توقعات بعودة سعر برميل النفط إلى 100 دولار خلال 2023
مع تعافي الطلب الصيني وخفض الإنتاج الروسي
نوار صبح
- لا ينشر أوبك+ وأوبك توقعات أسعار النفط وليس لديهما سعر مستهدف
- غالبًا ما يتردد المسؤولون والوزراء من أوبك وأوبك+ في مناقشة اتجاه الأسعار رسميًا
- النفط قد ينتعش إلى نحو 100 دولار في النصف الثاني من العام
- تحالف أوبك+ من المرجح أن يُبقي على سياسة الإنتاج الحالية في اجتماعه المقبل
غالبًا ما يتردّد المسؤولون والوزراء من منظمة أوبك وتحالف أوبك+ في مناقشة اتجاه سعر برميل النفط عالميًا بصفة رسمية، ولا ينشر الجانبان توقعات الأسعار، مؤكدين أنه ليس لديهما سعر مستهدف.
لكنّ ممثل إيران لدى أوبك، أفشين جافان، قال إن أسعار النفط قد تنتعش إلى نحو 100 دولار في النصف الثاني من العام.
وفي تعليقات علنية نادرة، قال أفشين جافان، إن تحالف أوبك+ من المرجح أن يُبقي على سياسة الإنتاج الحالية في اجتماعه المقبل، حسبما أوردت وكالة رويترز.
وفي عام 2022، تجاوز سعر برميل النفط 100 دولار للمرة الأولى منذ عام 2014، مع تعافي الطلب من عمليات الإغلاق كوفيد-19 في معظم أنحاء العالم، وزاد الغزو الروسي لأوكرانيا من مخاوف الإمدادات، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، أنهى خام برنت العام الماضي بالقرب من 86 دولارًا بسبب مخاوف من حدوث ركود عالمي.
توقعات أسعار النفط في 2023
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك مَن يأمل أن ترتفع أسعار النفط في العام الجاري (2023) فوق مستوى الـ100 دولار.
وأوضح الحجي -خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها على موقع تويتر تحت عنوان "توقعات أسواق النفط لعام 2023"- أن تقريرًا نشره موقع "Substack" عن توقعات أسواق الطاقة للعام الحالي قال إن النصف الأول من العام يختلف تمامًا عن نصفه الثاني.
وأضاف الدكتور أنس الحجي: "كل التوقعات ترى أن السوق النفطية ضعيفة خلال النصف الأول من (2023)، ولكنْ هناك تفاؤل كبير خلال النصف الثاني، وهناك أسباب كثيرة لهذه النظرة، بعضها يختلف من شركة إلى أخرى، ولكنّ هناك أسبابًا عامة".
وستحقق عودة سعر برميل النفط إلى ما فوق 100 دولار، لمدة طويلة، المزيد من الإيرادات لأعضاء أوبك، الذين تعتمد اقتصاداتهم في الغالب على الدخل النفطي، وسيكون بمثابة انتكاسة للاقتصادات الصناعية التي تحاول السيطرة على التضخم وأسعار الفائدة.
ولدعم السوق، اتفقت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاؤها من بينهم روسيا، في التحالف المعروف باسم أوبك+، في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، على خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، أي نحو 2% من الطلب العالمي، بحسب وكالة رويترز.
قرارات أوبك+
استعرضت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في أوبك+، خلال اجتماعها الأخير، بيانات إنتاج النفط الخام لشهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2022، ولاحظت الامتثال الكامل بإعلان التعاون.
وأكد أعضاء اللجنة -مجددًا- التزامهم بإعلان التعاون الذي يمتد حتى نهاية عام 2023، على النحو المتفق عليه في الاجتماع الوزاري الـ33 في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وفق ما جاء في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
كما حثّوا جميع الدول المشاركة على تحقيق الامتثال الكامل والالتزام بآلية التعويض.
ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع الوزاري المقبل في 4 يونيو/حزيران، في حين ستجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في 3 أبريل/نيسان المقبل، حسب تقرير نشرته منصة الطاقة المتخصصة في 1 فبراير/شباط الجاري.
عوامل ارتفاع سعر برميل النفط
بعد تقلبات عام 2022، التي دفعت خام برنت بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق عند 147 دولارًا بعد وقت قصير من بدء حرب أوكرانيا، ارتفع خام برنت حتى الآن في عام 2023 إلى ما يزيد قليلا على 86 دولارًا، بمساعدة خطة روسيا لخفض الإنتاج في مارس/آذار.
ويتركز الإجماع في الصناعة -حاليًا- على انخفاض سعر برميل النفط في عام 2023، مقارنة بمتوسط أسعار 2022.
وتوقع مسح أجرته وكالة رويترز -شمل 30 من الاقتصاديين والمحللين- أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 89.37 دولارًا للبرميل في عام 2023، انخفاضًا من 99 دولارًا في عام 2022.
من ناحيته، خفّض بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس توقعاته لخام برنت لعام 2023 إلى 92 دولارًا.
ويرجّح المحللون أن يؤدي الرفع المفاجئ للقيود الصينية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا المستجد إلى تعزيز نمو الطلب على النفط في عام 2023، بعد أن أشارت التقديرات إلى أن البلاد سجلت انخفاضًا طفيفًا في عام 2022 لأول مرة منذ سنوات.
وترى مصادر أوبك نقصًا في الاستثمار لزيادة الأسعار الداعمة للعرض، إذ يضخ أعضاء أوبك ما يقرب من مليون برميل يوميًا أقل من المستوى المستهدف، وفقًا لأرقام المنظمة وتقديرات أخرى.
وعلى الرغم من التوقعات بأن يضخ المنتجون من خارج أوبك المزيد في 2023، فإن توقعات زيادة 1.5 مليون برميل يوميًا لا ترقى إلى نمو الطلب المتوقع عند 2.2 مليون برميل يوميًا، وفقًا لتوقعات أوبك.
وقال مصدر آخر في أوبك: "حتى مع وصول الإمدادات الإضافية من هنا وهناك، وستظل السوق تشهد نقصًا في المعروض مقارنة بالطلب، إذ إن هناك ضغطًا صعوديًا أكثر من هبوطي على السوق".
تخفيضات إنتاج روسيا
ينطبق خفض أوبك+ المتفق عليه في أكتوبر/تشرين الأول على عام 2023 بأكمله، وحثّ مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، في 5 فبراير/شباط، المنتجين على إعادة النظر في سياسات الإنتاج الخاصة بهم "إذا ارتفع الطلب بشدة".
وقال بيرول في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن سعر برميل النفط البالغ 100 دولار يشكل خطرًا حقيقيًا على الاقتصاد العالمي.
من جانبهم، أيّد وزراء تحالف أوبك+ الرئيسون، في اجتماع 1 فبراير/شباط السياسة الحالية، وبعد ذلك، قال مصدر إن الرسالة الرئيسة هي أن تحالف أوبك+ سيواصل المسار حتى نهاية الاتفاقية.
وقال مندوبان في أوبك+، لرويترز، يوم الجمعة 10 فبراير/شباط، إن أوبك+ لن يتخذ أي إجراء بعد إعلان روسيا خفض الإنتاج.
واتفق مصدر آخر من أوبك على أن أسعار النفط قد تعود إلى 100 دولار في عام 2023، على الرغم من أن آفاق النمو الاقتصادي مثّلت الخطر الرئيس.
وقال: "كل شيء سيعتمد على الاقتصاد، إذا كان هناك تحسن في الصين فربما نعود إلى 100 دولار"، مضيفًا أن أسعار النفط الخام بين 85 و100 دولار "جيد للجميع".
بالإضافة إلى مخاطر الركود، قالت مصادر أوبك -التي تتصوّر انخفاض سعر برميل النفط في عام 2023- إنه من غير الواضح حجم الطلب الذي سيأتي من الصين وما إذا كانت ستفرض عمليات إغلاق مرة أخرى لاحتواء تفشي فيروس كورونا.
وقال المصدر الثاني في أوبك، الذي يتوقع انخفاض الأسعار هذا العام: "ما تزال هناك شكوك بشأن النمو الاقتصادي والتضخم وإعادة انفتاح الصين".
اقرأ أيضًا..
- مصر تبيع حصصًا في 15 شركة نفط وكهرباء ومعادن.. و4 دول خليجية تدرس الشراء
- 4 اكتشافات نفط وغاز خلال 24 ساعة فقط.. واحتياطي غاز ضخم
- استعمال الهيدروجين للتدفئة يرفع فواتير الطاقة.. ونتائج صادمة لدراسة عالمية