باستخدام الاندماج النووي.. علماء أميركيون يكتشفون مصدر طاقة هائلة بلا انبعاثات
يُنهي الاعتماد على الوقود الأحفوري خلال عقد واحد
أحمد بدر
توصل علماء أميركيون إلى كشف باستخدام تقنيات الاندماج النووي، يمهّد الطريق أمام توفير الطاقة النظيفة في المستقبل، تضاهي قوتها حرارة الشمس.
وأعلن باحثون في مختبر لورانس ليفرمور الوطني، التابع لوزارة الطاقة الأميركية، أن تجارب الانصهار النووي التي يجرونها حققت بعد نحو نصف قرن "اختراقًا كبيرًا، يوفر طاقة مهمة للمستقبل"، وفق ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية.
وأوضح الباحثون أن تجارب الاندماج النووي أنتجت كهرباء أكثر مما يُضخ بواسطة أشعة الليزر الهائلة عالية القدرة في المختبر، معتبرين أنهم توصلوا إلى أكبر كشف في مجال الطاقة النووية، يمكن تعريفه باسم "الاشتعال" أو زيادة الطاقة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم -في مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول (2022)-، إن التجربة أنتجت طاقة أكبر مما اُستهلك، موضحة أن هذا الإنجاز العلمي الكبير قد يقود إلى ثورة في إنتاج الطاقة على كوكب الأرض.
إنجاز علمي كبير
قال مختبر لورانس ليفرمور الوطني التابع لوزارة الطاقة الأميركية، إنه أجرى تجربة خلال الأسبوع الماضي أسفرت عن إنتاج كمية أكبر من الطاقة التي تُستخدم في أجهزة الليزر لبدء التفاعل، من خلال الاندماج النووي.
وأعلنت وزيرة الطاقة أن هذا الكشف يمثّل نقطة تحول لتطوير مصدر جديد للطاقة، يمكن أن يؤدي إلى إنتاج كهرباء بكميات كبيرة، بطريقة مستدامة وآمنة، وهو ما وصفته بـ"الكشف العظيم" في مجال الطاقة، الذي من شأنه إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وأوضحت غرانهولم أن الولايات المتحدة استثمرت بقوة في مختبراتها الوطنية وأبحاثها للوصول إلى مثل هذا الكشف، مؤكدة أن المستقبل سيشهد الاستمرار في العمل لخلق مستقبل تكون الطاقة فيه ناتجة عن هذا النوع من الاندماج النووي.
ولفتت إلى أن الاستثمار في القطاع الخاص بلغ 3 مليارات دولارات خلال العام الماضي، للتوصل إلى اكتشافات تتعلق بمجال الطاقة، مضيفة: "سمعنا من الأساتذة أن الطلبة -أيضًا- مهتمون بهذا المجال"، وفق التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأكدت غرانهولم أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كاميلا هاريس تسعى إلى استغلال هذه الفرصة، وإعلان أن هذا اليوم خطوة عظيمة باتجاه الهدف الأساسي، وهو تحقيق استقلال الطاقة بالكامل خلال عقد واحد من الزمان.
تجربة لإنتاج طاقة هائلة
من جانبها، قالت مديرة سياسة العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض، أراتي برابكر، إن الكشف الجديد يُعد تتويجًا لجهود استغرقت ما يقرب من نصف قرن، حتى حققت نجاحًا خلال الأسبوع الماضي، بعد توليد طاقة من الاندماج النووي.
وأوضحت أن كمية الطاقة الهائلة التي نتجت عن التجربة أكبر بكثير من كمية الطاقة التي اُستخدمت لإنتاج هذه التدفقات، لافتة إلى أن العلماء يعملون منذ عقود لتطوير الاندماج النووي، الذي يُعَد من المصادر الآمنة والنظيفة للطاقة.
وأكدت أن الطاقة التي تنتج عن عملية الاندماج النووي ستكون نظيفة وخالية تمامًا من الانبعاثات، وهو الهدف الذي يسعى إليه العلماء منذ سنوات طويلة، وأنفقت في سبيل تحقيقه مليارات الدولارات على الأبحاث والتطوير.
من جانبه، وصف الأستاذ المتخصص في الطاقة النووية بكلية "إمبريال كوليدج لندن"، الدكتور مارك وينمان، هذا الإنجاز بأنه "اختراق علمي رائع لم يتحقق منذ 70 عامًا من المحاولات"، وفق ما نقلت عنه صحيفة الغارديان البريطانية.
إلا أنه أكد أن هناك تحديات ما زالت تتعلق بكيفية إخراج الطاقة من النظام وتخزين هذه الطاقة لمدة كافية لتكون مفيدة، بجانب كيفية توسيع نطاقها، وما إذا كانت ستصبح رخيصة لتنافس مصادر الطاقة الأخرى، وفق التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- كيف يدعم الاندماج النووي أهداف الحياد الكربوني وأمن الطاقة؟ (تقرير)
- التوليد المشترك.. تقنية جديدة تتيح لمحطات الطاقة النووية إنتاج الهيدروجين
- "اختراق علمي تاريخي".. علماء أميركيون يقتربون من إنتاج كهرباء نظيفة لا تنضب
اقرأ أيضًا..
- مسؤول: خط ترك ستريم يعمل بكامل طاقته لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا
- روساتوم الروسية تنافس على بناء أول محطة نووية في السعودية
- ناقلات الغاز المسال.. الصين تستحوذ على 30% من طلبات البناء في 2022
- انفراجة في أزمة ناقلات النفط بالبحر الأسود.. وتركيا تستجيب للضغوط الدولية