مبيعات السيارات الكهربائية في الصين 5 أضعاف أميركا خلال 2022
أسعار النفط المرتفعة عززت التحول نحو النقل النظيف
هبة مصطفى
سجّلت مبيعات السيارات الكهربائية في الصين، خلال العام الماضي (2022)، نقلة نوعية مقارنة بالمبيعات الأميركية، وعزز استمرار الدعم الحكومي للسيارات النظيفة وارتفاع أسعار النفط من الإقبال على السيارات النظيفة بدلًا من تلك العاملة بالغاز.
وبالمقارنة، فاقت المبيعات الصينية لتلك السيارات المبيعات الأميركية؛ بما يدفع بكين نحو الصدارة كأكبر الأسواق العالمية للسيارات الكهربائية، وفق موقع تك ستوري (Tech Story).
وجاء تفوق مبيعات السيارات الكهربائية في الصين رغم تداعيات موجات جائحة كورونا والإغلاقات التي لحقت بمدن عدة تشتهر بالصناعة، كما أدى تعرض مقاطعة سيتشوان لموجة جفاف عارمة، منتصف أغسطس/آب الماضي، إلى انقطاع الكهرباء وتعثر إنتاج الليثيوم، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
التفوق الصيني والتراجع الأميركي
بلغت مبيعات السيارات الكهربائية في الصين 4 ملايين وحدة، بينما ارتفع إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل والهجينة معًا إلى 5.67 مليون وحدة، طوال العام الماضي (2022).
وتفوقت تلك المعدلات على مبيعات السوق الأميركية بنحو 5 أضعاف، بحسب بيانات الرابطة الصينية لسيارات الركاب، متأثرة بمواصلة الدعم الحكومي وارتفاع أسعار النفط لمستويات قياسية عززت العزوف عن شراء السيارات العاملة بالغاز وغيرها من السيارات التقليدية لصالح البدائل النظيفة.
وبتسجيل مبيعات السيارات النظيفة ارتفاعًا في العام ذاته، انخفضت في المقابل مبيعات السيارات التقليدية بنسبة 13%.
وفي مقابل الدعم الحكومي لنشر السيارات الكهربائية في الصين، كان ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية عائقًا أمام الإقبال على شراء السيارات النظيفة.
ولجأت شركة تيسلا العملاقة نحو خفض أسعار طرازات عدة في محاولة لتحفيز الشراء؛ إذ هبط سعر الطراز "واي" بقيمة 13 ألف دولار.
عام التحديات وتوقعات النمو
بخلاف مبيعات السيارات الكهربائية في الصين شكّل العام الماضي (2022) تحديًا كبيرًا للصناعة، وأكد الأمين العام لرابطة سيارات الركاب "كوي دونغشو" أن شركات تصنيع السيارات اصطدمت بتباطؤ الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار الفائدة الأميركية.
ورغم النتائج القوية التي حققتها المبيعات الصينية؛ فإن دونغشو يتوقع تراجع هذه القفزة، خلال العام الجاري (2023)، مرجعًا ذلك إلى توقعات انخفاض أسعار النفط التي قد تؤدي إلى العودة للسيارات التقليدية من جديد.
وقال، في توقعاته، إن معدل تباطؤ النمو قد يصل إلى 30%، العام الجاري مقارنة بالعام السابق له، حسبما نقل عنه موقع فوكس بيزنس (Fox Business) التابع لقناة إخبارية أميركية تحمل الاسم ذاته.
وفيما يتعلق بالشركات، قفزت مبيعات شركة "بي واي دي" إلى الصدارة، خلال العام الماضي (2022)، ارتفاعًا من تذيلها المركز العاشر في العام السابق له (2021)، لتزيح فولكس فاغن الألمانية إلى المركز الثاني.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- تطور مبيعات السيارات الكهربائية للركاب على مستوى العالم منذ عام 2015 حتى العام الماضي (2022)، بحسب بيانات بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس:
مبيعات بي واي دي مقابل تيسلا
تعكس بيانات المبيعات تفضيل المشتري الصيني للسيارات المنتجة من قبل شركات محلية، وفق المقارنة بين حجم مبيعات كل من "بي واي دي الصينية" و"تيسلا الأميركية" في أسواق بكين.
وبينما تصدرت "بي واي دي" الشركات الأكثر مبيعًا لوحدات السيارات الكهربائية في الصين، العام الماضي (2022)، كانت تيسلا تكافح للحفاظ على موقعها بالسوق.
وسجّلت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة المنتجة من قِبل شركة "بي واي دي"، خلال العام الماضي (2022)، 1.86 مليون سيارة وهو معدل يبلغ 3 أضعاف مبيعات العام السابق له (2021).
وفي المقابل، كانت مبيعات شركة تيسلا الأميركية آخذة في الانخفاض؛ إذ أنتج مصنعها في شنغهاي 710 آلاف سيارة، خلال العام الماضي (2022)، باعت 42 ألف سيارة منها فقط في ديسمبر/كانون الأول منخفضة عن مبيعات الشهر السابق له.
ودفع ذلك نحو إعلان الشركة الأميركية خصومات على أسعار طرازي "واي" و"3" بما يصل إلى 13%.
اقرأ أيضًا..
- الإمارات وقطر: الغاز الطبيعي سيظل أولوية.. والعالم يحتاج إلى استثمارات
- هل تتجاوز أسعار النفط حاجز الـ100 دولار في 2023؟ أنس الحجي يجيب
- مسؤول عراقي: خط النفط بين البصرة والعقبة سيرى النور قريبًا
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022.. أسواق الطاقة في 365 يومًا