المشتقات النفطية منخفضة الكبريت هدف الكويت لتعزيز الصادرات (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة- أحمد عمار
- استقبلت باكستان أول شحنة ديزل منخفض الكبريت من الكويت
- صدّرت الكويت أول شحنة من وقود الطائرات أنتجته مصفاة الزور
- تعتزم الكويت زيادة صادراتها من الديزل إلى أوروبا 5 مرات
- ارتفع إنتاج الكويت من المشتقات النفطية لـ643 ألف برميل يوميًا في 2021
شهد قطاع التكرير في الكويت خلال الآونة الأخيرة تحولًا نحو تصدير المشتقات النفطية منخفضة الكبريت، ما يعزز استقبال الأسواق الدولية لوقود متوافق مع البيئة، يُسهم في خفض الانبعاثات.
واتجهت الكويت إلى تنفيذ مشروع الوقود البيئي، بالإضافة إلى مصفاة الزور الأكبر حجمًا عالميًا، ما يعزز صادرات البلاد من المنتجات النفطية عالية الجودة للتنافس عالميًا في الحصول على حصص سوقية جديدة، خصوصًا لدى دول الاتحاد الأوروبي.
ويُعدّ اتجاه الدول الغربية إلى مقاطعة المنتجات الروسية عقابًا لها لغزو الأراضي الأوكرانية فرصة أمام الكويت التي تعمل على تطوير قطاع التكرير، نحو الفوز بحصص جديدة في السوق الأوروبية، مع تميّزها في تصدير المشتقات النفطية منخفضة الكبريت.
وبحسب آخر إحصائيات شركة النفط البريطانية بي بي، قفزت القدرة الإنتاجية لمصافي التكرير الكويتية من المشتقات النفطية إلى 1.4 مليون برميل يوميًا خلال 2021، مقابل 800 ألف برميل يوميًا في 2020.
وارتفع إنتاج الكويت من المشتقات النفطية خلال عام 2021 إلى 643 ألف برميل يوميًا، مقابل 539 ألف برميل يوميًا في 2020، وفق البيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
منتجات كويتية تستقبلها الأسواق لأول مرة
منذ عام 2021، تعلن الكويت تصدير المشتقات النفطية منخفضة الكبريت إلى الأسواق الدولية لأول مرة، لتسهم البلاد في تلبية الطلب العالمي على الوقود المتوافق مع البيئة لمواجهة الانبعاثات الضارة، والفوز بحصص تصديرية جديدة للحفاظ على مكانة النفط الكويتي عالميًا.
وتؤكد مؤسسة البترول الكويتية أن إنتاج مواد نظيفة صديقة للبيئة يسهم في زيادة قدرات قطاع التكرير التنافسية، إذ يسمح بدخول أسواق جديدة، من خلال التكيّف مع المتطلبات البيئية العالمية، وهو يرفع في النهاية أرباح مصافي التكرير الكويتية.
وفي يناير/كانون الثاني من 2021، استقبلت باكستان -أكبر مستورد للديزل الكويتي- أول شحنة ديزل منخفض الكبريت من الكويت، وذلك بعد نجاح الدولة الخليجية في تشغيل وحدات إنتاج من مشروع الوقود البيئي.
كما نجحت الكويت في تصدير أول شحنة من مادة الديزل منخفض الكبريت من مصفاة عبدالله إلى الأسواق الأوروبية، استقبلتها مدينة نابولي الإيطالية في يوليو/تموز 2022، في إطار سعي البلاد إلى زيادة حصتها بالسوق الأوروبية عبر المشتقات النفطية منخفضة الكبريت.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، صدّرت مصفاة الزور الكويتية أول شحنة من زيت الوقود منخفض الكبريت أنتجتها مصفاة الزور إلى دولة سنغافورة، لتعزز من دور الكويت في سوق المشتقات النفطية العالمية، وتفتح الباب أمام دخول أسواق جديدة.
وكانت نهاية يناير/كانون الثاني 2023 شاهدة على استقبال الأسواق الأوروبية أول شحنة من الديزل المطور أنتجته مصفاة ميناء الأحمدي، التي تمثّل أحد المكونات الرئيسة لمشروع الوقود البيئي، بكمية بلغت 38 ألف طن (278 مليون برميل).
تصدير وقود السيارات والطائرات
ضمن المشتقات النفطية منخفضة الكبريت، استقبلت الأسواق الدولية منذ العام الماضي (2022) وقودًا للسيارات والطائرات متوافقًا مع البيئة، أنتجتها مصافي التكرير الكويتية، الأمر الذي يدعم إيرادات البلاد التي تعتمد على صادرات النفط بنسبة تصل إلى 90%.
وفي أغسطس/آب 2022، صدّرت شركة البترول الوطنية الكويتية إلى الأسواق الآسيوية أول شحنة من منتج الغازولين منخفض الكبريت المستعمل وقودًا للسيارات، والمركبات العطرية المطابقة للمواصفات البيئية العالمية، من إنتاج مصفاة ميناء الأحمدي.
وتستهدف مؤسسة البترول الكويتية دخول أسواق جديدة لبيع المشتقات النفطية منخفضة الكبريت من مشروع الوقود البيئي، ومنها وقود السيارات، خصوصًا لدى دول جنوب شرق آسيا وأوروبا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، صدّرت الكويت أول شحنة من وقود الطائرات أنتجته مصفاة الزور، إذ تعدّ تلك الشحنة باكورة إنتاج وقود الطائرات المطابق للمواصفات العالمية.
وهو ما عدّه وزارة النفط الكويتية بأنه سيسهم في فتح أسواق أوروبية ودولية واعدة، ويعزز وجود المشتقات النفطية منخفضة الكبريت في الأسواق العالمية.
وفي السياق نفسه، استطاعت الكويت تصدير أول شحنة من منتج النافثا البتروكيماوية -أنتجتها مصفاة الزور-، لتنجح الكويت في توفير منتجات أخرى للتصدير إلى الأسواق العالمية ترفع من حصتها التصديرية.
ماذا تعرف عن المشروع البيئي ومصفاة الزور؟
في مارس/آذار 2022، افتتحت الكويت مشروع الوقود البيئي، المتضمن توسيع وتطوير مصفاتَي ميناء عبدالله، وميناء الأحمدي، لرفع طاقتهما التكريرية الإجمالية إلى 800 ألف برميل يوميًا.
وتستهدف الكويت من تنفيذ مشروع الوقود البيئي توفير احتياجاتها المحلية من المشتقات النفطية منخفضة الكبريت المتوافقة مع البيئة لمواجهة الانبعاثات الضارة، وتصدّر الفائض منها إلى الأسواق الدولية.
ومن بين أهداف المشروع، خفض محتوى الكبريت في البنزين والديزل من 500 جزء في المليون إلى 10 أجزاء في المليون.
وفي السياق نفسه، شهد العام الماضي، وتحديدًا في نوفمبر/تشرين الثاني، بدء الشغيل التجاري للمرحلة الأولى من مشروع مصفاة الزور، لتكون أكبر مصفاة متكاملة تنتج المشتقات النفطية، ومصنعًا للبتروكيماويات في الكويت.
وتصف مؤسسة البترول الكويتية مصفاة الزور بأنها أكبر مصفاة لتصريف وتكرير النفط عالميًا تُبنى بمرحلة واحدة، وأيضًا خامس أكبر مشروع فيما يتعلق بسعة التخزين عالميًا، بعد محطات إنتشون وبينغتيك وتونغيون في كوريا الجنوبية وسوديغاوري باليابان.
وتبلغ سعة التكرير في مصفاة الزور نحو 615 ألف برميل يوميًا فور تشغيلها الكامل هذا العام، لتمدّ محطات الكهرباء بنحو 225 ألف برميل يوميًا من زيت الوقود البيئي، مع إنتاج 340 ألف برميل يوميًا من المشتقات النفطية عالية الجودة.
وتبلغ مساحة مصفاة الزور نحو 16.100 كيلومتر مربع، ومنطقة أمان تبلغ 3.583 كيلومترًا مربعًا، حسب المعلومات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
وتوضح البيانات الرسمية أن المصفاة مكونة من 3 مصافٍ مصغرة، تحتوي كل واحدة منها على وحدة للتقطير الجوي، وكذلك وحدة إزالة الكبريت من الزيت المتبقي، ووحدة المعالجة الهيدروجينية للديزل والنافثا والكيروسين، ما يجعلها أكبر مجمع في العالم لوحدات إزالة الكبريت.
وتتكون المصفاة من 88 خزانًا بسعة إجمالية 15 مليون برميل، وتستعمل النفط الثقيل لإنتاج وقود منخفض الكبريت لاستعماله في توليد الكهرباء.
ومن أبرز ما يميز المصفاة عدم صرف مياه التصنيع خلال التشغيل الاعتيادي ومعالجتها وإعادة استعمالها، بالإضافة إلى نظام استرداد غاز الشعلة لخفض الشعلات للحدّ الأدنى، وتوفير شعلات أرضية تعمل دون أدخنة وبضجيج منخفض، ومراقبة مستمرة لجودة الهواء.
وتتميز كذلك بإسهامها في تحسين جودة الهواء، عبر خفض الانبعاثات الصادرة من محطات توليد الكهرباء بنسبة 75%، وذلك بفضل تزويدها بوقود منخفض الكبريت، لتنتج المشتقات النفطية عالية الجودة.
قفزة متوقعة لصادرات المشتقات النفطية الكويتية
من المتوقع أن يسهم تشغيل مصفاة الزور في تحقيق قفزة بصادرات الكويت من المشتقات النفطية خلال العام الجاري (2023)، وفق مجلة "ميس" المتخصصة في شؤون الطاقة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وصدّرت الكويت من مصفاة الزور منذ تشغيل التجاري للمصفاة الأولى العديد من المشتقات النفطية منخفضة الكبريت (منها الكيروسين، والنافثا، ووقود الطائرات عالي الجودة، وزيت الوقود المنخفض الكبريت)، كما نجحت البلاد في التشغيل المبدئي للمصفاة الثانية.
ومن المتوقع بدء تشغيل ثاني وحدة تقطير بمصفاة الزور خلال الربع الثاني من العام الجاري، على أن تبدأ وحدة تقطير الخام الثالثة والأخيرة للمشروع عملياتها التجارية في منتصف الربع الرابع، لتقفز بصادرات الكويت من المشتقات النفطية منخفضة الكبريت.
ووفقًا لما نقلته وكالة بلومبرغ الأميركية، تعتزم الكويت زيادة صادراتها من الديزل إلى أوروبا 5 مرات خلال العام الجاري (2023)، لتصل إلى 2.5 مليون طن، أي ما يعادل 50 ألف برميل يوميًا، للاستفادة من تراجع إمدادات الطاقة الروسية.
وتوقعت الكويت في مشروع موازنة العام المالي، الذي سيبدأ في أبريل/نيسان المقبل، تراجع الإيرادات النفطية إلى 17.1688 مليار دينار (56.22 مليار دولار)، مقارنة مع 21.3215 مليار دينار (69.81 مليار دولار) يُتوقَّع تحقيقها بنهاية العام المالي الجاري الذي سينتهي في آخر مارس/آذار المقبل.
وفي موازنة العام المالي الجاري، من المتوقع أن تقفز إيرادات النفط بدعم من الارتفاع الكبير في سعر برميل النفط بالسوق العالمية؛ ما يسهم في انخفاض عجز موازنة البلاد بأكثر من 99% في العام المالي الحالي على أساس سنوي، ليكون الأقلّ خلال 9 سنوات.
وبفضل الزيادة الكبيرة في الإيرادات النفطية واستحواذها على 91% من إيرادات البلاد، من المتوقع تراجع عجز موازنة الكويت المتوقع إلى 403.44 مليون دولار فقط للعام المالي الجاري، مقابل 39.4 مليار دولار في العام المالي الماضي.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أبرز الأرقام المتوقعة في إيرادات الكويت النفطية خلال العام المالي الجاري الذي سينتهي في مارس/آذار 2023:
موضوعات متعلقة..
- صفقة رابحة.. واردات أوروبا من الديزل الكويتي تنتظر قفزة ضخمة في 2023
- مصفاة الزور الكويتية تشهد تطورًا جديدًا يعزز صادراتها إلى أوروبا
- مصفاة ميناء الأحمدي الكويتية.. رحلة إحدى أكبر مصافي التكرير حتى تصدير الوقود النظيف
اقرأ أيضًا..
- تحلية المياه بالطاقة الشمسية.. هل تحل أزمة ندرة المياه في المنطقة العربية؟
- رسميًا.. انهيار أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم.. ووضع لافتة "للبيع"
- صفقة رابحة.. واردات أوروبا من الديزل الكويتي تنتظر قفزة ضخمة في 2023