مواصلة تأمين شحنات الغاز المسال الروسي في اليابان بعد تدخل الحكومة
مي مجدي
شهدت أزمة تأمين شحنات الغاز المسال الروسي في اليابان انفراجة، بعدما قررت كبريات شركات التأمين اليابانية مواصلة توفير غطاء ضد مخاطر الحرب على السفن في المياه الروسية.
وجاء ذلك بعدما حثّت الحكومة اليابانية شركات التأمين على العدول عن قرارها، نظرًا إلى تأثيره المحتمل في واردات الغاز المسال من مشروع سخالين 2، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن موقع اليابان تايمز (Japan Times).
وكانت شركات التأمين اليابانية قد أعلنت في وقت سابق وقف التأمين على السفن ضد مخاطر الحرب في المياه الروسية بدءًا من مطلع عام 2023.
تدخل الحكومة
قررت شركات التأمين في اليابان توفير التغطية التأمينية للسفن ضد مخاطر الحرب في المياه الروسية خلال شهر يناير/كانون الثاني (2023) وما بعده، على عكس قرارها السابق.
وقدّمت وكالتا الخدمات المالية اليابانية، والموارد الطبيعية والطاقة رسالة إلى صناعة التأمين ضد الأضرار لمواصلة التأمين ضد مخاطر الحرب.
وقالت الصناعة إنها مستعدة لتوفير التأمين للسفن التي تغادر مطلع شهر يناير/كانون الثاني (2023)، مع التخطيط لمواصلة المفاوضات مع شركات إعادة التأمين على السفن التي تغادر في وقت لاحق.
وبعد إعادة التفاوض مع شركات إعادة التأمين في المملكة المتحدة، من المقرر أن تستمر شركات التأمين اليابانية في توفير تغطية تصل قيمتها إلى قرابة 8 مليارات ين ياباني (59.7 مليون دولار)، وشركات إعادة التأمين في الخارج بقيمة 22 مليار ين ياباني.
(الين الياباني = 0.0076 دولارًا أميركيًا)
ويُعد المبلغ الإجمالي البالغ 30 مليار ين ياباني أقل من تعهدات التغطية الحالية البالغة 67 مليار ين، حسب موقع نيكي آسيا (Nikkei Asia).
ومن المتوقع -أيضًا- انخفاض عدد السفن التي يمكن التأمين عليها تحت أي ظروف إلى النصف، ما قد يجبر شركات الشحن على تقليص شحناتها.
أزمة تأمين شحنات الغاز المسال الروسي
أبلغت شركات طوكيو مارين آند نيشيدو فاير إنشورنس، وسومبو جابان إنشورنس، وميتسوي سوميتومو إنشورنس، مالكو السفن عملاءها في 23 ديسمبر/كانون الأول (2022) بتوقفها عن تقديم تغطية تأمينية لأضرار السفن الناجمة عن الحرب في المياه الروسية، بدءًا من 1 يناير/كانون الثاني (2023).
وجاء قرار شركات التأمين بعد رفض شركات إعادة التأمين الغربية تحمُّل المخاطر المتعلقة بالحرب، ما يجعل عمليات الشحن لبعض الشركات محفوفة بالمخاطر، وقد تضطر بعض شركات الشحن إلى وقف العمليات في المياه الروسية، بما في ذلك تحميل الغاز المسال من مجمع سخالين 2 في أقصى شرق روسيا.
وقد يؤدي فقدان الإمدادات من سخالين 2 إلى دفع مرافق الكهرباء والغاز اليابانية -مثل جيرا وطوكيو غاز- إلى البحث عن بدائل.
وكان من بين الخيارات المطروحة مواصلة مالكي السفن عملياتهم من خلال تحمل المخاطر خاصة أن المسافة بين جزيرة سخالين واليابان قصيرة وتستغرق أيامًا قليلة، إلى جانب بُعد منشأة تصدير الغاز المسال الروسي عن ساحة القتال.
أو من خلال استعمال ضمان المسؤولية السيادية، مثل ذلك الذي غطّى شحنات النفط الإيراني إلى اليابان في عام 2012، بعد أن أوقفت شركات التأمين الغربية الغطاء بسبب العقوبات المفروضة على إيران، لكن التشريع كان يتعلّق بواردات النفط الإيرانية فقط، لذا ستكون هناك حاجة إلى قانون جديد لضمان تغطية الشحنات من روسيا.
أهمية الغاز المسال الروسي لليابان
مع هذا الإعلان، زادت المخاوف في اليابان من وقف استيراد الغاز المسال الروسي من مشروع سخالين 2 في أقصى شرق روسيا.
وتعتمد اليابان على مشروع سخالين 2، المملوك لشركة غازبروم الروسية والشركات اليابانية، لاستيراد قرابة 9% من الوقود.
ووافقت الشركات اليابانية على البقاء بوصفها مساهمة في المشغل الروسي الجديد للمشروع بعدما سيطرت الحكومة عليه في يونيو/حزيران (2022).
وتعول اليابان على الإمدادات الروسية لضمان أمن الطاقة وتلبية احتياجاتها.
وجاءت مطالب الحكومة اليابانية، لضمان قدرة اليابان على استيراد الوقود من مشروع سخالين 2 وسط ذروة الطلب خلال فصل الشتاء.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الطلب على الغاز المسال في الأسواق الآسيوية خلال الربعين الثاني والثالث من 2022، استنادًا إلى تقرير منظمة أوابك:
موضوعات متعلقة..
- تأمين شحنات الغاز المسال الروسي يهدد إمدادات اليابان (تقرير)
- تحديات تواجه مشتري الغاز المسال في اليابان مع إعلان وقف التأمين على السفن
- ما سر تمسك اليابان بالغاز المسال الروسي؟.. أكبر تكتلات الشحن يجيب
اقرأ أيضًا..
- تحليل سهم لوبريف التابعة لأرامكو.. هل نجح في امتصاص تقلبات بداية التداول؟
- طالت إنتاج النفط والغاز والكهرباء.. هكذا أثّرت العواصف الثلجية في أميركا (تقرير)
- بولندا مستعدة لحظر النفط الروسي.. ما دور أرامكو السعودية؟