أنظار ألمانيا على النفط القازاخستاني.. هل تنجح في نقله عبر خط دروجبا الروسي؟
مي مجدي
تتجه أنظار ألمانيا إلى النفط القازاخستاني مع سعيها لاستبدال البراميل الروسية والتوقف عن استيرادها على الرغم من التحديات والعراقيل التي تواجه خططها.
وتتزايد الضغوط على ألمانيا لإيجاد بدائل مع اقتراب وقف استيراد النفط الروسي، إذ أعلنت وارسو وبرلين في السابق خططًا بعدم شراء الإمدادات الروسية عبر خطوط الأنابيب بنهاية عام 2022.
وهو ما أكدته وزارة الاقتصاد الألمانية، يوم الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول (2022)، وصرّحت بأن ألمانيا لا تنوي شراء النفط الروسي بدءًا من عام 2023، وتخطط لإحلال النفط القازاخستاني محل الإمدادات الروسية عبر خط دروجبا، المعروف بخط أنابيب الصداقة.
وفي المقابل، تعتزم ألمانيا استغلال خط الأنابيب الروسي "دروجبا" لبدء استيراد النفط القازاخستاني، وتستعد قازاخستان لإطلاق شحنة تجريبية الشهر المقبل، لنقل النفط إلى ألمانيا عبر خط الأنابيب، وسط فرض حظر أوروبي على واردات النفط الروسي المنقولة بحرًا بسبب غزو موسكو لأوكرانيا.
ويبدو أن نقل إمدادات النفط القازاخستاني عبر خط أنابيب على بعد آلاف الأميال إلى المصافي في شرق ألمانيا سيشكّل تحديات ضخمة على جبهات مختلفة، أولها أن خطوط الأنابيب التي يجب أن يتدفق النفط من خلالها روسية، وموسكو في يدها القرار لتسهيل طريق هذه الشحنات، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.
وحتى الآن، لم تتلق شركة ترانسنفط المشغلة لخط أنابيب النفط الروسي أي طلب من قازاخستان للتسليم إلى ألمانيا، وفقًا للمتحدث باسم الشركة إيغور ديومين.
نقل النفط القازاخستاني
تُضخ بعض براميل النفط القازاخستاني شمالًا إلى مدينة ألميتيفسك الروسية، وتُخلط مع النفط المستخرج من الحقول الروسية، وينتج عنه مزيج خام التصدير الروسي أو "ريبكو"، الذي يُشار إليه باسم الأورال.
ويُستبعد شحن النفط القازاخستاني إلى ألمانيا دون خلطه مع أي نفط روسي، وسيتطلب إرسال شحنات على دفعات لتجنب خلطها مع نفط من أصل روسي، وسيؤدي ذلك إلى عرقلة الشبكة الروسية، وهو أمر لن ينال إعجاب شركة ترانسنفط.
وحتى لو تحقق ذلك، ربما تحصل مصافي التكرير الألمانية على درجة خام دون اختبارها، وقد تتمتع بخصائص مختلفة عن خام الأورال المعتاد من حيث معياري الكثافة والمحتوى الكبريتي.
وتضخ شركة "كيه إم جي تردينغ" القازاخستانية، التابعة لشركة كاز موناي غاز الوطنية للنفط والغاز، نحو 13 مليون طن سنويًا في شبكة خطوط الأنابيب الروسية، وتخصص كمية مساوية من الأورال يمكن بيعها عالميًا.
التزامات قازاخستان
تُستثنى شحنات الأورال التي تنتمي إلى شركة "كيه إم جي تردينغ" من عقوبات الاتحاد الأوروبي على الواردات المنقولة بحرًا من روسيا، وأُعيد تسميتها بخام التصدير القازاختساني أو "كيبكو" لتمييزها عن خام "ريبكو".
وتتحرك هذه الشحنات من مواني نوفوروسيسك على البحر الأسود، وأوست لوغا على بحر البلطيق، وتختلف عن صادرات النفط الخام القازاخستاني (سي بي سي) المنقولة على ناقلات بالقرب من نوفوروسيسك.
وفي حالة موافقة روسيا، يبقى السؤال المطروح هو: كيف ستحصل قازاخستان على إمدادات إضافية لنقلها إلى شرق ألمانيا عبر الشبكة الروسية، خاصة أن شركة كاز موناي غاز الوطنية للنفط والغاز لا بد لها من تزويد المصافي في قازاخستان، للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بتوفير إمدادات الوقود إلى السوق المحلية؟
وأما فيما يتعلق بالصادرات فيجب أن تلبي شركة "كيه إم جي تردينغ" احتياجات مصفاة الشركة في رومانيا.
وحول الكميات المتبقية فتُباع بموجب عقود طويلة الأجل، وفقًا لشركة كاز موناي غاز الوطنية للنفط والغاز.
ولا يمكن لقازاخستان إعادة توجيه شحنات "كيبكو" التي تصدرها عبر ميناء أوست لوغا دون الإخلال بالعقود لعام 2023.
لذا عند تقديم الإمدادات إلى السوق المحلية ورومانيا، لن يتبقى سوى القليل إلى ألمانيا، وهذا على فرض أن روسيا ستتعاون لتحقيق هذا المخطط.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز المعلومات عن خط أنابيب دروجبا:
حلول ملتوية
يتمثّل أحد الحلول في ارتفاع إنتاج النفط القازاخستاني، إذ تخطط البلاد لزيادة الإنتاج إلى 92.9 مليون طن خلال عام 2023 من 85.7 مليون طن متوقع خلال العام الجاري (2022)، بحسب وزير الاقتصاد القازاخستاني أليبيك كوانتيروف.
ومن بين الحلول المعقدة الأخرى أن تصدّر روسيا النفط الخام إلى شبكة تكرير النفط في قازاخستان، ما يتيح للأخيرة فرصة لضخ نفطها في خط أنابيب دروجبا، ويمكن لقازاخستان بعد ذلك بيع مزيج كيبكو إلى ألمانيا.
وسبق أن عالجت مصفاة بافلودار شرق قازاخستان الخام الروسي، ويمكن أن تلجأ إليه ما دامت هناك قدرة كافية في خط الأنابيب عبر شرق قازاخستان لتغذية المصفاة.
وتوجد في ألمانيا مصفاتا تكرير في شرق البلاد تعتمدان على خام الأورال عبر خط أنابيب دروجبا، وهما مصفاة لوينا التابعة لشركة توتال إنرجي، ومصفاة شفيدت التي كانت بحوزة شركة روسنفط الروسية قبل فرض الحكومة الألمانية سيطرتها خلال شهر سبتمبر/أيلول (2022).
ورغم تلقي مصفاة شفيدت بعض الشحنات البديلة عبر ميناء غدانسك وخط أنابيب من ميناء روستوك، لم تكن الكميات كافية لتأمين عملها على المدى الطويل.
وربما تشهد ألمانيا تدفقات خام كيبكو عبر خط الأنابيب، لكن يبدو أنه لا يوفر حلًا رئيسًا للتحديات التي تواجه إمدادات النفط الخام في البلاد.
موضوعات متعلقة..
- بولندا وألمانيا تتراجعان عن حظر ورادات النفط الروسية عبر خطوط الأنابيب
- النفط القازاخستاني يصل إلى الأسواق العالمية عبر طرق بديلة لروسيا
- ألمانيا لن تشتري النفط الروسي.. وهذه الدولة هي البديل
اقرأ أيضًا..
- تصريحات متضاربة حول إنتاج إيران من النفط.. هل وصل إلى 3 ملايين برميل يوميًا؟
- إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا وكندا يواجه عقبات في 2023 (تقرير)
- السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة تهددان 100 مليون أميركي بفقدان إمدادات الكهرباء