تعتزم إندونيسيا رفع المزج الإلزامي لزيت النخيل في الديزل الحيوي إلى 35%، بدءًا من الأول من يناير/كانون الثاني (2023)؛ لخفض وارداتها من الوقود، وسط ارتفاع أسعار الطاقة العالمية.
وتسبّبت الحرب الروسية على أوكرانيا في ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية مع نقص المعروض، والتنافس على الطلب بين كل من أوروبا وآسيا.
ونفّذت أكبر دولة مُنتجة لزيت النخيل في العالم منذ عام 2020، برنامج (بي 30)، الذي ينص على مزج الديزل النفطي بـ30% من وقود مستخرج من زيت النخيل، بهدف التحوّل إلى مصادر أكثر نظافة لتوليد الكهرباء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة نقلًا عن رويترز.
الديزل الحيوي
تُنتج إندونيسيا نحو 4 ملايين طن من زيت النخيل شهريًا، وتستهلك نحو 1.5 مليون طن، وتصدّر البلاد عادةً منتجات بنحو 2.5 مليار دولار إلى 3 مليارات دولار شهريًا.
قال المتحدث باسم وزارة الطاقة الإندونيسية، أغونغ بريبادي، يوم الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول 2022، إنّ الطلب المُقدّر على وقود الديزل الحيوي لدعم تنفيذ برنامج "بي 35"، خلال العام المقبل 2023، يبلغ 13.15 مليون كيلولتر، أو نحو 19% زيادة مقارنة بتخصيص عام 2022 البالغ 11.03 مليون كيلولتر.
أبلغ الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، حكومته، في وقت سابق من هذا الشهر، بإعداد آلية لتنفيذ "بي 35"، وسط توقعات باستمرار ارتفاع سعر النفط الخام خلال العام المقبل 2023.
يُستخرج الديزل الحيوي من النباتات المعروفة بإنتاجها للزيوت مثل الصويا والقنب والقطن والفستق والنخيل، أو من الشحوم الحيوانية.
ويُستخدم هذا النوع من الديزل في المحركات وعمليات التسخين والتدفئة، مثله مثل الديزل النفطي، لكنه يُنتج عند حرقه غازات أقلّ، ويعطي عمرًا أطول للمحرّكات.
وقالت وزارة الطاقة الإندونيسية إن الطاقة المُركّبة لصناعة الديزل الحيوي في البلاد تبلغ 16.65 مليون كيلولتر.
وتنتج أكثر من 40 دولة -حاليًا- الديزل الحيوي، تتصدرها الولايات المتحدة، تليها ألمانيا، ثم الأرجنتين، وبعدها البرازيل ثم إندونيسيا في المركز الخامس.
زيادة النسبة إلى 40%
وضعت وزارة الطاقة الإندونيسية مواصفات جديدة لتحسين معايير وقود الديزل الحيوي؛ لطمأنة المستهلكين على أن المزج العالي لزيت النخيل لن يؤثر في أداء المحرك.
وتجري الحكومة اختبارات طرق لوقود الديزل الحيوي الذي يحتوي على 40% من زيت النخيل منذ يوليو/تموز 2022، ومن المتوقع أن تنتهي من التجربة بحلول نهاية هذا العام، وفقًا لموقع ناسداك.
ويُعَد مزيج زيت النخيل الإلزامي في إندونيسيا بنسبة 30% في وقود الديزل الحيوي، والمعروف باسم "بي 30"، هو الأعلى في العالم.
وتطمح الحكومة الإندونيسية إلى زيادة النسبة إلى 40%، لكن هذه الخطة تأخرت بسبب ارتفاع أسعار زيت النخيل.
وتُعَد أكبر دولة في جنوب شرق آسيا وأكثرها اكتظاظًا بالسكان، من بين أكبر مستوردي الوقود في المنطقة، لكن السلطات قالت إن فواتير الاستيراد قد انخفضت بشكل كبير منذ أن بدأت إندونيسيا في توسيع مزيج زيت النخيل في وقود الديزل الحيوي.
وفي 2021، بلغ إنتاج الوقود الحيوي في العالم 1.747 مليون برميل مكافئ من النفط يوميًا، ارتفاعًا من 133 ألف برميل مكافئ من النفط يوميًا عام 1990.
ويطلق الديزل الحيوي والديزل المتجدد المنتجان من زيت الطهي المستعمل انبعاثات تقدّر بنحو 15 غرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل ميغا جول من الطاقة، مقارنة بـ90 غرامًا للديزل النفطي، بحسب دراسة أجراها مختبر أرغون الوطني في الولايات المتحدة عام 2022.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الحرارية الأرضية في إندونيسيا تترقب استثمارات مليارية لتطوير المورد العملاق
- رحلة زيت الطهي المستعمل من المقلاة إلى الوقود الحيوي (تقرير)
- أكبر مشروع للطاقة الشمسية والتخزين ينعش الاقتصاد الأخضر في إندونيسيا
اقرأ أيضًا..
- بوتين يعتزم زيادة صادرات الغاز الروسي إلى الصين.. ويكشف عن آلية جديدة للأسعار الأوروبية
- مسؤول: صادرات الجزائر من الغاز تتجه لتسجيل رقم قياسي في 2022
- أنس الحجي: تسرب خط أنابيب كيستون يرفع أسعار النفط.. والسعودية بديل مناسب
