مؤشرات تغير المناخ الأساسية.. كيف تبدو في عام 2023؟ (تقرير)
نوار صبح
- بدأ العام الجديدة بمدة من أقسى أوقات الشتاء الدافئ في السجلات الأوروبية
- ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى ازدياد قياسي في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
- الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري وإنتاج الأسمنت ارتفعت بنسبة 1% العام الماضي
- 18 دولة على الأقلّ شهدت انخفاضًا في الانبعاثات لأكثر من عقد من الزمان
ما تزال الإحصاءات ومؤشرات تغير المناخ الأساسية لكوكب الأرض واعدة، إذ ازداد انتشار المضخات الحرارية والسيارات الكهربائية، وسجّل الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة نموًا ملحوظًا، حسب تقرير لوكالة بلومبرغ (Bloomberg)، مؤخرًا.
في هذا السياق، اتخذت بلدان عديدة خطوات متقدمة في مؤتمرين للأمم المتحدة لمساعدة الدول النامية المتضررة من الكوارث، والحفاظ على ما تبقى من العالم الطبيعي.
على صعيد آخر، أصدرت الولايات المتحدة، في العام المنصرم (2022)، قانون خفض التضخم، الذي يمثّل استثمارًا مناخيا استثنائيًا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
مؤشرات تغير المناخ.. بداية ساخنة
يتوقع محللون أن تصدر مجموعات أبحاث علوم المناخ الكبرى استنتاجاتها بشأن متوسط درجة الحرارة العالمية لعام 2022، في الأسابيع القليلة المقبلة، ومن المحتمل أن تكون النتائج واعدة.
فقد توقعت المسودة الأولى لتقدير أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن يحتلّ العام المرتبة الخامسة أو السادسة من حيث الحرارة على الإطلاق، بزيادة 1.15 درجة مئوية عن متوسط المدة بين عامَي 1850-1900.
ويرى مراقبون أن هذا التوقع قد يجعل السنوات الـ8 الماضية الأكثر سخونة منذ بدء القياسات العالمية، وفقًا لإحصاءات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
ويبدو أن اتجاه الاحترار العالمي سيستمر، إذا كانت الأيام القليلة الأولى من عام 2023 ستصبح دليلًا على تبدّل معيّن، فقد بدأ العام الجديدة بمدة من أقسى أوقات الشتاء الدافئ في السجلات الأوروبية، وفقًا لخبراء الأرصاد الجوية.
بعد أن حطمت أوروبا الأرقام القياسية في حرارة الصيف للعام الثاني على التوالي في عام 2022، سُجِّلَت ارتفاعات موسمية جديدة في العديد من البلدان الأوروبية يوم رأس السنة الجديدة.
ويرى العلماء أن درجات الحرارة قد تتخطى الحد الأدنى لاتفاقية باريس للمناخ، البالغ 1.5 درجة مئوية، في غضون عقد من الزمن.
استمرار الانبعاثات آخذ في الازدياد
يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى ازدياد قياسي في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تتسبب في وصل درجة حرارة كوكب الأرض إلى معدلات عالية.
وقد ارتفعت الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري وإنتاج الأسمنت بنسبة 1% العام الماضي مقارنة بعام 2021، لتصل إلى 36.6 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون.
ويُعدّ هذا المعدل أعلى من عام 2019، أي العام الذي سبق أن تسبَّب الوباء فيه بانخفاض غير مسبوق -ولكن مؤقت- في الانبعاثات، وفقًا لمشروع الكربون العالمي، وهو تعاون علمي دولي يقوم بعمل التقديرات سنويًا.
وكان استعمال النفط يدعم الزيادة في عام 2022، خصوصًا للطيران، إذ انتعش السفر الدولي نحو معدلات ما قبل الجائحة، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
واختتم النفط والفحم العامَ الماضي بارتفاع في الطلب مقارنةً بعام 2021، وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى أزمة طاقة في أوروبا شهدت لجوء الدول إلى الوقود الأحفوري الأكثر تلويثًا وهو الفحم، حسبما نشرت وكالة بلومبرغ (Bloomberg) مؤخرًا.
في المقابل، ترددت أصداء أزمة الطاقة في جميع أنحاء العالم، حتى إن الصين رفعت إنتاج الفحم للمساعدة في إرضاء الأسواق.
من جانبهم، يقوم علماء المناخ سنويًا بتحديث حجم "موازنة الكربون"، أو كمية ثاني أكسيد الكربون التي يمكن أن يطلقها البشر قبل التخلي عن فرصة 50-50 للحفاظ على الاحترار العالمي أقلّ من الأهداف المتفق عليها دوليًا.
وسيتعين على البلدان خفض الانبعاثات سنويًا بمعدل "مشابه للانخفاض الذي لوحظ في عام 2020 خلال جائحة كوفيد-19، من أجل أن يصل العالم إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفقًا لتقديرات مشروع الكربون العالمي.
الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة
من المتوقع أن يستمر الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة بالنمو، ولكن ليس من الواضح متى سيتحول هذا التوسع إلى انخفاض في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم.
وتتوقع مؤسسة بلومبرغ إنرجي فاينانس أن عام 2023 سيحقق نموًا بنسبة 18% في الطاقة المحايدة كربونيًا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويجب أن يضيف ذلك ما يصل إلى أكثر من 500 غيغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء والطاقة النووية والحرارية الأرضية في عام 2023، لكن إضافات الكهرباء النظيفة تصل إلى 1.4 تيراواط سنويًا بحلول عام 2030، للمتابعة في مسار الحياد الكربوني.
علاوة على ذلك، شهدت 18 دولة على الأقلّ انخفاضًا في الانبعاثات لأكثر من عقد من الزمان، وفقًا لأحدث مراجعة أجرتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.
وبالنظر إلى ضبابية المعطيات العالمية بشأن الأرقام الإقليمية والوطنية، تصبح الصورة أكثر تعقيدًا.
التقدم في دبلوماسية المناخ
في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وجد فريق مؤسسة تعقُّب العمل المناخي "كلايمت أكشن تراكر" (سي إيه تي)، الذي يقارن معدلات انبعاثات البلدان بأهدافها الخاصة والعالمية، أنه على الرغم عدم من إحراز أيّ تقدّم تقريبًا منذ قمة المناخ في عام 2021، فقد تحقَّق ما هو استثنائي وأقلّ من ذلك.
واعترف الفريق بالتقدم المحرَز في نظام دبلوماسية المناخ الدولي منذ عام 2009.
وقال عالم سياسة المناخ في معهد المناخ الجديد في ألمانيا، الذي يسهم في أبحاث فريق تعقّب العمل المناخي، ذلك الوقت، نيكلاس هون: "إذا نظرت إلى النظام عمومًا، وفي المؤتمرات منذ عام 2009 حتى الآن، فقد حققت بالتأكيد شيئًا ما".
السؤال المطروح هو: متى ستتحول هذه الدبلوماسية إلى نتائج أكثر إيجابية للإحصاءات الحيوية للكوكب؟
اقرأ أيضًا..
- ما سعر النفط المناسب للسعودية وأوبك+؟.. 6 خبراء يجيبون لـ"الطاقة"
- إيرادات صادرات الغاز المسال الأسترالي تسجل رقمًا تاريخيًا بـ90 مليار دولار
- انتكاسة جديدة لشركات السيارات الكهربائية.. أهداف 2022 لم تتحقق
- العضو المنتدب لشركة أكوا باور: مصر مؤهلة للريادة في الهيدروجين الأخضر (حوار)