باكستان لن تحصل على النفط الروسي بأسعار الهند المخفضة
محمد عبد السند
لن تعرف باكستان على ما يبدو طريقًا للوصول إلى النفط الروسي الرخيص، الذي تفضّل موسكو بيعه بأسعار مخفضة إلى دول دون أخرى.
وجاء ذلك وفقًا لرفض روسيا توريد شحنات النفط إلى باكستان بالأسعار المخفضة نفسها التي منحتها للهند، عازية قرارها إلى التزامها بتزويد كبار المشترين بالوقود الأحفوري -في إشارة إلى نيودلهي-، حسبما ذكرت صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية.
وجاء الرفض الروسي خلال اجتماع عُقد مؤخرًا بين موسكو وإسلام آباد، حضره ممثلًا عن الجانب الباكستاني وزير النفط مصدق مالك، وسكرتير إدارة النفط محمد محمود، ومسؤولون آخرون، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
النفط الروسي وباكستان
رغم أن باكستان زعمت -مؤخرًا- أنها حصلت على النفط الروسي بأسعار مخفضة، لم يتمكن الوفد الوزاري للبلد الآسيوي من الكشف عن السعر الذي قُدم إليه من موسكو لدى عودته إلى إسلام آباد.
وتتحفظ موسكو -حتى الآن- على إرسال شحنات النفط الروسي إلى باكستان بالسعر المخفض نفسه الذي منحته إلى الهند في هذه المرحلة، حسبما أكدت مصادر موثوقة لـ"إيكونوميك تايمز".
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل إن خطط إسلام آباد حول إنشاء خط أنابيب النفط بمساعدة روسية أصبحت مثار شك، إذ لم تتطرّق موسكو إلى تفاصيل المشروع خلال المباحثات التي دارت في أثناء زيارة الوفد الباكستاني ولم تعبأ به، بحسب "إيكونوميك تايمز".
ويأتي ذلك رغم مرور أشهر على عدم نجاح رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان في إقناع الجانب الروسي بفكرة إنشاء خط الأنابيب.
وتبرز روسيا بصفتها أحد أكبر موردي النفط إلى السوق الهندية، للشهر الثاني على التوالي منذ أكتوبر/تشرين الأول (2022)، في حين تسعى نيودلهي في الوقت ذاته إلى أن تصبح شبكة (نقطة وصل) لتوريد النفط الروسي إلى بنغلاديش، البلد الواقع جنوب شرق آسيا.
استثمارات إسلام آباد
لم تكن حالة عدم اليقين حول أسعار صادرات شحنات النفط الروسي العائق الوحيد أمام خططها الاستثمارية مؤخرًا، إذ أبدت موسكو رغبتها في دعم مشروع ميناء تشابهار الهندي في إيران، في إطار مبادرات الربط الإقليمي في أوراسيا.
ويمكن القول بأن تلك الخطوة بمثابة "انتكاسة" للمحور الاقتصادي الصيني-الباكستاني وميناء غوادار (ميناء عميق يقع على بحر العرب بمقاطعة بالوشيستان في باكستان) الذي بنته الصين.
ومنحت روسيا الضوء الأخضر لضخ استثمارات في تأسيس شبكات لوجستية بهدف زيادة سعة النقل، لا سيما في ميناءي الشهيد رجائي وتشابهار في إيران، في إطار تطلعها إلى اقتحام الأسواق الواقعة في جنوب شرقي آسيا، ومن بينها السوق الهندية، وفقًا لما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وستعزّز الاستثمارات الروسية في ميناء تشابهار سعة الميناء الذي بنته نيودلهي، إذ تدفع الهند باتجاه ربط ميناء تشابهار بمحور النقل الدولي بين الشمال والجنوب INSTC، بوصفهما محوري نقل عالميين بالغي الأهمية في منطقة أوراسيا، في حين تدرس موسكو المشاركة في هذه المبادرة.
وعلى مدار العام الماضي، سيطرت قضية الاستغلال الأمثل لمحور النقل الدولي بين الشمال والجنوب وأيضًا ميناء تشابهار على الجانب الأكبر من مباحثات الهند وروسيا، وكذا مشاورات نيودلهي مع دول آسيا الوسطى.
ويُعد ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب شبكة قنوات ملاحية لأنشطة النقل بالسفن والسكك الحديدية والطرق البرية، ويمتد بطول 7 آلاف و200 كيومتر لنقل البضائع والسلع بين دول: (الهند، وإيران، وأفغانستان، وأرمينيا، وأذربيجان، وروسيا، وآسيا الوسطى، وأوروبا).
موضوعات متعلقة..
- باكستان تشتري النفط الروسي بأسعار مخفضة "غير معلنة"
- خطط باكستان لاستيراد النفط الروسي قد تصطدم بضوابط سقف الأسعار (تقرير)
- أسعار المشتقات النفطية في باكستان تثير القلق.. وإشادة بالدعم السعودي (تقرير)
- باكستان توافق مجددًا على تراخيص ملغاة للتنقيب عن النفط (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- إياتا: 30 مطارًا وشركة تستخدم الهيدروجين في مجال الطيران
- السعودية تقود خفض إنتاج أوبك+ في نوفمبر بـ440 ألف برميل يوميًا
- حادث أنابيب كيستون.. تفاصيل جديدة عن أكبر تسرب نفطي في أميركا منذ 2013