية الإدارة المالية في أكبر منتج للنفط والغاز في سلطنة عمان، التي توفر 70% من نفط السلطنة وتقريبًا كل الغاز، وتشغل أيضًا منصب عضو اللجنة التنفيذية لشركة تنمية نفط عمان ومجالس النفط والغاز، وترأس مجلس المناقصات ومجلس أمناء صندوق التقاعد في الشركة.

وشغلت أيضًا منصب الرئيس التنفيذي المؤقت حتى نهاية الربع الأول من عام 2022 لشركة تنمية طاقة عمان، التي تشكّلت حديثًا.

صابرينا البكري

على خطى هيفاء الخايفية، تسير الرئيسة التنفيذية للمالية في شركة أوكيو صابرينا البكري، التي تمتلك خبرة تزيد عن 17 عامًا في مجال التمويل وتوفير حلول تمويل الشركات وتقارير الأداء.

وتعدّ أوكيو شركة عالمية متكاملة تعمل في مجال الطاقة، تأصلت جذورها في سلطنة عمان، وتتمتع بحضور قوي في 17 دولة حول العالم، وتغطي عملياتها وأنشطتها سلسلة القيمة الكاملة، بدءًا من الاستكشاف والإنتاج وصولًا إلى تسويق المنتجات النهائية من الوقود والكيماويات وتوزيعها في أكثر من 60 دولة حول العالم، مما يجعلها إحدى الشركات الرائدة عالميًا في قطاع الطاقة.

عملت شركة أوكيو، والتي تسجل النساء حضورًا مميزًا في مجلس إدارتها، منذ أواخر عام 2019 في دمج شركاتها الـ9 وإنشاء كيان موحّد أكثر قوةً واتحادًا وكفاءةً، وقطعت أشواطًا كبيرة في ترسيخ مكانتها بصفتها لاعبًا عالميًا وعلامة تجارية رائدة في مجال الطاقة.

تتمتع صابرينا بخبرات كبيرة في مجال التمويل وتوفير حلول تمويل الشركات وتقارير الأداء، بما في ذلك متطلبات التمويل المتنوعة والمعقدة، وحصلت خلال 2021 على جائزة المرأة للإجادة في تقديم القيمة من خلال الحلول المالية المبتكرة.

بدأت صابرينا حياتها المهنية في المجال عند التحاقها بشركة تنمية نفط عمان وشركة شل، لتنضم بعد ذلك إلى شركة آبار للاستثمار في أبوظبي، إذ أمضت 10 سنوات تعمل في هيكلة الحلول المالية وسندات الشركات والقروض المشتركة متعددة العملات والسندات.

انضمت صابرينا إلى مجموعة أوكيو في عام 2018، لتتولى تقديم وتقييم وهيكلة مجموعة متنوعة من الأنشطة المالية كسندات الشركات والقروض المشتركة متعددة العملات وقروض تمويل المشروعات، والاستفادة من خبراتها لتحقيق قيمة لأعمال المجموعة.

صابرينا حاصلة على درجة البكالوريوس في المالية والمحاسبة والإدارة من جامعة نوتنغهام، وهي أيضًا محاسبة قانونية معتمدة من جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين منذ عام 2011.

نجلاء الجمالي

تعدّ الرئيسة التنفيذية للطاقة البديلة في مجموعة أوكيو نجلاء الجمالي واحدة من أبزر وجوه نساء الطاقة في سلطنة عمان.

شغلت نجلاء على مدى 24 عامًا العديد من الوظائف التشغيلية في قطاع النفط والغاز بالشق العلوي وحقول الاستكشاف والتنقيب البرية والبحرية.

عملت الجمالي خلال مسيرتها الطويلة في قطاع الطاقة بعدّة مناصب إدارية واستشارية في شركات مرموقة في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، مثل فالي، وشلمبرجيه، وشل، وشركة تنمية نفط عُمان.

وفي عام 2016، شغلت نجلاء وظيفة القائم بأعمال المدير الإداري التنفيذي بشركة تكامل للاستثمار، وفي عام 2020 أسهمت بتشكيل فريق الطاقة البديلة، وكان لها دور أساس في الارتقاء به إلى قطاع الأعمال، ومن هناك تولّت مسؤولية جميع مشروعات الجزيئات الخضراء.

حصلت نجلاء على شهادة البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف في تخصص الرياضيات مع الرياضيات التطبيقية والفيزياء الرياضية من الكلية الإمبريالية بلندن، وتحمل شهادة ماجستير العلوم في الإدارة المالية من جامعة لندن عام 2002، وشاركت في برنامج شلمبرجيه للقيادة في المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال بفرنسا.

عملت مهندسة حفر في "شركة شل للاستكشاف والإنتاج" بين 1999 و2003، ومهندسة مكامن في "تنمية نفط عُمان" بين 1998 و1999.

شغلت عضوية مجلس إدارة "شركة تنمية معادن عمان" بين 2018 و2019، وتبوأت منصب مديرة التخطيط في "شركة نفط عمان" بين 2015 و2016، ومديرة مشاركة للإستراتيجية والأداء في الشركة ذاتها بين 2013 و2015، ومديرة مشاركة في "شركة شلمبرجيه لاستشارات الأعمال" بين 2005 و2010، ومستشارة أولى في "شركة آي إتش إس للطاقة" بين 2004 و2005.

تشغل عضوية مجلس إدارة كل من "بنك اتش اس بي سي عُمان" منذ 28 مارس/آذار 2021، والشركة الوطنية العمانية للهندسة والاستثمار "أونك" منذ 21 مارس/آذار 2021، و"شركة مسندم للطاقة" منذ 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، كما تعمل في "شركة أوكيو" منذ مارس/آذار 2020. تعدّ الجمالي العنصر النسائي الثاني في مجلس إدارة أوكيو العمانية، التابعة لجهاز الاستثمار العماني، إلى جانب صابرينا البكري.

تشكّل وحدة أعمال الطاقة البديلة، التي تقودها الجمالي، حجر الزاوية في جهود تعزيز مكانة أوكيو بصفتها شركة طاقة رائدة ومتكاملة ومستدامة تشقّ طريقها بثبات نحو تحقيق نمو مستدام على المدى الطويل.

تمتد عمليات وأنشطة وحدة الطاقة البديلة في أوكيو لتشمل كل مجالات القطاع، معتمدةً على 3 ركائز أساسية، وهي الكيماويات الخضراء، وأصول الطاقة، وكفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك.

الشقيقتان.. لجينة وأريج

صنّفت مجلة فوربس كلًا من الشقيقتين لجينة وأريج محسن حيدر درويش في المرتبة الـ28 في قائمة أقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط 2023.

تدير الشقيقتان درويش إحدى أكبر الشركات العائلية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي يعمل لديها أكثر من ألف شخص.

وترأس لجينة أقسام البنية التحتية والتكنولوجيا والصناعة وحلول المستهلك في الشركة، بينما تقود أريج أقسام السيارات ومعدّات البناء والطاقة المتجددة.

ولدى المجموعة شراكات مع العديد من العلامات التجارية العالمية، في قطاعات السيارات والمركبات التجارية وأجهزة الحاسب الآلي والاتصالات والإلكترونيات ومواد البناء وغيرها.

وفي عام 2021، قادت لجينة محسن حيدر درويش وفدًا عمانيًا إلى إكسبو 2020 دبي، وأطلقت طابعًا بريديًا للاحتفال بيوم المرأة العمانية، وهي أيضًا عضوة في الجمعية الملكية البريطانية للفنون والمجلس الأعلى لمجلس الدولة في عمان.

وتدير أريج محسن حيدر درويش، إلى جانب إشرافها على مجموعة السيارات ومعدّات البناء والطاقة المتجددة التابعة لمحسن حيدر درويش، شركة أريج للزيوت النباتية ومشتقاته، وشركة الدقم المتحدة للخدمات اللوجستية، وهي عضوة مجلس إدارة جامعة مسقط ودائرة قيادة اليونيسف وجمعية دار العطاء.

خضعت شركة محسن حيدر درويش لإعادة الهيكلة في يناير/كانون الثاني 2021، إذ قُسِّمت جميع وحدات الشركة إلى مجموعتين مستقلتين، للتركيز على "التنويع الإستراتيجي والتوسع".

وحتى ديسمبر/كانون الأول 2020 ، كانت أريج رئيسة مجلس إدارة المجموعة، لكن بعد شغلها هذا المنصب لنحو 3 أعوام، وإدارتها أعمال الشركة خلال عام على جائحة كورونا، تولّت منصب رئيسة مجلس إدارة القطاع الخاص بالطاقة المتجددة، بينما ترأس شقيقتها لجينة مجلس إدارة مجموعة البنية التحتية والتكنولوجيا والصناعة وحلول المستهلك.

وتعقد الأختان اجتماعات شهرية لمناقشة مستقبل الشركة، مع اتخاذ قرارات مشتركة بشأن الاستثمارات والمشروعات الجديدة والتوسع.

يأتي تركيز أريج على الطاقة المتجددة، وسط توقعات بزيادة الطلب العماني على مشروعات الطاقة النظيفة خلال السنوات المقبلة، بعد أن حددت هدفًا لتوليد نحو 30% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول 2030.

فايزة رحمة الله

من النماذج البارزة ضمن نساء الطاقة في سلطنة عمان، فايزة رحمة الله، التي تشغل منصب المديرة التنفيذية للموارد البشرية بشركة تنمية نفط عمان منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

تتولى رحمة الله مسؤولية مجالات التدريب والتطوير، وإدارة المواهب، والتعمين، والتوظيف، وسياسات الموارد البشرية، ومستحقات الموظفين واستشارات الموارد البشرية لكل موظفي الشركة، الذين يصل عددهم لنحو 9 آلاف موظف.

تمتلك فايزة مسيرة مهنية تمتد لما يزيد على 30 عامًا بأكبر شركات النفط والغاز في سلطنة عمان، بين مجموعة واسعة من المناصب العليا الفنية وغير الفنية، وفي مجالات مختلفة تشمل العقود والمشتريات والخدمات اللوجستية وتكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية.

اكتسبت فايزة خبرة واسعة في مجال الموارد البشرية على مدى 3 سنوات في المدة 2008-2011، عندما تولّت منصب مدير التعمين والمواهب، الذي أنشئ لأول مرة في الشركة.

وفي عام 2011، عُينت فايزة بمنصب مدير إدارة المعلومات والتكنولوجيا في شركة تنمية نفط عُمان، لتكون أول من يتولى المنصب في الشركة من ذوي الخبرات غير الفنية، إذ أشرفت على فريق مكون من أكثر 300 موظف، بالإضافة إلى إدارة عمليات إدارة المعلومات والتكنولوجيا في جميع أرجاء الشركة.

وشغلت قبل منصبها الحالي مديرة تطوير الأعمال الجديدة في شركة تنمية نفط عمان، إذ كانت مسؤولة عن استكشاف مجالات جديدة لإيجاد القيمة خارج منطقة امتياز الشركة، والمعروف باسم المربع (6).

كما أدّت دورًا بارزًا في إنشاء أول برنامج لتسريع مشروعات الطاقة في سلطنة عُمان، وفي حملة الشركة نحو التنويع بمصادر الطاقة المتجددة.

تعمل فايزة عضوة في مجلس إدارة جامعة السلطان قابوس للمراجعة وتقديم المشورة بشأن المناهج الدراسية، وساعدت الكثير من الجهات الخارجية في تبنّي أفضل الممارسات.

كما إنها شغوفة بدعم الشركات الناشئة في عمان، بما في ذلك "فيز فينتشرز" بصفتها أول شركة ناشئة في مجال الطاقة، وشركة "إي مشرف".

نالت فايزة درجة البكالوريوس بامتياز في تخصص الإدارة والتسويق من جامعة تكساس إيه آند إم (الولايات المتحدة) في عام 1992.

فايزة الحارثية

برز دور نساء الطاقة في سلطنة عمان مع التحول إلى الطاقة المتجددة، إذ تستهدف رؤية عمان رؤية 2040 رفع نسبة مساهمة الطاقة النظيفة من مزيج الكهرباء الوطني إلى ما بين 35 و39% بحلول 2040.

وتعدّ فايزة الحارثية، التي تمتلك خبرة تزيد على 18 عامًا، مهندسة رؤية عمان للطاقة، إذ تشغل منصب رئيسة قطاع الطاقة وأولوية البيئة والموارد الطبيعية في وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040.

وترى فايزة بنت محمد الحارثية أن تحقيق الحياد الكربوني في سلطنة عمان قد يكلف ما يقارب 190 مليار دولار، لتغطية البنية التحتية للطاقة والهيدروجين وتحسين وتوسيع شبكات الكهرباء، وإنشاء خطوط أنابيب الهيدروجين وآليات للتخزين، والبنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية.

نساء الطاقة في سلطنة عمان فايزة الحارثية — رئيسة قطاع الطاقة وأولوية البيئة والموارد الطبيعية في وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 فايزة الحارثية

وتعوّل سلطنة عمان على الهيدروجين لأداء دور رئيس في إستراتيجيتها لتحقيق الحياد الكربوني، وكذلك تنويع الاقتصاد من أجل الاستحواذ على حصة من سوق وقود المستقبل، لذلك أطلقت عددًا من المشروعات الضخمة.

وتؤكد الحارثية أن اقتصاد تصدير الهيدروجين سيزيد من الاستثمار الرأسمالي المطلوب للوصول للحياد الكربوني بمقدار 230 مليار دولار إضافية، ولا يُتوقع أن تموّل الحكومة هذه النفقات بالكامل، إذ تشير التقديرات العامة إلى أن القطاع الخاص يمكنه المساهمة بنسبة 70-80% من التمويل العالمي لانتقال الطاقة حتى عام 2050.

تركّز الحارثية على دعم مشاركة الاستثمار الخاص في الأولوية المخصصة لتطوير قطاع الطاقة، ودعم البرامج المتعلقة بالتحول في قطاع الطاقة، من خلال إبراز مشروعات الطاقة المتجددة والبديلة، ومشروعات كفاءة الطاقة والحياد الكربوني لإبراز تقنيات جديدة للتحكم وخفض انبعاثات غازات الدفيئة.

وحصلت فايزة الحارثية على ماجستير نظم الطاقة وبكالوريوس هندسة كهرباء وإلكترونيات من جامعة السلطان قابوس، وعملت مهندسة أولى تخطيط الأنظمة الذكية في الشركة العمانية للاتصالات "عمانتل" لمدة 4 سنوات، وبعدها التحقت بشركة تنمية نفط عمان، وتدرجت بمجالات قطاع الطاقة في سلطنة عمان.

تنظر الحارثية إلى الانتقال السلس والمنظم في قطاع الطاقة بأنه مساهم قوي بزيادة فرص الأعمال الخضراء، وزيادة إجمالي القوى العاملة في سلطنة عمان بنسبة 20-30%، خاصة في قطاع الطاقة واقتصاد الهيدروجين.

وتعمل حاليًا على دعم وتطوير مبادرات جديدة في قطاع الطاقة ومراقبة مؤشرات الأداء الرئيسة، ومتابعة تسهيل وتنفيذ المبادرات والمشروعات المتعلقة بقطاع الطاقة مع الجهات المعنية في القطاع الحكومي والخاص.

وتضع المهندسة فايزة الحارثية على عاتقها مساندة الجهات المعنية في حالة التحديات، وتبسيط الإجراءات بما يتعلق بالمشروعات التنفيذية لقطاع الطاقة، وتوفير الدعم القيادي لتسهيل تنفيذ مبادرات برنامج الطاقة، وتقديم المشورة بشأن المنظور الإستراتيجي والاقتصادي لقطاع الطاقة في سلطنة عمان.

زكية العزرية

تضع الدكتورة زكية العزرية -واحدة من أبرز نساء الطاقة في سلطنة عمان- نصب اهتمامها الاستعانة بأحدث التقنيات في مجال الهيدروجين والطاقة المتجددة وتطبيقها في السلطنة.

وتركّز زكية -مستشارةً البحث والتطوير المؤسسي في شركة تنمية نفط عمان- على إدارة العديد من البحوث مع مؤسسات بحثية محلية وعالمية؛ لإيجاد حلول مبتكرة للعديد من المشكلات التي تواجه احتياجات العمل في مجال النفط والغاز، وتشمل تعزيز استخراج النفط، وإدارة المياه، والطاقة الحيوية والمتجددة، وزيادة كفاءة الطاقة، والرقمنة.

كما تتولى إدارة تخطيط المشروعات الأولية في مجال حلول إنتاج الهيدروجين واستعمالها بصفته وقودًا بديلًا، بالإضافة إلى تقنيات احتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون.

وتتصدّر سلطنة عمان الدول العربية الساعية إلى تنفيذ مشروعات عملاقة للهيدروجين، وعملت خلال الأشهر الماضية على توقيع مذكرات تفاهم، منها ما يقوم على إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، وبعضها الآخر على التوسع في إنتاج الهيدروجين الأزرق أو مشتقاته، مثل الأمونيا الزرقاء، وتطبيقات الهيدروجين في مجال النقل البري والبحري والجوي.

وحصلت العزرية على درجة الدكتوراه في مجال الكيمياء الفيزيائية من جامعة أوكلاند في نيوزيلندا، بعد أن أكملت درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف الأولى من الجامعة نفسها، وتستهدف أبحاثها إنتاج الهيدروجين من الماء والوقود الحيوي باستعمال محفزات ضوئية جديدة بصفتها بديلًا لمحلل الماء الكهربائي ذي التكلفة العالية.

يُعَدّ البحث -الذي قدّمته الدكتورة زكية العزرية- من أهم الأبحاث؛ لكونه يستهدف إنتاج الكهرباء من مصادر نظيفة خالية من أيّ انبعاثات ضارة بالبيئة.

وترى أن قطاع الطاقة في سلطنة عمان يمر بمرحلة تحول جذرية نحو المصادر النظيفة والمستدامة للطاقة، وهو ما يتطلب حلولًا مبتكرة وخططًا سريعة للتحول، يتبنّاها العلماء المبتكرون.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..