تعدين الليثيوم يشهد طفرة في عدة ولايات أميركية رغم المخاوف البيئية (تقرير)
نوار صبح
- • الولايات المتحدة تمتلك ما يقدر بنحو 3.6% من احتياطيات الليثيوم العالمية.
- • قانون خفض التضخم يحتوي على عدد من الحوافز الضريبية للمركبات الكهربائية.
- • نوّاب نيفادا في الكونغرس كانوا حريصين على تعزيز إنتاج الليثيوم المحلي في الولاية.
- • طفرة الليثيوم المحلية يمكن أن تكون لها فوائد للأمن القومي الأميركي.
تستعد نيفادا وولايات أميركية أخرى لجني ثمار طفرة تعدين الليثيوم لتصنيع البطاريات، بدعم من الحوافز الفيدرالية، في ظلّ ارتفاع الطلب في الولايات المتحدة على السيارات الكهربائية، ورغم تحذيرات نشطاء البيئة وقلقهم من تداعيات التلوث.
وسط الاستثمارات بموجب قانون خفض التضخم المدعوم من الرئيس الأميركي، جو بايدن، يحذّر دعاة حماية البيئة من أن الاندفاع الجامح في أعمال تعدين هذا المعدن يمكنه جلب المشكلات نفسها المرتبطة باستخراج الوقود الأحفوري، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأميركية (The Hill).
وتمتلك الولايات المتحدة ما يقدر بنحو 3.6% من احتياطيات الليثيوم العالمية، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، وحسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعَد تعدين الليثيوم عملية شاقة تتطلب بنية تحتية أهملت الولايات المتحدة إلى حد كبير بناءها منذ ذروة إنتاج الليثيوم الأميركي في الستينيات.
وتمتلك الولايات المتحدة، حاليًا، موقعًا واحدًا فقط لتعدين الليثيوم هو سيلفر بيك، في غرب ولاية نيفادا. وتهيمن تشيلي والصين وأستراليا على القطاع، وهو أمر تأمل الإدارة الأميركية في تغييره بضخّ مليارات الدولارات في الاستثمارات الجديدة.
حوافز السيارات الكهربائية
يحتوي قانون خفض التضخم -الذي أقرّه الديمقراطيون في الكونغرس الأميركي- على عدد من الحوافز الضريبية للسيارات الكهربائية، ويتطلب التأهل للاستفادة منها -تحديدًا- بناء مكوناتها محليًا أو من خلال شركاء تجاريين للولايات المتحدة؛ ما يمهّد الطريق لموجة من التنمية المحلية الجديدة.
قال المدير التنفيذي لجمعية مكافحة انبعاثات النقل ومقرها واشنطن، ألبرت غور: "الطريقة التي تجري بها هيكلة الائتمان الضريبي الجديد للسيارات الكهربائية توفر حافزًا كبيرًا لاستخراج المعادن ومعالجتها محليًا".
وأضاف: "يتمثل أحد أهداف قانون خفض التضخم في توفير أكبر قدر ممكن من سلسلة التوريد لهذه السيارات".
وأوضح أن هناك الكثير من الفوائد لذلك، سواء من الناحية الاقتصادية من حيث تطوير الوظائف في الولايات المتحدة، فضلًا عن الأمن القومي والصمود في مواجهة صدمات سلسلة التوريد وغيرها من القضايا الكلية التي يمكن أن تؤثر في التصنيع.
في الأسبوع الماضي، أعلنت شركة أيونير الأسترالية قرضًا يصل إلى 700 مليون دولار من وزارة الطاقة لموقع تطوير وتعدين الليثيوم الجديد في ولاية نيفادا، بشرط الحصول على التصاريح المطلوبة.
وتندرج أستراليا من بين الدول المؤهلة للحصول على ائتمان قانون خفض التضخم، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
تعزيز إنتاج الليثيوم المحلي
كان نُوّاب ولاية نيفادا في الكونغرس الأميركي حريصين على تعزيز إنتاج الليثيوم المحلي في الولاية، واصفين إياه بأنه محرك لخلق الوظائف، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت النائبة الديمقراطية عن ولاية نيفادا الأميركية، كاثرين كورتيز ماستو:"نيفادا في وضع جيد للاستفادة من إمدادات المعادن الحيوية المحلية غير المستغلة في بلادنا، والتي ستخلق الآلاف من الوظائف ذات الأجر الجيد، وتساعدنا على مكافحة تغير المناخ، وتتيح لنا صنع المزيد من المنتجات في أميركا".
وأشار مكتب النائبة كورتيز ماستو إلى شرط متوافر في قانون البنية التحتية للحزبين، الذي ينشئ بنية تحتية لسلسلة توريد بطاريات السيارات الكهربائية محليًا، بدلًا من طلب المكونات لتُشحَن من الخارج.
على صعيد آخر، وافق الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، على مشروع منفصل في شمال نيفادا -منجم ثاكر باس- المقترح لشركة ليثيوم أميركا، لكنه ظل قيد التقاضي لمدة عامين.
ومن المتوقع أن يصدر رئيس المحكمة الفيدرالية المختصة قرارًا بشأن ما إذا كان المنجم يمكن أن يستمر في الأشهر المقبلة.
ولا تزال مشروعات تعدين الليثيوم الأخرى في مراحلها الأولى في سالتون سي بكاليفورنيا، وجبل بلومباغو في ولاية ماين، وتشكيل سماكوفر في أركنساس.
فوائد طفرة الليثيوم
من بين أسباب أخرى، يقول الخبراء إن طفرة تعدين الليثيوم المحلية يمكن أن تكون لها فوائد للأمن القومي؛ ما يقلل من اعتماد الولايات المتحدة على الإنتاج في الصين الذي رُبِطَ بانتهاكات حقوق الإنسان وتقليص الجوانب البيئية.
وقالت نائبة رئيس مركز المعادن الحيوية في مؤسسة تأمين مستقبل الطاقة في أميركا، أبيجيل وولف: "نعتقد أن لوائحنا البيئية القوية هي في الواقع مصدر قوتنا".
وأضافت: "من الصعب التنافس على التكلفة؛ لأنك حيث تستخرج حاليًا الأشياء من الأرض؛ فهم ظاهريًا يستغلون العمال ويهينون البيئة بطريقة لن يُسمح لك بها في الولايات المتحدة".
وتابعت: "لذا فإننا نفضّل أن نرى تصدير تلك القيم والمعايير بدلًا من التقليل من معاييرنا الخاصة هنا في الوطن".
وأكدت أن زيادة الإنتاج المحلي ستخلق حوافز لـ"السباق إلى القمة" بدلًا من "السباق نحو القاع" الحالي الذي يمكن أن تخلقه سلاسل التوريد الدولية الملتوية.
قلق المجموعات البيئية
يخشى بعض نشطاء المجموعات البيئية من أن زيادة تعدين الليثيوم على نطاق واسع قد تؤدي إلى مشكلات بيئية ومناخية جديدة.
في المقابل، أشار مؤيدو تعدين الليثيوم والطلب المتزايد على السيارات الكهربائية إلى انبعاثات الكربون المرتبطة بالسيارات التي تعمل بالغاز، ووصفوا التطوير بالضروري لتحوّل الطاقة المتجددة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأشارت مديرة الأراضي العامة في مؤسسة الدفاع عن المساحات البرّية وايلد لاند ديفنس، كاتي فيتي، إلى أن الطفرة في الطلب على الليثيوم تأتي في الوقت الذي تتعامل فيه الولايات المتحدة الغربية مع جفاف استمر عقدين، ويمكن أن يؤثر نهج تعدين الليثيوم غير الحذر في البنية التحتية للمياه.
وقالت: "لا يمكننا الذهاب إلى بعض من آخر وأفضل الأماكن البرية والموائل المهمة والبدء في تدميرها".
وترى المجموعات الخضراء أن مكتب إدارة الأراضي في الولايات المتحدة سارع إلى الموافقة على تطوير منجم ثاكر باس، على وجه الخصوص، في غضون عام من بدء التحليل البيئي، وهي عملية تستغرق عادةً ما يقرب من ضعف المدة.
موضوعات متعلقة..
- أميركا حائرة بين التوسع في الليثيوم وحماية النباتات النادرة
- منجم ليثيوم في نيفادا يستلم تصاريح بنائه.. والسكان والنشطاء يعارضون
- تعدين الليثيوم في تشيلي.. هل تعوق حماية الصحراء خطط تحول الطاقة؟
اقرأ أيضًا..
- معلومات عن أكبر مشروع للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات بعد انهياره (إنفوغرافيك)
- أكثر 5 شخصيات اعتبارية تأثيرًا في أسواق الطاقة العالمية خلال 2022 (تقرير)
- أنس الحجي: اتهام أوبك بممارسة الاحتكار أكبر أخطاء الغرب.. وهذه توقعات 2023