أسهمأسهم وشركاتتقارير السياراترئيسيةسياراتشركات

انخفاض أسهم تيسلا يحبط المستثمرين.. وتجارب سيئة للمساهمين الكوريين (تقرير)

وآبل تحذو حذوها مع تراجع قيمتها التسويقية

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • أسهم تيسلا تتراجع بأكثر من 12% بعد نتائج فصلية مخيبة للآمال
  • القيمة التسويقية لـ آبل تنخفض إلى أقل من تريليوني دولار للمرة الأولى
  • الأسباب الرئيسة تتمثل في الركود وارتفاع أسعار الفائدة واضطرابات التوريد في الصين
  • المستثمرون في كوريا الجنوبية محبطون من خسائرهم إثر انخفاض أسهم تيسلا وآبل

تسبَّب تراجع أسهم شركتي تيسلا وآبل الأميركيتين، مع بداية عام 2023، بصدمة المستثمرين وإحباطهم في مختلف أنحاء العالم، بعد أن شهدت السوق انتعاشًا هائلًا لعمالقة التقنية.

فقد تضرَّر قطاع التقنية من مخاوف المستثمرين بشأن الركود الذي يلوح في الأفق، والتضخم المرتفع باستمرار، وارتفاع أسعار الفائدة، فضلًا عن الاضطراب الشديد في سلاسل التوريد بسبب جائحة فيروس كورونا في الصين.

وأدت المخاوف -من أن شركة صناعة السيارات الكهربائية تواجه تباطؤًا في الطلب- إلى انخفاض أسهم تيسلا بنسبة 12.2% في 3 يناير/كانون الثاني، كما انخفضت القيمة السوقية لشركة آبل بمقدار تريليون دولار لتسجل 1.99 تريليون دولار، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

لذلك، بدأ عام 2023 بداية صعبة للعديد من المستثمرين الكوريين الشباب، الذين ظلّت أصولهم عالقة إلى حدٍ كبير في حسابات أسهمهم، وفق تقرير لصحيفة "ذا كوريا تايمز" (The Korea Times).

وأكثر ما يثير قلق هؤلاء المستثمرين أن معظم محافظهم الاستثمارية يركّز على الأسهم الأميركية، مثل تيسلا وآبل؛ إذ قال بعضهم، إنهم يشعرون بضغط متزايد وسط التوقعات المتشائمة بشأن الاقتصاد العالمي.

تراجع أسهم تيسلا

بعد تفشّي جائحة فيروس كورونا في أوائل عام 2020، ارتفعت أسهم تيسلا إلى مستوى تاريخي؛ إذ وصلت قيمة أسهمها إلى 407 دولارات في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لكنها فشلت منذ ذلك الحين في تمديد سلسلة مكاسبها.

وانخفض سعر سهم الشركة إلى 108 دولارات يوم الأربعاء (4 يناير/كانون الثاني 2023)، بانخفاض نحو 70% عن أعلى مستوى سابق، وما يزال الانخفاض المفاجئ في الأسهم مستمرًا، ويُخشى أن يتسع مدى التراجع لشهور أخرى مقبلة.

المستثمرون في كوريا الجنوبية في صدمة بعد تراجع أسهم تيسلا
الرئيس التنفيذي لـ تيسلا، أيلون ماسك - أرشيفية

وأدت مشكلات التصنيع في الصين والتوقعات الاقتصادية غير المؤكدة في الولايات المتحدة إلى إثارة المخاوف بشأن آفاق تيسلا، وفق ما أوردته صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times).

وعانت شركة صناعة السيارات في مواجهة تحديات الإنتاج والخدمات اللوجستية عام 2022، بما في ذلك إغلاق أكبر مصنع إنتاج لها في شنغهاي بوقت مبكر من العام.

وحذّر الرئيس التنفيذي إيلون ماسك الشهر الماضي من "طقس عاصف مقبل"، مؤكدًا أن ارتفاع أسعار الفائدة أثّر بشكلٍ ملحوظ في الطلب.

في هذا السياق، أعلنت تيسلا -في 2 يناير/كانون الثاني 2023- تسليم 405 آلاف و278 سيارة في الأشهر الـ3 حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2022، بزيادة 11% عن الرقم القياسي الذي حققته في الربع السابق.

إلّا أن هذا الرقم جاء أقلّ من توقعات معظم المحللين بأن تصل عمليات التسليم إلى ما بين 420 ألفًا و430 ألف سيارة.

استثمارات في توقيت سيّئ

روى أحد المساهمين الكوريين الجنوبيين تجربته مع أسهم تيسلا، قائلًا: "لقد حصلتُ على قروض لا تتطلب أيّ ضمانات بقيمة نحو 100 مليون وون (80.8 ألف دولار) في عام 2021، وأنشأتُ محفظة استثمارية مع التركيز على الأسهم الأميركية، لا سيما تيسلا".

وأضاف: "قلّة من المستثمرين كانوا يتوقعون أن يتعرّض السهم لمثل هذا الانخفاض الحادّ في ذلك الوقت، ليس لديّ خيار سوى انتظار انتعاشه، حتى إنّ دفع الفائدة على القروض يُعدّ عبئًا ماليًا كبيرًا".

وتابع: "أحد أكبر الدروس التي تعلّمتُها من الخسارة هو أننا يجب أن نتوخى مزيدًا من الحذر عند الاستثمار خلال دورة صعودية، في عامي 2020 و2021، اعتقدَ معظم المستثمرين الكوريين الشباب أن الأسهم الأميركية ذات رؤوس الأموال الكبيرة هي أصول آمنة يُمكن تعديل قيمتها بهامش ضئيل حتى في دورة هبوطية، وهو لم يكن صحيحًا".

ويواجه آخرون أيضًا أوقاتًا عصيبة بعد إجراء مثل هذه الاستثمارات في التوقيت السيّئ، وفق ما نقلته "ذا كوريا تايمز".

وقال عامل مكتب في الثلاثينيات من العمر: "لا يهم انخفاض الأسهم في حدّ ذاته ما لم أبِعها بخسارة، لكن المشكلة هي أنني يجب أن أؤجل خطط حياتي -مثل الزواج وشراء منزل- بسبب الاستثمار غير المناسب في الأسهم، يواجه معظم المستثمرين الشباب ضغوطًا نفسية مماثلة".

وأضاف: "بالنظر إلى التوقعات الاقتصادية القاتمة، فإن أيّ انتعاش في الأسهم على المدى القريب يبدو غير مرجّح، لذلك أحاول عدم الالتفات إلى سوق الأصول، ولكن التركيز أكثر على وظيفتي".

المستثمرون في كوريا الجنوبية في صدمة بعد تراجع أسهم تيسلا
أحد مقارّ شركة آبل - أرشيفية

تراجع أسهم آبل

في سياقٍ متصل، أصيب المساهمون الكوريون الجنوبيون في شركة آبل بالإحباط بسبب الانخفاض الحادّ في أسهم الشركة.

وارتفعت أسهم شركة آبل إلى 179 دولارًا في ديسمبر/كانون الأول 2021، لكنها تقلّبت منذ ذلك الحين طوال عام 2022.

وهوت قيمة الشركة إلى 125 دولارًا يوم الأربعاء (4 يناير/كانون الثاني 2023)، بانخفاض 30% عن أعلى مستوى، وهو أقلّ من الانخفاض الذي شهدته تيسلا، لكن المستثمرين ما زالوا محبطين بسبب تراجع عملاق التقنية.

وجاء هذا التراجع بعد أن قيل، إن الشركة أصدرت تعليمات للمصنّعين الآسيويين لإبطاء إنتاج بعض منتجات الشركة بسبب ضعف الطلب، وفق "فايننشال تايمز".

وكانت الأشهر الأخيرة فوضوية بالنسبة لشركة آبل، التي قالت في نوفمبر/تشرين الثاني، إنها تعاني من اضطرابات "كبيرة" في تجميع أجهزة آيفون المتطورة، بعد تفشّي جائحة كورونا بمصنع ضخم في مدينة تشنغتشو، والذي تديره شركة فوكسكون، أكبر مورّديها.

مخاوف وخسائر هائلة

عن تجربته في الاستثمار في أسهم آبل، قال موظف في الأربعينيات من العمر: "حافظت شركة آبل منذ مدّة طويلة على ريادتها المهيمنة بوصفها الشركة الأكثر قيمة في العالم.. لذلك كنت مغرمًا بأسهم شركة آبل، واشتريت ما قيمته 30 مليون وون تدريجيًا (24.3 ألف دولار) حتى أوائل عام 2022 من وجهة نظر طويلة المدى".

وتابع: "لكن أسهم الشركة التي كان يبدو أنها لا تقبل المنافسة أظهرت أيضًا مسارًا هبوطيًا، عندما دخلت السوق في الدورة الهبوطية. ما زالت المخاوف من حدوث مزيد من الانخفاض في الأسعار في ذهني مستمرة".

وقد باع هذا الموظف نصف الأسهم بخسارة، وسط مخاوف متزايدة من انخفاض قيمة السهم أكثر.

وقال: "بعد مشاهدة انهيار سهم تيسلا، قررتُ التخلي عن أسهمي في آبل؛ بسبب مخاوف من أن الأخيرة قد تسير على خطى شركة صناعة السيارات".

وأضاف: "اعتقدتُ أنني مختلف عن معظم مستثمري التجزئة الآخرين، وسأربح من خلال استثمارات طويلة الأجل، لكنني فشلت بالتغلب على العامل النفسي في النهاية"، بحسب ما نقلته "ذا كوريا تايمز".

ومن جانبه، قال صاحب شركة صغيرة في سول: "اشتريت منزلًا في عام 2021، عندما وصلت فقاعة سوق العقارات إلى ذروتها، ثم بدأت في شراء الأسهم الأميركية لكسب مصروفي. لكنني لم أعِر اهتمامًا خاصًا لأيّ مخاطر محتملة من أعباء الفائدة".

وتابع: "أنا مضطر لدفع المزيد من الفوائد على القروض العقارية والقروض غير الضمانية، وعملي لا يزدهر كما كان في السابق؛ إذ يعمل الناس على تقليل الإنفاق فيما يمكن أن يكون المرحلة الأولى من الركود".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق