أخبار النفطالنشرة الاسبوعيةرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

الكشف عن أسعار النفط الروسي إلى الهند.. خصومات مفاجأة

دينا قدري

استفادت الهند من خصومات أكبر على أسعار النفط الروسي خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، إذ حصلت مصافي التكرير على شحنات بمعدل أقل من سقف السعر الأوروبي المحدد بـ60 دولارًا للبرميل.

ويجري حاليًا تداول خام الأورال -الذي شكّل 80% من واردات الهند من النفط الروسي في نوفمبر/تشرين الثاني- عند نحو 49 دولارًا للبرميل.

بينما يجري تداول مزيج إسبو عند نحو 62 دولارًا وخام سوكول عند 69 دولارًا للبرميل، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة "ذي إيكونوميك تايمز" الهندية (The Economic Times).

وكان حظر الاتحاد الأوروبي واردات النفط الروسي المنقول بحرًا بدءًا من 5 ديسمبر/كانون الأول، قد دفع موسكو إلى البحث عن أسواق بديلة لخامها، خاصةً في آسيا.

كما دخل سقف أسعار النفط الروسي -الذي حدّدته دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة الـ7- حيز التنفيذ في 5 ديسمبر/كانون الأول، في محاولة لحرمان موسكو من مصادر تمويل حربها في أوكرانيا.

أسعار النفط الروسي إلى الهند

أصبحت الهند المنفذ الرئيس لشحنات خام الأورال المنقول بحرًا، منذ أن بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط.

وبالنسبة إلى بعض صفقات شهر ديسمبر/كانون الأول، فقد انخفض سعر الأورال في المواني الهندية -بما في ذلك التأمين والتسليم عن طريق السفن- إلى نحو 12 إلى 15 دولارًا للبرميل أقل من المتوسط الشهري لخام برنت، مقارنةً بخصم يتراوح بين 5 و8 دولارات للبرميل في أكتوبر/تشرين الأول، و10 دولارات و11 دولارًا في نوفمبر/تشرين الثاني.

هذه التخفيضات تعني أن النفط يُباع في بعض الحالات بأقل من تكلفة إنتاجه الإجمالية، بما في ذلك الرسوم المحلية، وفق منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وأظهرت حسابات رويترز أن التخفيضات على خام الأورال في المواني الغربية لروسيا للبيع إلى الهند بموجب بعض الصفقات، قد اتسعت إلى ما بين 32 و35 دولارًا للبرميل، عندما لا يجري تضمين الشحن في السعر.

ارتفاع تكاليف الشحن

ازداد الضغط على المنتجين بصفة أكبر في المواني الغربية لروسيا، لأن نقص السفن المناسبة للطقس الشتوي الروسي أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن، والتي يُمكن أن يتحمّلها البائع اعتمادًا على شروط الصفقات المتفق عليها.

وزادت أسعار الشحن إلى ما بين 11 و19 دولارًا للبرميل، مقارنةً بأقل من 3 دولارات للبرميل قبل فبراير/شباط 2022، وهي ضعف ما كانت عليه في منتصف العام، بحسب رويترز.

وقال نائب وزير الطاقة بافيل سوروكين -في وقت سابق- إن قيمة خام برنت القياسي كانت أقل من 80 دولارًا للبرميل في أوائل ديسمبر/كانون الأول، في حين أن التكلفة التقديرية للنفط الروسي للمنتجين -بما في ذلك الاستخراج والضرائب وتكاليف النقل إلى مواني التصدير- تتراوح بين 15 و45 دولارًا للبرميل.

ويحاول موردو النفط الروس نقل خام الأورال إلى الهند بأنفسهم باستخدام سفنهم وشركائهم في الشحن، ما قد يقلل تكاليف النقل.

إلا أن العديد من منتجي النفط ما زالوا يعتمدون على الشركات التجارية، ما يعني أنه يتعين عليهم تقاسم أي أرباح لديهم.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطورات إنتاج النفط الخام في روسيا:

إنتاج النفط الروسي

مكاسب الهند من أسعار النفط الروسي

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة راتناغيري الهندية للتكرير والبتروكيماويات، إم كيه سورانا: إن "سقف الأسعار المنخفض للغاية قد يحفّز روسيا على التفكير في خفض الإنتاج بدلًا من الإنتاج بمعدلات غير اقتصادية، الأمر الذي من شأنه أن يقلل الإمدادات العالمية الإجمالية ويرفع الأسعار للجميع".

كما قال الرئيس السابق للمصافي في شركة بهارات بتروليوم، آر راماشاندران: "إذا خفضت موسكو الخصومات، فلن تشتري الهند النفط الروسي.. إن هدف الهند ليس إرضاء روسيا، بل إرضاء شعبها".

وتشتري مصافي التكرير النفط الروسي من السوق الفورية؛ ويجري توقيع العقود قبل شهر أو شهرين من تاريخ التحميل، وعادةً ما تكون الأسعار مرتبطة بمتوسط الأسعار المعيارية لشهر التحميل.

لذلك، إذا انعكست اتجاهات الأسعار الحالية بحلول وقت التحميل، فقد تتغير أسعار النفط الروسي.

وتأخذ المصافي الهندية في الغالب الخام الروسي على أساس التسليم في الميناء، ما يقلل من مخاطر التسليم وكذلك تخفيضات الأسعار بالنسبة لها.

ونظرًا إلى أن التجار يتولون تنسيق الناقلات والتأمين والتمويل، فإنهم ينقلون خصومات أقل إلى المصافي.

واردات الهند النفطية من روسيا

تُعد الهند -ثاني أكبر مستهلك للنفط في آسيا- في موقع أفضل من الصين لشراء خام الأورال بسبب طريق النقل الأقصر، كما أن مصافيها مناسبة تمامًا لمعالجة النفط الروسي.

بالإضافة إلى ذلك، تعترف الهند بالسفن والتغطية التأمينية التي تقدمها الكيانات الروسية، والتي لم تُعد معترفًا بها في أوروبا.

وقد أظهرت بيانات رفينيتيف إيكون أن إمدادات خام الأورال إلى الهند ارتفعت في نوفمبر/تشرين الثاني إلى 3.7 مليون طن على الأقل، ووصلت إلى مستوى قياسي بلغ 53.2% من إجمالي شحنات الخام عبر المواني البحرية الشهر الماضي.

* (الطن = 7.1 برميلًا في المتوسط)

وأظهرت بيانات جرى الحصول عليها من مصادر تجارية، أن روسيا ظهرت بوصفها أكبر مورد نفطي للهند في نوفمبر/تشرين الثاني، لتحلّ محل العراق.

وقال مصدر في شركة تكرير هندية، إن "السوق مليئة بخام الأورال.. هناك الكثير.. كثير من التجار يعرضون شحنات من الأورال للتسليم في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق