منظومة تعزيز الصناعية تدفع الإمارات للريادة في صناعة البتروكيماويات (تقرير)
مع دعم المشروعات منخفضة الكربون
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- منظومة تعزيز الصناعية تدعم صناعة البتروكيماويات في الإمارات
- تقع مشروعات تعزيز في مدينة الرويس الصناعية بإمارة أبوظبي
- تتكون تعزيز من 3 مناطق رئيسة، أبرزها منطقة للكيماويات الصناعية
- 5 مليارات دولار قيمة استثمارات المرحلة الأولى من منطقة البتروكيماويات
- مشروعات منطقة تعزيز تركّز على خفض الانبعاثات في الإمارات
تؤدي منظومة تعزيز الصناعية دورًا رئيسًا في تطوير صناعة البتروكيماويات والتكرير في دولة الإمارات؛ لتوفير احتياجات البلاد من منتجات تُصنع لأول مرة محليًا، والسعي إلى التصدير للخارج.
وجاء إنشاء "تعزيز" بصفتها منصة استثمارية ضمن إستراتيجية الإمارات الهادفة إلى رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 300 مليار درهم (81.67 مليار دولار) بحلول عام 2031، بالنظر إلى أن صناعة البتروكيماويات جاذبة للاستثمارات مع زيادة الطلب المتوقع عليها.
وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة أبرز المعلومات عن منظومة تعزيز الصناعية التي تضم 3 مناطق رئيسة في صناعة البتروكيماويات والصناعات الخفيفة والخدمات الصناعية بالإمارات.
إنشاء منظومة تعزيز الصناعية
كانت أواخر عام 2020 شاهدة على إطلاق شركة أبوظبي للمشتقات الكيماوية المحدودة "تعزيز" بصفته مشروعًا مشتركًا بين شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) والشركة القابضة (ADQ)؛ بهدف تمويل مشروعات إستراتيجية بمجال التكرير وصناعة البتروكيماويات.
وتقع مشروعات منظومة تعزيز الصناعية في مدينة الرويس الصناعية بإمارة أبوظبي؛ ما يجعلها نقطة وصل بين الاقتصاديات الأسرع نموًا في العالم بمنطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا وآسيا.
وتتوزع حصة تعزيز بين أدنوك بنسبة تصل إلى 60%، والقابضة 40%، إذ تقوم الأولى بتقييم وتنفيذ استثمارات مشتركة في صناعة البتروكيماويات، بالشراكة مع شركات عالمية ومحلية.
وبصفة عامة، يأتي إنشاء منظومة تعزيز الصناعية في إطار توجّه إماراتي نحو تحقيق القيمة المضافة من كل برميل نفط تنتجه، مع إبراز إمارة أبوظبي وجهةً استثمارية رائدة في قطاع التكنولوجيا وصناعة البتروكيماويات، وتحويل مدينة الرويس إلى مركز صناعي عالمي يستقطب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وتتكون منظومة تعزيز الصناعية من 3 مناطق رئيسة، وهي: منطقة للكيماويات الصناعية، وأخرى للصناعات الخفيفة، ومنطقة ثالثة للخدمات الصناعية.
منطقة تعزيز للكيماويات
تبلغ قيمة استثمارات المرحلة الأولى من منطقة صناعة البتروكيماويات نحو 5 مليارات دولار، لتقوم بمهمة إنتاج معظم المواد الكيميائية في دولة الإمارات لأول مرة، على أن يبدأ أول إنتاج للبتروكيماويات بحلول عام 2025.
وتشمل مشروعات منطقة صناعة البتروكيماويات: إنتاج الأمونيا منخفضة الكربون، ومواد كلوريد البولي فينيل، وثنائي كلوريد الإيثيلين والكلور القلوي، والميثانول، وكحول آيزربروبيل، وأنهايدرايد الماليك.
ويوجد في المنطقة -أيضًا- ميناء جديد، وحقل صهاريج التخزين ومرافق وبنية تحتية؛ ما يوفر للمشروعات إمكان الاستفادة من البنية التحتية، ويساعد على خفض تكاليف الاستثمار وتعزيز القدرة التنافسية لدى المستثمرين.
ومن المتوقع أن يشهد الربع الأول من العام الجاري (2023) مرحلة تصميم لتطوير منشأة جديدة للتكسير البخاري تتميز بالانبعاثات المنخفضة في منطقة تعزيز للكيماويات الصناعية.
وتهدف المنشأة المرتقبة -ضمن منظومة تعزيز الصناعية- إلى إنتاج مواد أولية لوحدات صناعة الكيماويات المرتبطة بقطاع التكرير للمرة الأولى في الإمارات.
منطقة تعزيز للصناعات الخفيفة
تحتوي منظومة تعزيز الصناعية -كذلك- على منطقة للصناعات الخفيفة، التي ستكون معنية بالصناعات التحويلية، وتستهدف تحويل المخرجات من المواد الكيماوية إلى منتجات استهلاكية.
وهو ما يعني دمج المواد الأولية الضرورية لعمليات الاستكشاف والتطوير والإنتاج، مثل مركبات الأوليفين وسوائل الغاز الطبيعي، بعمليات التكرير وصناعة البتروكيماويات.
وتستفيد مشروعات تعزيز للصناعات الخفيفة بقربها من منطقة صناعة البتروكيماويات للحصول على الإمدادات من المواد الكيميائية لتصنيع منتجات ذات قيمة مضافة، وطرحها في الأسواق المحلية والعالمية، من إنتاج منظومة تعزيز الصناعية.
وتوضح البيانات المتاحة على موقع منظومة تعزيز الصناعية أنه يمكن تحويل منتجات المشروعات الكيماوية في المنطقة الأولى (منطقة تعزيز للكيماويات الصناعية) إلى استعمالات محددة ضمن منطقة الصناعات الخفيفة، فعلى سبيل المثال، يمكن استعمال مادة البولي إيثيلين، التي يمكن تحويلها إلى أنابيب، في صناعات مختلفة ضمن المدينة الصناعية.
وتشمل الصناعات الخفيفة التي تستهدفها المنطقة الثانية: الأنابيب غير المعدنية وتجهيزاتها وتركيبها، وإنتاج المواد المحفّزة، وإعادة تدوير البلاستيك، والمواد البلاستيكية المركّبة، والألياف الزجاجية واستعمالاتها، والأكياس المتينة عالية الأداء، وأغلفة الأغطية المتقلصة.
منطقة تعزيز للخدمات الصناعية
بهدف احتياج منطقة تعزيز للكيماويات إلى الخدمات الصناعية، شهدت منظومة تعزيز الصناعية إنشاء منطقة ثالثة؛ لكي تضمن توافر هذه الخدمات بمواصفات تنافسية.
كما تهدف منطقة تعزيز للخدمات الصناعية إلى أن تكون مركزًا لتجمع المورّدين لتلبية الاحتياجات المتزايدة للخدمات الصناعية في منطقة الرويس الصناعية.
ومن بين قطاعات الخدمات الصناعية التي تستهدفها المنطقة الثالثة، تركيب السقالات ومعدّات الرفع، وترتيب المواد ونقلها، وصيانة أنظمة السلامة، والأقفال الميكانيكية، والصيانة الكهربائية ذات الصلة، وخدمات مراقبة الانبعاثات مثل التحليل القائم في المختبرات، وخدمات إصلاح توربينات الغاز، وتحديث خدمات الضغط، وصيانة المعدّات، ومستودعات التخزين.
ميناء تعزيز وصهاريج للتخزين
شهدت منظومة تعزيز الصناعية قيام ذراع الشحن واللوجستيات البحرية لأدنوك (شركة أدنوك للإمداد والخدمات) بالتعاون مع مجموعة مواني أبوظبي، بتطوير ميناء جديد ومنطقة لوجستية لتوفير الدعم لـ"تعزيز".
ويتضمن الاتفاق تطوير ميناء جديد ومنطقة لوجستية ومنشآت بنية تحتية خاصة بمنطقة تعزيز، ومنها محطة السوائل والمرافق اللوجستية.
وتوضح البيانات الرسمية أن الميناء الجديد يشمل مرافق لوجستية وتخزين وأخرى للتحميل والتفريغ، بالإضافة إلى 3 أرصفة، يتخصص رصيف منها لسفن الصبّ الجاف بطول 320 مترًا.
بينما تتضمن البنية التحتية للميناء مجمّع خزانات يتكون من 10 صهاريج لتخزين المنتجات، وآخر لتخزين المواد الأولية التي ستزوّد المناطق الصناعية المختلفة في منظومة تعزيز الصناعية.
مشروعات تعزيز تواجه الانبعاثات
نجحت الإمارات في توقع اتفاقيات شراكة مع العديد من الشركات العالمية والمحلية في صناعة البتروكيماويات، التي تستهدفها منظومة تعزيز الصناعية.
ويأتي ذلك مع قيام كل من أدنوك وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة بتطوير مرافق لخدمات الطاقة والبخار والتبريد وإزالة الشوائب المعدنية ومعالجة مياه الصرف الصحي؛ بهدف تمكين مشروعات إنتاج المواد الكيميائية.
ومن أبرز المشروعات التي تشهدها منظومة تعزيز الصناعية، تطوير منشأة لإنتاج الأمونيا الزرقاء بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون طن سنويًا، في إطار سعي الإمارات نحو تعزيز ريادتها في السوق العالمية للهيدروجين.
يشار إلى أن الأمونيا الزرقاء تُصنع من الغاز الطبيعي، إذ تحوَّل المواد الهيدروكربونية إلى هيدروجين ثم إلى أمونيا، مع احتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المصاحبة لهذه العملية.
وفي يونيو/حزيران 2021، انضمت شركة فرتيغلوب إلى مشروع إنتاج الأمونيا الزرقاء، لتنفيذه بالتعاون مع "أدنوك".
كما انضمت، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، شركتا جي إس إنرجي الكورية وميتسوي وشركاه المحدودة (ميتسوي) اليابانية، بصفتهما شريكين في مشروع إنتاج الأمونيا الزرقاء منخفضة الكربون، بالإضافة إلى التزامهما بشراء شحنات من المشروع المشترك لتلبية الطلب المتزايد في قطاعَي الطاقة والصناعة في اليابان وكوريا الجنوبية.
ونجحت الإمارات، خلال شهر سبتمبر/ أيلول 2022، في تصدير أول شحنة تجريبية من الأمونيا منخفضة الكربون إلى ألمانيا، من إنتاج المنشأة.
وشهد ديسمبر/كانون الأول 2021 توقيع الاتفاقية بين شركة أبوظبي للمشتقات الكيميائية المحدودة "تعزيز" وشركة "ريلاينس للصناعات المحدودة"، لإطلاق المشروع، ويحمل اسم (تعزيز إي دي سي آند بي في سي) لإنتاج المواد الكيميائية.
وتبلغ استثمارات المصنع نحو ملياري دولار، والذي يأتي بهدف زيادة الاعتماد على المنتجات المحلية بدلًا من المستوردة، وإنشاء سلاسل قيمة محلية جديدة. إضافةً إلى تلبية الطلب العالمي المتزايد على مواد صناعة البتروكيماويات.
وفي أبريل/نيسان 2022، انضمت شركة شاهين كيم القابضة للاستثمارات إلى مشروع "تعزيز إي دي سي آند بي في سي"، لتكون بمثابة أول استثمار مباشر لشركة إماراتية من القطاع الخاص في منطقة "تعزيز" للكيماويات الصناعية.
كما انضمت 8 شركات إماراتية خاصة إلى الاستثمار في منظومة تعزيز الصناعية من خلال حصة تصل إلى 20% بمحفظة مشروعات تعزيز في صناعة البتروكيماويات.
ومن الشركات أيضًا: (جمعية الظفرة التعاونية، وشركة الناصر القابضة، وألفا ظبي بارتنرز القابضة، والمؤسسة العربية للتنمية، وشركة البحيران المحدودة، وكابيتال للاستثمار، وشركة المزروعي للاستثمار، وريفرسايد للاستثمار).
وفي يناير/كانون الثاني 2023، وقّعت "تعزيز" اتفاقية لتطوير أول منشأة لإنتاج الميثانول في الإمارات، بالتعاون مع شركة "برومان إي جي" (برومان).
وتبلغ القدرة الإنتاجية لمنشأة الميثانول نحو 1.8 مليون طنٍ سنويًا، وهي عبارة عن مادة كيماوية تُستعمل في الوقود والمذيبات والمستحضرات الصيدلانية ومواد البناء، كما تعدّ مصدرًا للوقود منخفض الانبعاثات، وخصوصًا في القطاع البحري.
موضوعات متعلقة..
- تطوير أول منشأة لإنتاج الميثانول في الإمارات
- وزير الطاقة الإماراتي: 11 مشروعًا عملاقًا بنهاية 2022.. وهذه خططنا للهيدروجين
- أدنوك الإماراتية تؤسس قطاعًا جديدًا للحلول منخفضة الكربون
اقرأ أيضًا..
- عام على الغزو الروسي لأوكرانيا.. دبابات موسكو تقلب موازين الطاقة (تغطية خاصة)
- تحالف السعودية وروسيا يمنع سعر النفط من الانخفاض (مقال)
- مشروع لإنشاء مصانع سيارات كهربائية ضخمة في 3 دول عربية (صور)