كهرباءأخبار الكهرباءرئيسية

بعد أن ربطها بالجريمة المنظمة.. إسكوم تجبر رئيسها الـ13 على الرحيل الفوري

أكّد أن 4 عصابات تسرق الفحم دون محاربة جادة من الحكومة

رجب عز الدين

اضطر رئيس شركة إسكوم المستقيل منذ شهرين إلى الرحيل فورًا، بقرار من الإدارة العليا الاستغناء عن خدماته في تسيير أعمال الشركة.

وقرر مجلس إدارة الشركة مغادرة الرئيس التنفيذي أندريه دي رويتر منصبه على الفور، بعد 24 ساعة من خروجه في مقابلة تلفزيونية مثيرة للجدل، وفقًا لموقع فايننشيال تايمز المتخصص.

وزعم رئيس إسكوم دي رويتر -في حواره التلفزيوني مع قناة "إي إن سي إيه"- وقوع أكبر شركة كهرباء حكومية في قبضة ما سماه "شبكات الجريمة المنظمة".

البحث عن رئيس جديد

ما زال مجلس إدارة إسكوم يبحث عن شخص يخلف الرئيس التنفيذي المستقيل، لكنه لم يستقر على تعيين أحد بعينه حتى الآن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وكان من المقرر رحيل الرئيس التنفيذي المسيّر للأعمال في نهاية مارس/آذار 2023، إلا أن حديثه التلفزيوني فجّر الأوضاع الداخلية في الشركة المسؤولة عن أغلب إمدادات الكهرباء في جنوب أفريقيا.

واستقال أندريه دي رويتر، في منتصف ديسمبر/كانون الثاني 2022، بعد قضاء 3 سنوات في منصب الرئيس التنفيذي لشركة إسكوم المأزومة التي تبحث عن منقذ لصعوبة ما تمر به منذ عقود.

محاولة تسميم

أحد مرافق شركة إسكوم
أحد مرافق شركة إسكوم - الصورة من businessinsider

نجا دي رويتر من محاولة اغتيال أواخر العام الماضي عبر كوب قهوة مسموم، لكنه لم يسلم من طعنة سياسية قصمت ظهره، وأفقدته القدرة على الاستمرار، عندما فقد الدعم السياسي من حكومة الرئيس سيريل رامافوزا.

وفسّر البعض موقف الحكومة بالبحث عن كبش فداء جديد لأزمة انقطاع التيار الكهربائي المتفاقمة على مستوى البلاد، في محاولة لامتصاص غضب المواطنين الذين أوشكوا على التأقلم مع الظلام من ندرة النور الكهربائي.

وأظهر الرئيس التنفيذي -في حواره التلفزيوني- أبعادًا أخرى لأزمة الشركة الحكومية العملاقة، خلافًا للأبعاد الفنية التي تروّج دائمًا عن أداء الشركة المتهالك.

وكشف دي رويتر عن مخطط مستمر في نهب محطات الفحم عبر 4 عصابات إجرامية ترتع في البلاد دون محاربتها بصورة جادة من قبل الحكومة و الأجهزة الأمنية.

الخوف من تورط سياسي

عبّر رئيس إسكوم المستقيل عن مخاوفه من تورط سياسي رفيع المستوي في ملف الفساد، مشيرًا إلى تلقيه رسالة من أحد الوزراء الكبار -لم يسمّه- ينصحه بالتخلي عن أحلام المناخ والطاقة المتجددة.

وجاءت هذه الرسالة إلى رئيس إسكوم، بعد تعبيره عن قلقه بشأن إدارة مبلغ 8.5 مليار دولار ستحصل عليه حكومة البلاد من الحكومات الغربية، للمساعدة في تمويل انتقال البلاد إلى الطاقة النظيفة.

وشهدت الأشهر الأخيرة من ولاية دي رويتر خلافات حادة ومناوشات كلامية، مع وزير الموارد المعدنية والطاقة في جنوب أفريقيا جويدي مانتاشي.

اتهامات بالخيانة

تخطّت هذه الخلافات حدود الجدل السياسي ووصلت إلى الذروة عندما اتهم الوزير رئيس إسكوم بالخيانة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأبدى رئيس شركة إنتيليدكس للاستشارات المالية المحلية بيتر أتارد مونتالتو، استغرابه من طرد مدير تنفيذي يعمل على تسيير الأعمال بهذه الطريقة، وبعد حديثه عن قضية العصابات والسرقات المتداولة والمعروفة في البلاد.

محطة إسكوم غروتفلي لتوليد الكهرباء في جنوب أفريقيا
محطة إسكوم غروتفلي لتوليد الكهرباء بالفحم في مقاطعة مبومالانغا بجنوب أفريقيا - الصورة من بلومبرغ

ورجّح مونتالتو تعرُّض مجلس إدارة إسكوم لضغوط عالية وتدخلات شديدة من أعلى هرم السلطة التنفيذية في البلاد لعزل الرجل بهذه الطريقة قبل تعيين خلف له.

من جهته، عبّر وزير قطاع الأعمال الجنوب أفريقي برافين جوردهان، عن نقده للتصريحات التي أدلى بها الرئيس التنفيذي، ودفعت إلى تفاقم الأزمة.

وشدد جوردهان -الذي يشرف على إسكوم وغيرها من الشركات الحكومية- على حظر إدلاء المسؤولين التنفيذيين لأي كيان حكومي بتصريحات سياسية أو الدخول في مناقشات من هذا النوع.

وكان دي رويتر قد انتقد بشدة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، لتدخله في سياسات الدولة بصورة مربكة حيّرت المستثمرين الأجانب، ودفعت إلى الاعتقاد بأن أشباح ماركس ولينين ما زالت ترفرف في أروقة الحزب الحاكم -على حد تعبيره-.

كما شكّك في أجهزة الشرطة التي حقّقت في شربه القهوة المسمومة بمكتبه في ديسمبر/كانون الأول 2022، معربًا عن فقده الأمل في أن تحظى الحادثة بالتحقيق، بعد أن جرى إبلاغه بأن الأعراض التي شعر بها ربما تكون من التهاب الجيوب الأنفية وليست من مادة السيانيد الخطيرة.

وزارة الخزانة تتحمّل الديون

تواجه شركة إسكوم أزمة متصاعدة في توفير الكهرباء منذ 16 عامًا تقريبًا (2007)، ما أدى إلى الإطاحة بـ13 رئيسًا تنفيذيًا، لم يستقر أكثرهم جلدًا أكثر من 3 أعوام، وهو دي رويتر، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويبلغ حجم العمالة في أكبر شركة كهرباء حكومية قرابة 42 ألف عامل، وتعاني أزمات ديون متراكمة، إلى جانب ضعف قدرتها المالية على تغطية تكاليف تشغيلها.

وأعلنت وزارة الخزانة في جنوب أفريقيا في 22 فبراير/شباط 2023 خطة لدعم أغلب ديون الشركة الحكومية البالغة 400 مليار راند (22 مليار دولار).

وتشمل خطة وزارة الخزانة دفع ديون إسكوم المستحقة في السنوات الـ3 المقبلة وتحمل قروضها المستقبلية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعزو إسكوم أسباب ضعف قدرتها في التوليد إلى الأعطال الكبيرة في محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، بسبب تقادمها وافتقارها إلى الصيانة والتحديث.

وتصاعدت أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا خلال العام الماضي، ثم بلغت ذروتها خلال الأشهر الماضية، وما زالت مستمرة حتى فبراير/شباط 2023.

وانقطع التيار الكهربائي في جنوب أفريقيا أكثر من 100 يوم منذ يناير/كانون الثاني، وحتى سبتمبر/أيلول 2022، بنسبة 40% إظلامًا، و60% إضاءة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق