تتجدّد طموحات المغرب والجزائر في استغلال إمكانات الغاز النيجيري لإمداد الأسواق الأوروبية، في الوقت الذي تسعى فيه القارة العجوز لإيجاد بدائل للغاز الروسي.
ويأتي الزخم المتجدد في كلا البلدين بعد أشهر من التوترات السياسية المتصاعدة بين الجزائر والمغرب في أواخر عام 2020، وفق ما نقله تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، ونشرته فضائية "فرانس 24" الناطقة باللغة الفرنسية (France 24).
ثم قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع الرباط بالكامل، في أغسطس/آب 2021، متهمة إياها بارتكاب "أعمال عدائية"، وهو ما ينفيه المغرب.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، رفضت الجزائر تجديد اتفاق مدته 25 عامًا لضخ الغاز عبر الأراضي المغربية إلى إسبانيا، مقابل الغاز الذي يغطّي جميع احتياجات المغرب تقريبًا.
أنبوب الغاز النيجيري المغربي
ساعد فقدان هذا الغاز في تفسير مسعى المغرب، لجعل مشروع خط الأنابيب البالغ طوله 6 آلاف كيلومتر -الذي أُطلق في عام 2016- حقيقة واقعة.
وتأمل الرباط أن يضخ أنبوب الغاز النيجيري المغربي، الذي سيمتد على سواحل 13 دولة في غرب أفريقيا، مليارات الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي إلى المملكة.
ومن هناك، سيتدفق الغاز عبر أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي إلى إسبانيا والبرتغال.
وتوضح الخريطة التالية -التي أعدّتها منصة الطاقة المتخصصة- مسار خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب:
وقال وزير النفط النيجيري تيمبري سيلفا -لوكالة فرانس برس- إن هناك دراسة جدوى جارية، ووقعت بعض الدول على المشروع، لكن لم يُحدد موعد للبدء بعد.
ومن المقرر أن تبلغ تكلفة صفقة المغرب مع نيجيريا وجيرانها في غرب أفريقيا 23 مليار يورو (24.54 مليار دولار)، لكن سيلفا أشار إلى أن المشروع سيشمل مفاوضات معقدة.
وقال: "هناك اتفاقيات معينة يجب عليك توقيعها مع كل دولة" على الطريق.
وقد أحرزت الرباط وأبوجا تقدمًا في العام الماضي (2022)، إذ وقعتا مذكرات تفاهم مع 7 من الدول الـ13 المعنية، وكذلك مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
وتأمل الرباط أن يتمكّن خط الأنابيب من خلق "سوق غاز مستقرة ويمكن التنبؤ بها ومربحة للطرفين"، حسب قول الباحث المغربي جمال مشروح، الذي أكد أن أوروبا لديها "مصلحة إستراتيجية" في المشروع.
أنبوب الغاز النيجيري الجزائري
في الوقت نفسه، تضغط الجزائر من أجل إعادة إطلاق خطط أنبوب الغاز العابر للصحراء، الذي يربط نيجيريا بالساحل الجزائري على البحر المتوسط عبر النيجر.
وسيتعيّن مرور أنبوب الغاز النيجيري الجزائري عبر آلاف الكيلومترات من الصحراء، بما في ذلك بعض المناطق التي تشن فيها الجماعات المتشددة تمردًا طويلًا.
وقد وقعت الجزائر، في يوليو/تموز 2022، مذكرة تفاهم مع أبوجا ونيامي لإنجاز خط الأنابيب البالغ طوله 4 آلاف و128 كيلومترًا، بتكلفة تصل إلى 18 مليار يورو (19 مليار دولار).
ويُمكن ضخ الغاز من الجزائر عبر خط أنبوب ترانسميد تحت البحر المتوسط إلى إيطاليا عبر الأراضي التونسية، أو تحميله على ناقلات الغاز الطبيعي المسال للتصدير.
وقال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، يوم 18 فبراير/شباط 2023، إن الدراسات الفنية جارية، مشددًا على أن "هذا المشروع الأفريقي سيفيد الدول التي يعبرها"، وحتى الدول المجاورة.
من جانبه، أوضح الخبير الجزائري أحمد ترتار، أن مشروع خط الأنابيب يُمكن أن ينتهي في غضون 3 سنوات، و"سيلبي جزءًا مهمًا من احتياجات أوروبا المستقبلية".
إلا أن الخبير الجيوسياسي جيف بورتر صرّح لفرانس برس -في سبتمبر/أيلول 2022- بأن "خط أنابيب كهذا سيكون معرضًا بدرجة كبيرة لهجمات الجماعات ومن قبل المجتمعات المحلية إذا شعروا أنهم يتعرضون للاستغلال من خلال مشروع لا يستفيدون منه".
وأضاف: "ثم هناك العنصر البيروقراطي، وهو معقد للغاية.. مَن سيموله؟".
ما هي جدوى المشروعين؟
قال الباحث المغربي جمال مشروح إن كلا خطي الأنابيب يمكن أن يكون قابلًا للاستمرار بالنسبة إلى أوروبا، إذ لن ترغب القارة في الاعتماد بصورة مفرطة على "لاعب واحد" لإمداداتها من الطاقة.
إلا أن المشروعين سيدخلان حيز التنفيذ في الوقت الذي تنخرط فيه أوروبا في جهود طويلة الأجل للاستغناء عن الوقود الأحفوري، بما في ذلك الغاز.
وخلال زيارة للرباط في يناير/كانون الثاني، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن خط الأنابيب: "عليك أن تفكر في موعد الانتهاء منه.. هل ما زلنا نريد استعمال الغاز والميثان؟".
واقترح بوريل أنه يمكن للمغرب تركيز جهوده على إمكانياته الهائلة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى بيع الهيدروجين إلى أوروبا.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير -تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته-: "في المستقبل، لن نشتري الغاز"، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.
موضوعات متعلقة..
- أنس الحجي: مشروع الغاز النيجيري إلى المغرب أو الجزائر لن يكتمل
- تقرير فرنسي: المغرب يتقدم في مشروع الغاز النيجيري.. والجزائر تواجه مخاطر
- توقف الغاز النيجيري يصيب الأسواق الأوروبية بالصدمة.. وهذه الشركة أبرز الضحايا
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف نفطي باحتياطيات ضخمة في هذه الدولة
- قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في أفريقيا تشهد إنجازًا تاريخيًا للجزائر
- توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية قد يحتل المركز الأول خلال 4 سنوات
- شراء السيارات الكهربائية يجذب 28% من النساء (دراسة)
أنبوب نيجيريا المغرب اسميه أنا جمعية خيرية ههههه ماذا تستفيد نيجيريا عندما ترى غازها يمر عبر 14 دولة افريقية؟؟؟
أو ماذا يبقى لاوروبنا ههههه 😂
ومن يمول المشروع الفاشل مثل هذا ههههه
المشروع يكاد يكون غير ذي جدوى خاصة انبوب عن طريق المغرب 13 دولة اغلبها اكتشفت احتياطات هامة من الغاز موريتانيا السينغال واخرين اضفة الى انه لو استفادت كل دولة سبعة في المئة مثلا كماكانت تستفيد المغرب من الجزائر فسيبقى لنيجيريا تسعة في المئة فقط واعتقد بانه غير ذي جدوى لان الدول الاوروبية تتوجه للطاقة النظيفة وبعد سنوات قليلة سيصبح غاز الجزائر ومصر وليبيا وموريطانيا وتركيا كافي وارخص للدول الاوروبية لانه الاقرب جغرافيا وغير قابل للمنافسة وبالتالي ارى بانه صراع وهمي خاصة من المغرب ولا اعتقد بوجود من يمول مشروع ب23 مليار وغير متاكد من الفائدة وارى بان مروره عن الجزائر اقل تكلفة وسرعة لان انابيب نيجيريا المتواجدة بديلتا النيجر بحدود النيجر تبعد عن انابيب الجزائر المتواجدة بايليزي بحدود النيجر باقل من 500 كلم فقط ولهذا قال الوزير النيجيري اذا وصل لىحدود الجزائر فقد وصل لاوروبا
صراع وهمي في المواقع ومدفوع الاجر .؟ وتقارير متضاربة أحيانا المغرب مصدر واحيانا لايجد حتى البنزين