التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةطاقة متجددةغازنفط

الاعتماد الآسيوي على الوقود الأحفوري يقلّص آثار انتقال الطاقة رغم الإضافات المتجددة

واتهامات للسياسيين والمؤسسات المالية بالانحياز إلى النفط والغاز والفحم

هبة مصطفى

تسجّل آثار انتقال الطاقة في آسيا تراجعًا رغم مساعي إضافة الطاقة المتجددة إلى الشبكة، ويُعزى ذلك إلى أن الوقود الأحفوري ما زال يحتل المساحة الأكبر في تلك الدول.

وإلى جانب خطط الحكومات وسياساتها، كشفت بيانات الاستثمار والتمويل البنكي عن الأمر ذاته، حسبما رصدت نتائج دراسة أجرتها مؤسسة "فاير فاينانس آسيا" بتحليل خريطة استثمارات 13 دولة في القارة على مدار 6 سنوات، وفق الموقع الإلكتروني إين برس واير (Ein Presswire).

اللافت للنظر أن الاتهام الذي وجّهته نتائج الدراسة إلى الوقود الأحفوري جاء عقب ما يقرب الشهر من إصدار 3 مؤسسات بحثية تقريرًا يؤكد توفير مشروعات الطاقة الشمسية لـ7 من كبار الدول الآسيوية ما يُقدّر بنحو 34 مليار دولار، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

المزيج الآسيوي

تتسع شبكة الكهرباء الآسيوية إلى العديد من موارد الوقود الأحفوري، وبدلًا من التخلص من بعضها مقابل تغذية المزيج بموارد الطاقة المتجددة اعتمدت أبرز دول القارة على مزاحمة الموارد بعضها بعضًا دون استبدال الموارد المعادية للخطط المناخية.

الوقود الأحفوري
توربينات رياح منتشرة على جانب مزرعة - الصورة من (Brink News)

ودفع ذلك نحو اتباع نهج إضافة المزيد من موارد الطاقة في الدول الآسيوية الكبرى بدلًا من "انتقال الطاقة" التي تقوم على الاستغناء التدريجي عن النفط والغاز والفحم مقابل زيادة حصص مصادر الطاقة المتجددة.

واتخذت مؤسسة "فاير فاينانس آسيا" من 13 دولة كبرى في القارة عينة لدراستها، وخلصت نتائج التقرير إلى أن تلك الدول ما زالت تعتمد على الوقود الأحفوري بمعدل كبير لتوليد الكهرباء.

وشكّلت موارد الفحم والنفط والغاز الطبيعي موارد لتلبية ما متوسطه 77% من الطلب على الكهرباء في الدول الـ14، في حين -بصورة أدق- اعتمدت ما يزيد على نصف تلك الدول على الوقود الأحفوري بنسبة 80% بحد أدنى.

والدول الآسيوية الـ13 التي خضعت للتقييم من قبل المؤسسة هي: (الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، والهند، وباكستان، وماليزيا، وبنغلاديش، وإندونيسيا، وسنغافورة، وتايلاند، وفيتنام، وكمبوديا، والفلبين).

دور الحكومات

اتهم التقرير صانعي السياسة في آسيا بالوقوف وراء تباطؤ نتائج انتقال الطاقة، إذ يتسم تبني السياسات المناخية بالتباطؤ.

ودلل على ذلك أن "التخمة" بموارد الوقود الأحفوري التي تعانيها الشبكات تستقبل كميات هائلة من سعة توليد الطاقة المتجددة الآخذة في النمو دون التأثير بالخفض في معدل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

وأشار إلى أن صانعي السياسات والقائمين على الحكومات -عبر خططهم الداعمة للوقود الأحفوري- تجاهلوا الفئات الأشد تضررًا بالمجتمعات، وحتى خلال تبنيهم انتقال الطاقة كان نقص وضعف الموارد واضطراب سياسات التوظيف غالبًا تقع على عاتق حكومات تلك الدول.

وبدوره، شدد مدير معهد ستوكهولم للبيئة في آسيا، نيال أوكونور، على أن دول القارة ستواصل الاعتماد على الوقود الأحفوري، لتعزيز مزيجها والابتعاد عن انتقال الطاقة، ما دامت الحكومات لم تحدد سياسات قوية مقترنة بمسار واضح يضمن انتقالًا شاملًا.

وأضاف أن الفئات الأضعف بمجتمعات تلك الدول هي التي تدفع ثمن تراجع انتقال الطاقة، موضحًا أن إضافة مصادر الطاقة المتجددة لمزيج الشبكة في ظل استمرار عمل المحطات القائمة على الفحم لن يُسهم في خفض مستويات الاحترار العالمي.

الاستثمار والتمويل البنكي

لم يُطل الاتهام الحكومات وصانعي السياسات فقط، وإنما امتد إلى المؤسسات المالية والممولين البنكيين والمستثمرين من داخل القارة وخارجها، بعدما رصد التقرير بيانات التمويل للدول الـ13 خلال المدة من عام 2016 حتى العام الجاري (2022).

الوقود الأحفوري
محطة ساهيوال العاملة بالفحم وهي مشروع مشترك بين الصين وباكستان - الصورة من (China Dialogue)

وخلص التقرير إلى أن المؤسسات المالية متورطة في الاعتماد الآسيوي المفرط على الوقود الأحفوري، إذ إن التمويل البنكي للطاقة المتجددة في القارة مثّل 14% فقط من إجمالي تمويلاتها لمشروعات الطاقة على مدار السنوات الـ6 محل التقييم.

ويبدو أن نتائج التقرير الصادر عن 3 مؤسسات بحثية (مركز إمبر، ومركز أبحاث الهواء النظيف، ومعهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي) -ونُشرت شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- جاءت بمثابة رد على انحياز المؤسسات المالية في آسيا إلى تمويل مشروعات الوقود الأحفوري.

وخلص التقرير المشترك الصادر عن المؤسسات الـ3 إلى أن مشروعات الطاقة الشمسية لـ7 من كبار الدول الآسيوية وفرت لها ما يُقدر بنحو 34 مليار دولار، خلال النصف الأول من العام الجاري فقط (2022).

والدول الـ7 التي لاقت دعمًا من مشروعات الطاقة المتجددة هي: (الصين، والهند، واليابان، وتايوان، وكوريا الجنوبية، والفلبين، وتايلاند).

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق