غازتقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانيا

مخزونات الغاز في ألمانيا.. هل تكفي لتغطية احتياجاتها في فصل الشتاء؟ (تقرير)

والمفوضية الأوروبية توافق على استحواذ الحكومة على شركة يونيبر

مي مجدي

لطالما اعتمد أكبر اقتصاد في أوروبا على الغاز الروسي، ولجأت ألمانيا إلى تعزيز مخزونات الغاز قبل الشتاء بعد تراجع الإمدادات الروسية عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا في محاولة لتأمين نفسها.

وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، حمل محلل الأسواق جون كيمب نظرة تفاؤلية لقدرة برلين على تجاوز هذه الأزمة في أحدث مقال له بعنوان "من المحتمل أن تصمد مخزونات الغاز في ألمانيا على الرغم من السحب"، ونشرته وكالة رويترز، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

فقد قالت الوكالة الاتحادية الألمانية للشبكات، في آخر تقاريرها، إن إمدادات الغاز مستقرة، لكن تخيّم حالة من التوتر، وغير مستبعد تفاقم الوضع.

وشددت الوكالة على الحاجة إلى توفير إمدادات الغاز، مشيرة إلى أن الاستهلاك ما يزال مرتفعًا، إذ لا يلبي هدف الحكومة المتمثل في خفض الاستهلاك بنسبة 20% لتفادي تصعيد خطة الطوارئ الوطنية للغاز.

حالة من التوتر تسود البلاد

كتب كيمب، في بداية المقال، أن تقلص مخزونات الغاز في ألمانيا بوتيرة سريعة منذ مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول (2022) أثار مخاوف من أن البلاد لم تخفض الاستهلاك على النحو المتوقع.

وانخفضت مخزونات الغاز في ألمانيا بما يقرب من 17 تيراواط/ساعة، أو قرابة 7% منذ بداية الشهر الجاري، وفقًا لبيانات شركة غاز إنفراستراكتشر يوروب.

محطة ضغط تابعة لشركة الغاز الهولندية غازوني
محطة ضغط تابعة لشركة الغاز الهولندية غازوني - الصورة من رويترز

إلا أن النفاد السريع لمخزونات الغاز لم يكن مفاجئًا بالنظر إلى تقلص درجات الحرارة، وبطء سرعة الرياح الذي انعكس على إنتاج مزارع الرياح، على حد قول كيمب.

وكان مؤشر درجات حرارة التدفئة اليومية عند 114 في الأسبوع المنتهي في 14 ديسمبر/كانون الأول (2022) بمدينة فرانكفورت، مقارنة بالمتوسط الموسمي البالغ 80 فقط بين عامي 2014 و2021.

(ويُعد مؤشر درجات حرارة التبريد والتدفئة اليومية مقياسًا لتقدير الطلب على الطاقة لتدفئة المباني أو تبريدها، بما يتناسب مع الفرق بين درجات الحرارة اليومية في الخارج ودرجة الحرارة الحدية).

بينما بلغ متوسط سرعة الرياح 8.6 كيلومترًا/ساعة فقط، مقابل متوسط يبلغ 13.7 كيلومترًا/ساعة بين عامي 2014 و2021.

ويرى كيمب أنه كان من النادر حدوث هذه التوليفة من أجواء البرد القارس، ومن ثم ارتفاع الطلب على التدفئة، مع بطء سرعة الرياح وانخفاض الإنتاج.

هل تصمد ألمانيا؟

يعتقد كيمب أن التراجع السريع في مخزونات الغاز المستخدمة في تدفئة المباني وعمليات التصنيع وتوليد الكهرباء يوضح أن النظام يعمل على النحو المراد.

فالغرض من عمليات التخزين هو مواجهة تقلبات الاستهلاك الموسمية، وتقلبات الطقس قصيرة الأجل.

ومن غير المحتمل تكرار مثل هذه الظروف خلال ما تبقى من موسم الشتاء، لذا تخلف تأثيرًا طفيفًا في التوقعات بشأن المخزون.

وحتى بعد الاستنفاد السريع في النصف الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول (2022)، كانت مخزونات الغاز تعادل 225 تيراواط/ساعة في يوم 13 ديسمبر/كانون الأول، وهو ثاني أعلى مستوى لهذا الوقت من العام.

ومع انقضاء 30% من موسم التدفئة في فصل الشتاء -تقريبًا-، استقرت المخزونات في 13 ديسمبر/كانون الأول (2022) عند المستويات نفسها في 1 أكتوبر/تشرين الأول (2022).

وأشار كيمب في مقاله إلى أن مخزونات الغاز كانت أعلى من المتوسط الموسمي لـ10 سنوات خلال المدة من 2012 إلى 2021 بنسبة 21%.

وفي العقد الماضي، استنفدت المخزونات بمتوسط 87 تيراواط/ساعة بين 13 ديسمبر/كانون الأول، وأدنى حد بعد الشتاء في مارس/آذار أو أبريل/نيسان.

وشهد موسم شتاء 2018-2019 أكبر استنزاف موسمي بمعدل 148 تيراواط/ساعة، في حين كان أقلهم موسم شتاء 2014-2015 بمعدل 34 تيراواط/ساعة فقط.

وبالنظر إلى أن المخزونات -حاليًا- عند 225 تيرواوط/ساعة، يجب أن تكون كافية لتغطي فصل الشتاء.

صهاريج تخزين الغاز في هامبورغ الألمانية
صهاريج تخزين الغاز في هامبورغ الألمانية - الصورة من موقع إنرجي مونيتور

مخزونات الغاز في أوروبا

أشار كيمب، في مقال آخر، إلى أن مخزونات الغاز في أوروبا ما تزال عند مستويات مطمئنة رغم برودة الطقس عن المعتاد في الجزء الشمالي من المنطقة، وعزز ذلك الطلب على التدفئة منذ بداية شهر ديسمبر/كانون الأول.

وبلغ إجمالي مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة 987 تيراواط/ساعة في 12 ديسمبر/كانون الأول (2022)، وفقًا لبيانات شركة غاز إنفراستراكتشر يوروب.

واستنفدت مخزونات الغاز بمعدل 63 تيراواط/ساعة منذ نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، وهو أسرع قليلًا من المتوسط البالغ 58 تيراواط/ساعة لمدة 10 سنوات.

وأدت الأسعار المرتفعة -إلى جانب التدابير التي اتخذتها الدول الأوروبية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا- إلى تغيير نمط الاستهلاك بدرجة كبيرة، مع تحفيز المستهلكين والصناعات ومنتجي الكهرباء على استهلاك كميات أقل، أو التحول إلى أنواع الوقود الأخرى.

وعلى الرغم من موجة البرد الحالية، فإن البداية المعتدلة لموسم التدفئة، ودرجات الحرارة الأكثر اعتدالًا في المستقبل، تضافرت مع ارتفاع الأسعار وتعزيز مخزونات الغاز في أوروبا.

استحواذ الحكومة على يونيبر

على صعيد آخر، وافقت المفوضية الأوروبية، اليوم الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول (2022)، على استحواذ الحكومة الألمانية على شركة الغاز المتعثرة يونيبر.

وتمهّد هذه الخطوة الطريق لتأميم الشركة التي كانت على وشك الانهيار بعدما أوقفت موسكو إمدادات الغاز.

ووافقت المفوضية على الاستحواذ بموجب قوانين الاندماج في الاتحاد الأوروبي، بعدما خلصت إلى أن الاستحواذ المقترح لن يثير مخاوف تتعلق بالمنافسة.

وما تزال المفوضية بحاجة إلى الموافقة على خطة إنقاذ يونيبر بموجب إطار المعونات المقدمة.

ويأتي قرار الموافقة على الاستحواذ قبل أيام فقط من عقد اجتماع استثنائي للمساهمين يوم 19 ديسمبر/كانون الأول (2022)، ومن المتوقع موافقة المستثمرين على خطة الإنقاذ، التي كلفت حتى الآن ما يزيد على 51 مليار يورو (54 مليار دولار أميركي).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق